·
(( يا كـعـبَـةَ الـرَّحمـان ))
(عبـد الحلـيم الـشـنودى )
يا كـعـبة الرحـمانِ جِئْـتُـكِ عاريـا
من صالِحِ الأعمــالِ والحســـتاتِ
اشْـكو لِـرَبِّـكِ ظامِـئا من سَــوْأتـى
أبْــكى سِـجِلا أسْــوَدَ الصَّـفَـحــاتِ
أَرْوى بسـاحاتِ المَـطافِ مَظَـامِئا
عَطْشى لِتَوْبٍ من لظى السَّـوءاتِ
كم ذُقْـتُ كأسا فاسْـتَرَبْتُ بِشـأنِـهـا
ساوَرْتُ نَفسى اسْتَعْذَبَتْ رَشَفـاتى
فَـشرِبتُ من كُل الزهورِرَحـيـقـها
أُتْرِعْــتُ نَـهـرا عـبَّ بالـنَّــزواتِ
قــدآلَـمَ الـنَّـفـسَ الـسَّقـيمةَ مـاتَــرا
كَمَ من ضروبِ الذَّنبِ والسَّوءاتِ
فـأتـتْ مـقـامَ العـائـذيــنَ بِـربِّــهم
تـرجو رحـيما يَـقـبـلُ الـتَّــوبـاتِ
والـلـهُ فـوقَ العَـرش مُطَّــلِعٌ لــهُ
فى الـشَّأنِ ما يَستوجِبُ النَّظراتِ
يـاربُّ قـد أمهَـلْـتَـنى فيمـا مضى
وتـرَكْـتَ بـابـا واسِـعَ الـفـتحــاتِ
ضَـمَّـنتَ في قُرآنِـكَ الـدُّسْـتُــورِآ
يَـةَ رحْمَـةٍ وَسِـعَتْ ذَوى الزَّلاتِ
وَقَـطعْتَ فيهِ بِـتَوْبَـةٍ تُرْجَى لِـمـن
أوفى الـعُـهودَ وأخلَـصَ الـنِّـيَّـاتِ
عَـنْ كُـلِّ من أفضى إليكَ بِـأوْبَـةٍ
وَسَما بِـنورِكَ عن سَـماالظُّـلُماتِ
أمْسَـيْتُ فى قَـلْبٍ يَطوفُ بِداخِلى
بَـيْـتٍ كَـبَـيـتِ الـلـهِ فى سُـبُحاتى
والـنَّفسُ من إخلاصِها فى كَعـبَةٍ
والـنَّـفـسُ من شَـرِّ لَـفى فــلَـواتِ
وَلِـكُلِّ نـفْـسٍ كَـعْبَةٌ إن لم تُـطَـفْ
ما قُـدِّسَتْ ذاتُ الـعُلا فى الـذَّاتِ
وَمَطافُـها مثْـلُ الـمَطافِ لِــبيْـتِـهِ
سَـبْـحُ الـيَقـينِ بِهــدْأةِ الـخَــلَواتِ
لـوكـانَ وقـتى يُـشْـتَرى بـادَلْـتُـهُ
ما مَـرَّ من أيـامِـىَ الــنَّـحِـســاتِ
لَـكِــنَّ وَقـتِىَ سـاعَـةٌ لو شـاءهـا
ربِّـى مُـكَـــفِّـرَةً عـنِ الـسَّـوءاتِ
أضْفى عَلَـيهامن نورهِ ما يَفْتَدى
أعْـدادَ ما أمْضَـيتُ من سـنَـواتِ
ياكـعـبَةَ الرَّحمانِ عِشْتُـكِ سـاعَةً
لا تُـثْـمَنُ الأوقــأتُ بالـسَّـاعـاتِ
لكِنْ بِعِشقٍ فى القُلوبِ وفى النُّها
فَيْضِ المشاعِرِفى لَظى العبَراتِ
ياكَعـبَةَ الرَّحمانِ قَلْبُكِ فى المطا
فِ رأيـتـهُ فى غـفـوةِ الـنَّـفَـحاتِ
سـاءلْـتُــكِ الـدَّيَّــانَ ألا تَـخْـجَـلى
مـن سَــــوأةٍ ألـــقَـيْـتُ أو زَلاتِ
وَسَلى الَّذى أحْياكِ فى حَجَرٍورَوَّ
ى الطَّـائِـفـينَ بِـمُتْعَـةِ اللـمَســاتِ
ألايَـــدَعْ عَـبــدا يَـتــوقُ لِـكَـــرَّةٍ
إلا أتــاهُ حَـمـيــــدَةَ الـــكَــــرَّاتِ
حَـتى يُـجَـدِّدَ عِـنْدَ رُكنَكِ عَـهْـدَهُ
بالـوَصْلِ مالم يَـنْـقـطِع بِمَـمَــاتِ
كَم من جُسومٍ شاطأت في قُربِها
كم من قُـلوبٍ أحْـرَمَـتْ بِشــتاتِ
عَـجَبا لِـدُنـيا لاتَـصُونُ لِعـهـدهـا
أوتُـرْتـجَى فى الغَـدْوِ والرَّوحاتِ
موتَى بِبِيضِ ثِـيابِهِـمْ كُفِـنوا وأحْـ
يـاءٌ بِـسـودِ الـــزِىِّ والـقَـسـمـاتِ
والـحُـلَّةُ الـسَّوداءُ حـولكِ حَــيَّــةٌ
والأكْـفُـنُ الـبَـيضـاءُ بالأمـــواتِ
وَصُخورِكِ الصَماءُ قَـلبٌ والقُـلـو
بُ الصُمُّ في الأحياءِمن صخَراتِ
أحْيَيْتِ نفسى فاسـلَـمى من كُـلِّ با
غٍ يَـسْـتَعِـقُّ الـلـهَ فى الـحُـرُمـاتِ
يا كَـعبـةَ الرَّحمانِ طُـفْـتُ مُـودِّعا
أيـامَ فَـيْـضٍ سُـــطِّـرَتْ بِـحَـيـاتـى
لاتَـعْجَبى إن وَدَّعَــتْـكِ جَـوارِحـى
فَـجَوانِحى قـد لَمـلَــمَتْ أشـتـــاتـى
سَأراكِ حينَ يَشوقُنى طَيفُ الهوى
وأراكِ إذ ألـقـــاكِ فـى صَـــلـواتى
لـكِـنَّ قَـلـبـا فى الـمـقامِ تَـرَكــتُـــهُ
بِـضَميرِذِكرى صَوَّرَت خَـلَجـاتـى
حَتى إذا مـاالـشَّـوقُ غالَـبَني نَضـا
فَــتَـلَمَّـسى فـى نَـضْـــوِهِ أنَّــــاتـى
(شـعـر/ عـبـد الحلـيم الشـنودى )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 20 مشاهدة
نشرت فى 10 سبتمبر 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

155,149