يا سم سار في جسد بني البشر
ويا سماء زرقاء يعكس لونها البحر
أنا أكتب الشعر
إذا أنا موجود حاضر
أعصر الشعر من الفكر
كما يعصر من العنب الخمر
أفرغت على قصائدي كثير من الحبر
كما تفرغ العروس على ذاتها من العطر
كما يعصر الدموع من أعين اليُتْمِ والفَقْرِ
كما قصائدي في النثر
وكما شعري في النشر
وكما لغة الضاد الملقبة بالبحر
كما ماء الشلال المنهمر
أنا أكتب الشعر
إذا أنا موجود حاضر
أنا المبدع في الفكر
والرائع في الخواطر
لا فت للأنظار
شاغل بال كثير من البشر
آخذين مني الحذر
على أن أدرجهم في أبيات من الشعر
لا خوف عليكم ولا رعب ولا ذعر
ولا حزن ولا قلق ولا كدر
ليس من شيمتي هكذا شر
أنا لا أتقن الهجاء ولا الرثاء
ولا السب ولا القذف ولا الشتم ولا اللعن
ولم ألحق في حياتي أحدا بأي ضرر
فلولا إحساسي وشعوري بالاحتقار
ما دعوت الله المقتدر
" ربي إني مغلوب فانتصر"
خوفا وعطفا وحنانا وشفقة
على الظالم من ضربة القادر
لقد نهجت طريقة أيوب في الصبر
في السراء والضراء
وفي الشدة والعسر واليسر
ونهجت نهج النسر في بعد النظر
بعيدا عن الفوضى والضجيج والضجر
لا فائدة فيهم إلا صداع الرأس وتشتيت الفكر
وأثقلت الموازين حتى لا تخسر
وأنزلت وأزحت القشة التي
قسمت ظهر البعير
مذ ذاك التاريخ الشاهد على عصر
ولم أعد بسهولة أنجر
كريشة طير
طائشة في مهب الريح المدمر
فالزمان طويل وليس قصير
يعري على كل منافق غادر
يجعلني أندم وأتحسر
على أن اتخذتهم أصدقاء العمر
نحن في زمن غير متحضر
نترقب فيه المحترم الموقر
ونتسنى من وراءه وننتظر
أن يزل ويخطأ ويغلط
حتى يثبت لنا أنه غير موقر
فاللهم بعزتك وجلالك
احفظنا من شتات الأمر
ومس الضر
وضيق الصدر
وعذاب القبر
وحلول الفقر
وتقلب الدهر
والعسر بعد اليسر
والعقوق بعد البر
وامنن علينا بدوام العافية والستر
وسبحان الله والحمد لله والله أكبر...بقلم حسن بوموس