الموتُ رحلةٌ بلا عودة
==========================
كلٌ إلى غايتهِ يصير
دموعٌ من العينِ فياضة
ووقدٌ من القلبِ يحملُ ماءً وناراً
ما السِّرُ في ذي الحياةِ
لو كان يُنجي الفرار
الشيبُ فارقني بعد اشتعال
بياضُ العينِ يذهبُ والشعاع
وبين الضلوعِ خدودُ القلوب
قد طارَ من الأفقِ الصباح
يمرُ بجناحيهِ على غُراب
والريحُ تعبثُ بالقصور
في كلِّ حين
خرابُ القلبِ من تباريحِ الجوى
أرى الدمعَ لا يطفيءُ
كلُّ يومٍ لنار
البرقُ يوقِدُ نارَهُ
والرعدُ ينفخُ في الحريق
ما يأخذُ النومُ من أجفانٍ ذي أرق
كيف ينجو الزورقُ من الغرق ؟
كلُّ العيونِ أسهمٌ
ثملٌ أو ذاهلٌ
أسرعَ قلبي للرحيل
لو تأملتَ مُقلتي
النارُ فيها تشتهيني في الدُجى
إنني كالشمعةِ تحترق
دمعٌ بدمعٍ ما حيلتي
ورأيتُ أمواجَ الحياةِ تلاطمتْ حتى استحالتْ
ولمَّا وقفنا للوداعِ بكينا
فضحكَ الوشاةُ شماتةً
كأننا الماءُ وجمعهُ معجزة
راحةُ القلبِ في الشكوى
وقلبي كئيبٌ وكمد
يشربُ الراحَ من راحته
كلما استيقظَ من سكرته
خافقُ الأحشاءِ موهونُ القوى
من فرطِ الجوى
بكى وبعضي على بعضي معي
أيُ قلبٍ هائمٍ
وعينٍ إذا استمطرتها أمطرتْ دماً
فؤادٌ قد بلغ الظمأ
لو أشكو إلى ليلِ الغدائرِ غدرُها
والنفسُ غرقى
والأجسادُ يملؤها الفساد
والموتُ يختارُ الجياد
اليوم ، أي منازلَ لا نشتهي
إنْ لم ترق عن فقدهِ
رقتْ عليهِ دموعُه
برحيلك كسرت قلبي
ولا سراج ولا منار
يا ليلةً تنتظر شمسَ النهار
يا جنةً تدعو القلوب
يتوبُ القلبُ عن الذنوب
==========================
بقلمي / #إبراهيم_فاضل
==========================