عاشقٌ بلا حُدود
*******************
لا تسْأليني مَن أَنَا !!!
لا تسْألينِي مَن أكونْ.
أَنْتِ يَا فاتنة الوَجهِ المُحَنَّى
بالتُّرابِ وَالمُنّدّى بالشُّجُون.
سَاقَكِ الرِّيحُ إِلَى حَيْثُ صَبَا,
ثُمَّ ابْتَلاكِ بِذِئَابٍ أَشْبَعَتْ,
سِرْوَالَكِ الغَالِي دِمَاءً ,
تَقْضُمُ الَّلحْمَ وَترمِي بالعِظَامِ ,
كَيْ تَكونِي هِيْكَلاً ولَا أَكَونْ.
وأنَا المَولودُ في نار الحِصَارِ,
مُسْتظِلاً بالعَلَم ,
فَرشِي الحَصَي ,
وَيوقِظُ فيَّ الأسَى ,
والسُّهدُ يَرْوِينِي حَنِين.
التزَمْتُ الصَّمْتَ ,
والكبتُ يُداوينِي بجُرعَات ٍ من الصَّبرِ,
وللصَّبرِ حُدودٌ في مُعادَلَةِ السِّنِين.
قد كَبِرتُ إنَّما لا لن أُفَرِّطَ ,
في الِّلقَاءِ السَّرمَدِيِّ
رَغْمَ إِبليسٌ يُهَدِّدُني بِتَمْزيقِ الوتين .
هل تذكرين مُنيَتي ؟؟
هل تذكُرين ؟؟؟
حِينَ أَتْقَنَّا التَّهَامُسَ
عَبر ثُقبٍ في الجِدارِ ,
واحْتَرَقنَا بلَهيبِ الشَّوقِ,
واتّسَعَ الجَبين .
إِنَّها نَسْمةُ أَنفاسٍ لَكِ ,
قد لامَسَتْ وجَهِي وأَشفَتْني
من الغَمِّ الدَّفِين.
وتَسْأليني مَنْ أَنَا ؟؟
وَحْدِي الَّذِي قلّدتُكِ في مَحفَلِ التَّآزُفِ,
غُصناً منَ الزيْتُون .
أَنتِ مَلاذِي وأَنا :
في الغَربِ نامُوسٌ مُسِمّ ٌ,
حَيْثُمَا حَطّ مُبِيدٌ لَسْعُهُ,
فَعَاقَبوني , أَوقَفوا عَنِّي الطَّحِين .
كالقَصِيدةِ رُدّدتْ في الكَونِ
حتَّى امَّحَى فحْواهَا والعنوان.
لكنَّنِي رَغم الأَسَى ,
أُحِبُّكِ حَتى الجُنُون .
وسَلِي الأَيَّام َعنِّي ,
حَسْرَةً قد أنبَتَتْ في القلبِ غذَّتْها بدائِي مُنذُ أَنْ كُنت جِنين .
إِنَّني إِبنٌ لِهَيْمَاءِ الحَيَاةِ ,
إِستقيتُ العزمَ مِن قَيظِ زمَاني ,
وكَشفتُ العَارَ عن وجْهٍ رمَانِي,
أَصْطَلِي نارَ السِّجُون .
إِنَّني لا أَنتمي إِلَّا انْتِمَائِي ,
للأزقَّةِ والحِجَارَةِ ,
من دُجَاهَا أَسْتَلِب حَقِّي ,
وأغرُسُهُ بزيتونٍ وتين .
أنتِ يا محْبُوبتي مَنْ أَشْهَرَتْ,
وجْهَ الصَّحَائِف,
زيَّنَتْ بالدَّمِّ أبْهَى العَناوين .
هل تعرفين من اَكون ؟؟
إنّني ابنٌ لِهَذا الوَطَنِ المَحزُون ,
أَنا عاشِقُ فلسطين .
أحمد طه __ كوكب ابو الهيجاء

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 105 مشاهدة
نشرت فى 22 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

141,107