الذاكرة .
.
الذكريات قد تكون جميلة رقيقة مثل المسك والعنبر وقد تكون مؤلمة مرة مثل العلقم والبشر في أرشفة وحفظ الذكريات صنفان صنف يتمتع بذاكرة هشة ضعيفة لاتختزن داخلها الا القلة القليلة من الذكريات ربما بمزاج صاحبها او لضعف خلقي فيها وهذا الصنف بمجرد ان يضع رأسه على المخدة يومياً يحذف كل ملفات الذكريات التي بداخل عقله فيصحو نشيطاً حيوياً سعيداً مستمتعاً بيومه وناسياً لأمسه بكل مافيه من احداث وذكريات ومستقبلاً ليومه الجديد بكل حيوية ونشاط قد تمر عليه بعض الذكريات تؤلمه لكنه يتجاوزها في لمح البصر والصنف الاخر يتمتع بذاكرة حديدية فولاذية صلبة تتذكر ادق التفاصيل باللحظة والثانية والدقيقة وبكل مافيها من احداث صغيرها وكبيرها ولاينسى اي شئ بتاتا البتة وهذا الصنف وضعه سيئ جدا ويعاني اشد المعانة خصوصا عندما يتعرض لمواقف مؤلمة جدا وظالمة وعلى الاخص لو كانت من اشخاص لهم مكانة عنده او من المقربين او من الاقارب من الدرجة الاولى فهذا الشخص تجده حزيناً متعباً مكتئباً على وجهه مسحة حزن ونظرات عتاب دائمة لانه يتذكر دائما ماوقع عليه من اجحاف وظلم واستغلال تعرض له في حياته من اشخاص كان يحسبهم سنداً له ومصدر أمان فوجد منهم الاستغلال والغدر والغيبة والنميمة والنذالة والحقارة بكل اصنافها وتذكر مواقفهم الخسيسة معه بكل تفاصيلها وهو يعرف تمام المعرفة غايتهم ومقصدهم وسؤ نياتهم لكن معدنه الطيب أبى عليه الرد عليهم فاصبحت مواقفهم ذكريات مؤلمة له تمر عليه كشريط لفليم سينمائي مليئ بالموافق التراجيدية المؤلمة واكتفى برفع شكواه لرب العالمين لكي ينصفه منهم يوم لاينفع مالا ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وهذا الشخص ذاكرته هي سبب علله ومتاعبه ومصيبته عظيمة كبيرة لانه لايستطيع النسيان بعكس الصنف الاول الذي يمحو كل ذكرياته اولا باول وحتى لو تذكرها فهو يمر عليها مرور الكرام لذلك كان النسيان اعظم نعم الرحمن على الانسان وخلق الانسان من النسيان .
.
.
من وحي الحياة بقلم احسان الصالحي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

155,538