إحسان الصالحي
في مواقع الانترنت اصبحت ترى الهجمات المتبادلة بين الرجال والنساء فالنساء يتحدثن في مجالسهن عن الرجال وكأنهم وحوش متجسدة والرجال يتحدثن عن النساء وكأنهن مخلوقات وكائنات فضائية وكأن الرحمة انعدمت من الوجود وكاننا في صحراء جفت منها كل منابع المحبة والحنان والرومانسية الحقيقية وليست الزائفة المتداولة في القنوات الفضائية في المسلسلات الفاشلة عديمة الطعم واللون والنكهة واصبح الناس يتبادلون الهجمات بداعي السخرية لكنها حقيقة تخفيها قلوبهم وهذا سببه الفراغ العاطفي وقلة الاهتمام المتبادل بين الازواج وعزوف الشباب عن الزواج والبعد عن خشية الله ومراقبته فالناس في الواقع يعيبون عليك اذا نطقت بكلمة حب لشخص تحبه ويعيبون عليك اذا عاملت زوجتك واهل بيتك بمحبة وحنان واحترام واهتمام ويطلقون عليك القاباً تافهة مثل ( أرنب ، محكوم لزوجته ، عديم الشخصية ، سلبي للغاية ) لكن في مواقع التواصل الكل قيس بن الملوح والكل جميل بثينة لانهم يظنون انه لاحسيب ولا رقيب فياخذون راحتهم وراء الستارة وفي الخاص وليتهم حدثوا به من يخصهم على الواقع لكان الوضع انقلب راسا على عقب ولتغير الحال فاللهم سلم سلم من حال اصبحت فيه المشاعر متحجرة وطغت فيه الماديات على الروحانيات وساد فيه المجاملات وطغت على المشاعر والاحاسيس وأصبح الخفاء فيه اجمل من الواقع .
.
وقفة :-
روى ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب) مخموم القلب: يقال: خممت الشيء إذا كنسته، وخممت البيت إذا كنسته، مخموم القلب أي أنه يزيل ما علق بقلبه أول بأول، مثلما تكنس البيت وتزيل ما به من النجاسات والقاذورات. (كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد) حديث صحيح
.
.
من واقع الحياة بقلم احسان الصالحي
