يوم آخر
.
.

دخل عليها المنزل كعادته مبتسماً إبتسامته العريضة رغم كل مايجده من صعوبات في عمله فقد تعود أن تراه مبتسماً حتى لو كانت جبال تهامة من الهموم جاثمة على قلبه فوجدها مكفهرة الوجه قاطبة الحاجبين تتألم ومالبثت أن رأته حتى أنفتح باب من جهنم يلفح وجه صديقنا المسكين أنت لاترحم أنت أناني أنت لاتهتم لأمر أحد أنت شخص انتهازي لاتعرف الرحمة لقلبه طريق ، أندهش صديقنا من هذه الرمضاء وذهل بشدة من هذه الرياح النارية التي تهب في وجهه فالتزم الصمت كعادته وأدار لها ظهره وجلس في زاوية المنزل ينتظر مرور العاصفة بسلام وانتهاء اعصار كاترينا بدون حدوث اضرار جسيمة وهي مازالت تنشد ملحمتها الطويلة على أنغام الحزن والبكاء وهو مثل الصنم لايتحرك أبدا ويراقب الوضع عن كثب وبدأت ملامح الفرج تظهر وهدأ الاعصار وانتهت موجة الرياح العاتية وتعبت من كثرة الصراخ والكلام وجلست ترتاح ، اقترب منها ببطء وهدوء ومازالت ابتسامته تغطي وجهه رغم السيل العارم من الكلمات والضربات القاضية التي تلقاها منها وجلس بجانبها وطوقها بذراعه وقبل رأسها وجبينها وقال لها كلمة واحدة فقط ولم يزد عليها ( أنا أسف ) وضغط ذراعه حولها بقوة ظنت انه يريد ان يعاتبها يعاقبها لكنه أراد أن يشعرها بالأمان وهي ماتبحث عنه وتنشده هي لاتريد العراك او الشجار هي تبحث عن الاطمئنان لذلك تريد ان تراه دوماً يحيط بها ويهتم بشأنها ويشعرها بكيانها ووجودها لذلك تختلق الانثى هذه الحوارات لتعرف مدى اهميتها عند نصفها الثاني ومدى حضورها في حياته وهو يعرف تمام المعرفة مدى حبها له ويدرك انها تتعب وتضحي من اجله ومن اجل عائلتها التي هي مملكتها الغالية عليها والتي تفديها بكل ماتملك وتسهر على راحتها وهي راعيتها ومدبرة شؤونها ويقدر لها ذلك وهو يعرف قيمة جميلها عليه ويقدره حق التقدير وأن حياته بدونها عدم وهباء لذلك ادرك بحنكته وفراسته طلبها فمنحها أياه في أبسط اشكاله وأقلها تكلفاً بأن أوصل لها رسالته بأنه بجانبها ومعها وأمامها في كل وقت بكل ذرة في كيانه وروحه وقلبه وهي تلقت الرسالة بكل وضوح وعرفت معناها ومغزاها صحيح مازالت غاضبة لكن رويداً رويداً اصبحت النار رماداً وسلاماً وظهرت اخيراً ابتسامتها الجميلة على محياها الرقيق الرائع وهنا بدأت سيمفونية جديدة من الحب والعاطفة والكلام الرقيق مع الكثير من لغة العيون بين زوجين سعيدين ومر يوماً أخر من أيام هذه العائلة الجميلة بسلام وبدون اي خسائر بشرية او مادية او معنوية وهنا ظهر أجمل تطبيق لاجمل جملة عرفها التاريخ ( ماأكرمهن الا كريم وماأهانهن الا لئيم ) وتحياتي لكم .
.
.
بقلم احسان الصالحي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 18 يوليو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

154,901