كلكم راع
.
التربية موضوع مهم وخطير للغاية فهي الاساس لكل مجتمع والنواة لكل امة متقدمة فالقدوة والتعود ورؤية وتقليد الكبير في تصرفاته هي اكثر مايؤثر في الابناء فالابن يقلد اباه في تصرفاته فاذا لم يكن له اب فيقلد أي شخص كبير له سواء كان أخاه أم عمه أم خاله او اي فرد في عائلته قريباً منه فهو يراه مثلاً أعلى يتعلم منه كل أمور حياته لذلك كان الموضوع خطير جدا فربما كان القدوة شخص سيء وربما كان الوالد شخص أحمقا يرى أن مسؤولياته تنحصر في ثلاجة مملؤة بكل مالذ وطاب وملابس فاخرة وكماليات فارهة ولايدري ان التربية امانة ومسؤولية عظيمة وأنه يجب عليه أن يعلمهم أمور دينهم وأخلاقه الجميلة الفاضلة وأن يعلمهم الادب والتعامل الطيب مع الغير وأحترام الاخرين وأن يحثهم على اداء فروضهم والاعتناء بها مثل الصلاة وغيرها وأن يتعامل معهم بأسلوب راقي طيب لكي يهمتوا بما يعلمه لهم ويرشدهم لكيفية التعامل مع الحياة والناس بأسلوب أمثل ويعطيهم خبراته فيها وتجاربه فالحياة كلها تجارب ودروس وهي خير مدرسة يتعلم منها الفرد والوالدين الناجحين هم من يسقون لابنائهم ويعلمونهم كل هذه الدروس والخبرات بشكل مبسط جميل لكي تكون لهم خير نبراس في حياتهم وخير دليل لهم ويهتم بشؤونهم ويكون خير ملاذ لهم ومصدر امان لهم ومرسى لسفينة حياتهم يرتاحون لرؤيته ويلجأون له في حال خوفهم ويسعدون بطلته عليهم كل وقت وأهماله لهم جناية وعدم اهتمامه بهم عواقبه وخيمة ونتائجه سلبية للغاية تنعكس عليه في المستقبل وعلى المجتمع بأسره فالكل راع والكل مسؤول عن رعيته وبهذا نخرج جيلاً طيبا صالحاً محترما ورأس مال رابح ولكي يكونوا من الولد الصالح والتجارة الرابحة التي تنفع الوالدين في قبريهما ويوم لاينفع مال ولابنون بجبال من الحسنات لاحصر لها ، لذلك كانت التربية مثل الزراعة فأنت تحصد ماتزرع فإذا زرعت خيراً حصدت خيراً واذا زرعت شراً حصد شراً وأذا اهتممت بما زرعت حصدت احسن محصول واذا اهملت مازرعت لم تحصد سوى محصول ردئ يضرك ويضر غيرك ويضر مجتمعك وامتك لذلك كان من اهمل رعيته ومات غاشاً لهم حسابه عسير والوعيد له شديد بأنه لن يشم رائحة الجنة بتاتا البتة نسأل الله لنا ولكم الهداية والرشاد وصلاح الذرية وأن يرزقنا وأياكم الولد الصالح الناصح ودمتم بخير .
.
وقفة :-
.
قال الشاعر :-
وينشئ ناشئ الفتيان منا على ماكان عوده أبوه
وقال اخر :-
هي الأخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمات
تقوم إذا تعهدها المربي على ساق الفضيلة يانعات
.
من وحي الحياة بقلم احسان الصالحي

تعليق