حفظ الغيب
بين حفظ عقول البشر وحفظ حقوقهم **

بقلم : شريف بدوي

هناك أشياء لا يدركها العقل بل قد تذهب بعقله ان أطال البحث عنها لذلك احتفظ الله تبارك وتعالى بها في عالم الغيب حتى يحمي الإنسان من التفكر فيها .. وأعطاه في المقابل دلائل إيمانية تكفيه للتصديق والإيمان بوجود خالق لهذا الكون ولا تدع مجالا للشك ولا الريبة وتاريخ من الأحداث الكونية والإنسانية المنتظمة التي تثبت وجود إله واحد لهذا الكون.. وأنزل كتبا سماويه ونصوصا الهيه لمساعدة الإنسان على استيعاب تلك القوانين من واقع الحياه والتجارب التي يمر بها الإنسان (( لو كان فيهما إلهه إلا الله لفسدتا )) ..وقد ذكر العلماء مثلا عن غيبية من الغيبيات وهي الاستواء فوضعوا قاعدة فقهية فقالوا " الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه " هذا في استواء الله تبارك وتعالى على عرشه وهي من جمله الأشياء التي قد يذهب إليها العقل بالتفكير وغيرها فوضع العلماء هذه القاعدة للتعامل مع مثيلاتها من الأفكار التي قد تراودنا ...
ولحفظ حقوق البشر حفظ الله جزءا من الغيب لاعطاء مزيدا من الفرص للإنسان ومجالا أوسع للتوبة والعودة وإصلاح ماتم افساده فالكل خطاء والكل يحتاج إلى فرصة ولو أن الله تبارك وتعالى حاسب كل إنسان على اخطاءه في الحال ما ترك على وجهها من دابة فكل بن آدم خطاء ولا ينكشف الغيب إلا عن متبجح متمادي يضر بحقوق البشر ليس لنفسه فقط بل تعدى لآخرين بالضرر مجتمعيا واخلاقيا فالمجتمعات هي الأولى بالحفظ وقد نزلت الأحكام لكي تنظم سلوكيات البشر لتحمي المجتمعات فالفرد بالمجتمع عالعضو بالجسد إذا فسد عضو فسد الجسد وإذا فسد فرد فسد مجتمع فإذا تطرق فساد أي فرد إلى المجتمع وجب تقويمه حتى إذا دعت الحاجة إلى بتره ومازال الفرد محميا في الغيب مالم يتعد ضرره إلى الآخرين حينها ما يزال حقه محفوظا في التوبة والعودة والستر أما من يتبجح فهو من يحرم نفسه من هذا الحق ويلزمه مجهودا أعظم للعودة والتوبة ونيل مكانة أفضل ..
وليعلم أيضا كل متدخل في كشف الغيب وكشف الستر عن البشر أنه يحرم نفسه من هذا الحق مستقبلا فمن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة فكشف جزء من الغيب لبعض البشر عن إخوانهم لا يعطيهم الحق في فضحهم فهو بمثابة فرصة أخرى للمخطئين إذ يجدون من ينصحوهم ويرشدونهم إلى الصواب وكأنهم رسلا قد بعثهم الله إليهم كفرصةأخيرة فليستخدموا هذا الدور بحقه ....
هكذا رؤيتي المحدودة عن حفظ الغيب بين حفظ عقول البشر وحفظ حقوقهم ...
Sherif badawy.

أعجبني

تعليق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 14 مايو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

155,508