يُعد التفاعل الاجتماعي الأساس في دراسة علم النفس الاجتماعي الذي يتناول دراسة كيفية تفاعل الفرد في البيئة وما ينتج عن هذا التفاعل من تعديل على السلوك، كما ارتبط بالتفاعل الاجتماعي العديد من نظريات الشخصية ونظريات التعلم، ويعد التفاعل الاجتماعي عملية مستمرة قائمة على علاقات متبادلة بين مجموعة من البشر يشتركون في الحاجات والرغبات والأهداف بصورة ما، مما يؤثر في الفرد والجماعة ويؤدي إلى تعديل السلوك نحو ما تؤمن به الجماعة.
يُعرف التفاعل الاجتماعي بأنه عمليات متبادلة بين طرفين في وسط اجتماعي عبر وسيط؛ مثل  اللغة أو ما يقوم مقامها كالإشارات والإيماءات أو الحركات، ويتم خلالها تبادل التواصل لتحقيق هدف مشترك. (تاعوينات علي، 2009، ص90).
ويُعرف (باسم ولي، ومحمد جاسم، 2004، ص224) التفاعل الاجتماعي بأنه: العملية التي يرتبط بها أعضاء الجماعة بعضهم بعضاً في الحاجات والرغبات والوسائل والأهداف والمعارف.
ويُعرف (سعد الراشد، 2008، ص5) التفاعل الاجتماعي في بيئة التعلم بأنه: "التعلم النشط الذي يحوي اتصالاً وتفاعلاً متعدد الاتجاه بين عناصر العملية التعليمية.
  وعليه يمكن تعريف التفاعل الاجتماعي بأنه: علاقات متبادلة بين مجموعة من المتدربين  يشتركون في الحاجات والرغبات والأهداف، مما يؤثر في الأفراد داخل الجماعة ويؤدي إلى تعديل السلوك نحو ما تؤمن به الجماعة ويرتبط بعلاقة إيجابية مع التحصيل والأداء.
أهداف التفاعل الاجتماعي:
    من أهم الأهداف التي يسعى التفاعل الاجتماعي إلى تحقيقها:
 أ- تيسير عملية تحقيق أهداف المجموعة، ويحدد طرائق إشباع الحاجات لديها.
 ب- يُكسب الفرد والجماعة أنماط السلوك والاتجاهات التي تنظم العلاقات بين الفرد والمجتمع.
 ج- يساعد على تقييم الذات والآخرين بصورة مستمرة.
 د- يساعد على تحقيق الذات وسط الجماعة.
 هـ- ينمي السلوك الاجتماعي بين الأفراد ويوظف الخصائص المشتركة بينهم
أسس التفاعل الاجتماعي:
 أ- الاتصال: والاتصال تعبير عن العلاقة بين الأفراد ويعني نقل فكرة معينة أو معنى محدد في ذهن شخص ما إلى شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص، وعن طريق عملية الاتصال يحدث التفاعل بين الأفراد، فعملية الاتصال لا تحدث لذاتها بل هي أساس لحدوث التفاعل بين الأفراد.
ب- التوقع: يؤدي التوقع دوراً أساسياً في عملية التفاعل الاجتماعي؛ حيث يصاغ سلوك الإنسان وفق ما يتوقعه من رد فعل الآخرين، وهو استعداد عقلي لمنبه معين مرتبط باستجابة أفراد المجموعة بالرفض أو القبول أو الثواب والعقاب، وعلى ذلك يقيم الفرد تصرفاته ويكيف سلوكه وفقاً لهذه التوقعات، ويُبنى التوقع على الخبرات السابقة أو على القياس بالنسبة لأحداث مشابهه.
ج- إدراك الدور وتمثيله: فلكل فرد دور يقوم به؛ وهذا الدور يفسر من خلال السلوك وقيامه بالأدوار الاجتماعية المختلفة في أثناء تفاعله مع غيره طبقاً لخبرته التي اكتسبها، وعلاقته الاجتماعية، ومواقف التفاعل الاجتماعي تستلزم قدرة الفرد على القيام بدوره واستيعاب أدوار الآخرين.
د- الرموز ذات الدلالة: حيث يتم الاتصال والتوقع وتمثيل الأدوار بفاعلية عن طريق الرموز ذات الدلالة المشتركة لدى أفراد المجموعة، والتي تؤدي إلى إدراك مشترك ووحدة الفكر والأهداف ووسائل تحقيقها، مما يساهم على السير في اتجاه واحد.
أشكال التفاعل الاجتماعي:
 أ- تفاعل المتدرب مع المحتوى: وتفاعل المتدرب مع المحتوى هي العملية التي يقوم من خلالها المتدرب باختبار ومعالجة المعلومات المقدمة له أثناء عملية التدريب، فكل متدرب يبني معارفه الجديدة من خلال عملية توافق شخصي مع المعلومات الموجودة في بناءه الإدراكي السابق، وتفاعل المتدرب مع هذا المحتوى هو الذي يقود إلى التغير في قدرة المتلقي على الفهم.
ب- تفاعل المتدرب مع المدرب: من أهم أشكال التفاعل في عملية التدريب تفاعل المتدرب مع المدرب؛ وهو أساس عملية الاتصال بينهما أثناء التدريب، والذي يهدف إلى دعم عملية التدريب وتقويم أداء المتدرب، وحل ما يعترضه من مشكلات، وفي حالة التدريب من بُعد فإن مثل هذا التفاعل عادة ما يحدث عبر وسائط الاتصال بالكمبيوتر والإنترنت، وهو ما يعني أن التفاعل لن يكون مقيداً بالعملية التدريبية فقط، وإنما قد يشمل جوانب أخرى مثل طلب النصح والحوار الشخصي.
ج- التفاعل بين المتدربين بعضهم بعضاً: فهناك أهمية كبيرة لعامل التفاعل بين المتدربين بعضهم بعضا أثناء عملية التدريب، فهذا النوع من التفاعل يتحقق بالتواصل بين اثنين أو أكثر من المتدربين المشتركين في نفس البرنامج التدريبي.
د- التفاعل بين المتدربين والسطح البيني interface: برز هذا النوع من التفاعل مع ظهور الإنترنت ودخولها مجال التعليم والتدريب، ويبرز هذا النوع من التفاعل الدور المتعاظم للتقنية في مجالات التعليم من بُعد، فقد لاحظ الباحثون أنه عندما يتم التعامل مع أي أداة، فإنه من الضروري للمستخدم أن يتفاعل ويتأقلم معها قبل أن يصبح قادراً على تنفيذ الأوامر أو التعليمات المطلوبة منه.