جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعى ودخولها فى مجال التعليم وعلى نطاق شمل المنظومة التعليمية بكامل عناصرها؛ من المعلم، والمتعلم، والمناهج، والوسائل التعليمية، والمكتبات، والأنشطة، والإدارة التعليمية، ظهر فى مجال التعليم (التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى).
أن الاستخدام المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعى ودخولها فى مختلف المجالات ومنها مجال التعليم أدى ذلك لتغيّر فى الفلسفة التعليمية؛ فظهر رسمياً نظاماً للتعليم يعرف بالتعليم من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، وبدأ الكثير من أعضاء هيئة التّدريس بالجامعات العالمية والعربية باستخدام التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى كأسلوب لتقديم المقررات والمناهج الدراسية، من أجل خلق بيئة تعليمية تفاعلية يكون فيها الطّالب عنصراً فاعلاً يشارك فى المسئولية التعليمية.
وأثر ظهور التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى على منظومة التربية بكامل جوانبها؛ حيث ظهرت مجموعة من الاستراتيجيات والأساليب التعليمية التى تتناسب مع التعليم بالشبكات الاجتماعية، كما ظهرت مؤسسات تعليمية متخصصة فى تقديم التعليم بالشبكات، وتم إعداد مناهج التعليم لتتوافق مع نظام التعليم بهذه الشبكات، وتطورت أدوار عناصر منظومة التربية لتواكب هذا النظام التعليمى الجديد؛ حيث أصبح المعلم موجهاً ومرشداً ومقيّماً، وأصبح المتعلم مشاركاً ومساهماً متفاعلاً مع زملائه لتحقيق التعلم، والمناهج الدراسية لم تعد بين غلافين بل أصبحت نتاجاً لتعاون ومشاركة الطلاب والمعلم والإدارة، ومصادر التعلم لم تعد محصورة فى مكتبة المدرسة أو الجامعة، بل أصبح العالم كله مكتبة إلكترونية مفتوحة عبر الويب للمتعلمين ومعلميهم.
فظهور مصطلح التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى غيّر كثيراً فى منظومة التربية، وأثر فى طبيعة أدوار المعلم والمتعلم، وعدل فى المحتوى التعليمى وطريقة بنائه وتقديمه، ونظّم العلاقة بين المتعلمين والإدارة التعليمية، كما ساهم فى تطوير أساليب التعليم والتعلم، وتبع ذلك ظهور العديد من الدراسات والبحوث التى اهتمت بالتعليم بشبكات التواصل الاجتماعى ومفهومه وخصائصه ومميزاته، فأصبح فلسفة تعليمة لها نظمها وقواعدها. مفهوم التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى:
يعرف أندرسون (2005) Anderson التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى بأنه مجموعة من الأدوات والممارسات التى تربط بين الأفراد بهدف دعمهم وتشجيعهم على التعلم المعتمد على التواصل الاجتماعى من خلال العلاقات مع الآخرين.
ويعرف دونمس (2010) Donmus التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى بأنه توظيف تقنيات شبكات التواصل الاجتماعى فى إضافة الديناميكية والتفاعلية إلى أسلوب التعليم والتعلم، من خلال نظام تعليمى اجتماعى تشاركى يوفر التعليم دون التقيد بمكان أو وقت محددين.
ويرى باين شين وتومس بريير (2012) Baiyun & Bryer أن مصطلح التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى يستخدم عند توظيف هذه الشبكات الاجتماعية وأدواتها وتقنياتها وخدماتها فى الربط والتواصل بين عناصر عملية التعليم سواءً تم الربط بين هذه العناصر فى نطاق التعليم الرسمى أو التعليم غير الرسمى.
وعلى ذلك يمكن تعريف التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى بأنه أسلوب تعليمى قائم على توظيف أدوات وخدمات شبكات التواصل الاجتماعى فى تحقيق التواصل بين عناصر عملية التعليم والتعلم من خلال الدعم المجتمعى التشاركى حول موضوع التعلم بدرجة عالية من الديناميكية والتفاعلية من خلال نظاماً يوفر بيئة تعليمية لا تتقيد بمكان محددٍِ أو وقتٍ معينٍ.
خصائص التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى:
خصائص التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى، كما يوضحها العرض التالى:
أ- التعليم مزدوج الاتجاه:
فالتعليم من خلال شبكات التواصل الاجتماعى هو تعليم مزدوج الاتجاه؛ بمعنى أن تكون شبكة التواصل أشبه بقناة مزدوجة يطبق من خلالها أنشطة التعليم والتعلم باتجاهين من قِبل المستخدمين؛ وهو ما يضمن لهذا النوع من التعليم من الإثراء والاستمرارية، ولهذا فالتعليم من خلال هذه المواقع يدور حول الأشخاص والعلاقات التى تنشأ بينهم.
ب- المتعلمون مساهمون فى بناء المعرفة:
تعتمد نظرية التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى على بناء المعرفة والمساهمة فى إعدادها وتشكيلها من قبل المتعلمين أنفسهم فى مجتمع تعليمى اجتماعى تعاونى افتراضى عبر الإنترنت، لتكوين عالم اجتماعى رقمى يمكّن أفراده من التواصل دون قيد أو شرط.
جـ- نظام التعليم قائماً على المشاركة والتفاعل:
تسعى فلسفة التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى على تطبيق نظاماً للتعليم يدعم المشاركة والتفاعل بين عناصر العملية التعليمية لتحقيق أهدافها، فجميع عمليات التعليم من خلال الشبكات الاجتماعية تقوم على المشاركة فى بناء المعرفة وتنظيمها وتطويرها، والتفاعل بين المتعلمين بعضهم بعضاً بهدف تحقيق التعلم المنشود.
د- النظرية الاتصالية هى جوهر التعليم بالشبكات الاجتماعية:
يستخدم التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى النظرية الاتصالية كنظرية تعليمية تصف مبادئ وتطبيقات التعليم بشبكات التواصل الاجتماعى باعتباره انعكاساً للبيئة الاجتماعية الجديدة للمتعلمين؛ البيئة المرتبطة بالتقنيات الحديثة والقائمة على وسائلها المتنوعة.
وتناقش النظرية الاتصالية Connectivism Theory التعليم بوصفه شبكة من المعارف الشخصية التى يتم إنشاؤها بغية إشراك الأفراد فى التعليم وبناؤه وتدعيم التواصل والتفاعل عبر شبكة الويب.
المصدر: د محمد جابر
أ. د/ مـحمـد جـابـر خـلف الله
ساحة النقاش