الموقع الرسمى الخاص بالاستاذ الدكتور محمد جابر خلف الله

موقع: بحثى - تربوى - تعليمى

التعليم المدمج Blended Learning:

حاول رجال التربية التفكير في أسلوب تعليمي يوظف إمكانيات التعليم الإلكترونى وفى الوقت نفسه يتغلب على جوانب القصور الناتجة عنه ومن ضمن هذه المحاولات المناداة بالتعليم المدمج والذي يعتمد على الجمع بين أساليب التعليم الإلكترونى والتعليم التقليدي داخل القاعات الدراسية والمعامل بالمؤسسات التعليمية، حيث يوظف هذا الأسلوب بين مميزات كل من التعليم الإلكترونى والتعليم التقليدى الحى المباشر.

1- مفهوم التعليم المدمج:

يرى (Schweizer, K, & Weidenmann, B, 2003) أن التعليم المدمج يعد بمثابة تطوراً طبيعياً للتعلم الإلكترونى، فهو يجمع بين التعليم الإلكترونى والتعليم التقليدي، وهو لا يلغي التعليم الإلكترونى ولا التعليم التقليدي بل هو مزيج من الاثنين.

ويعرف التعليم المدمج بأنه "مزج أو خلط أدوار المعلم التقليدية في الفصول الدراسية التقليدية والمعلم الإلكترونى فى الفصول الافتراضية، فهو نوع من التعليم يجمع بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكترونى فى آن واحد (جمال مصطفى، 2008، 3).

ويرى (Graham, C, 2005) أن التعليم المدمج وسيط قائم على دمج مميزات التعليم الإلكترونى مع مميزات التعليم التقليدى وجهاً لوجه، لتَحسين عملية التعليم وتأكيد التحليل النقدي والبناءِ الإجتماعيِ للمعرفةِ بالإضافة للتَفْكير التعاونى.

وعليه يمكن تعريف التعليم المدمج بأنه: أسلوب قائم على توظيف أسلوب التعليم الإلكترونى وما به من فوائد ومميزات مع نظام التعليم التقليدى وما يوفره من تفاعلات مباشرة وتدريب على أداء المهارات لتحقيق أكبر فائدة على العملية التعليمية.

2- فوائد ومميزات التعليم المدمج:

يتصف هذا النظام التعليمي بالجمع بين مميزات كل من التعليم الإلكترونى والتعليم التقليدي وجها لوجه بالمؤسسات التعليمية، وبعد الاطلاع على كتابات ودراسات كل من: (Johnson, J, 2002)، Graham, C, 2005, 12))، (خديجة الغامدي، 2007 ، 5)، (Viktorija, S, 2007)، (جمال مصطفى، 2008، 11)، (رشا هداية، 2008، 41-42) أمكن عرض فوائد ومميزات التعليم المدمج وفق ما يلى:

 أ- زيادة فاعلية التعليم:

فالتعليم المدمج يساعد وبصورة كبيرة على زيادة فاعلية التعليم، من خلال تحسين مخرجات التعليم بتوفير ارتباط أفضل بين حاجات المتعلم وبرنامج التعليم وزيادة إمكانات الوصول للمعلومات، وتحقيق أفضل النتائج في مجال العمل.

 ب- تنوع وسائل المعرفة:

من خلال التعليم المدمج يمكن للمتعلم توظيف أكثر من وسيلة للمعرفة فيختار الوسيلة المناسبة لقدراته ومهاراته؛ من بين العديد من الوسائل الإلكترونية والتقليدية، فيساعد الطلابُ على اكتساب أكثر للمعرفة ورفع جودة العملية التعليمية.

 

 جـ- تحقيق التعلم النشط للمتعلمين:

يعتمد نظام التعليم المدمج على التعليم من خلال النشاط، ويركز على دور المتعلم النشط وتفاعله في الحصول على تعلمه من خلال الدمج بين الأنشطة الفردية والتعاونية والمشاريع بدلاً من الدور السلبي للمتعلم المتمثل في استقبال المعلومات.

 د- تحقيق التفاعل أثناء التعليم:

يساعد هذا النظام على تمكين المتعلمين من الحصول على متعة التعامل مع معلمهم وزملائهم وجهاً لوجه من خلال وسائل التفاعل الإلكترونية والتقليدية، مما يساعد على تدعيم العلاقات الإنسانية والاجتماعية والاتجاهات لدى المتعلمين أثناء التعليم.

 هـ- المرونة التعليمية:

من خلال نظام التعليم المدمج يتحقق المرونة الكافية لمقابلة الاحتياجات الفردية وأنماط التعلم لدى المتعلمين باختلاف مستوياتهم وأعمارهم وأوقاتهم.

 و- إتقان المهارات العملية:

من خلال التعليم المدمج يمكن تقديم الكثير من الموضوعات العلمية والمهارات التي يصعب تدريسها إلكترونيا بالكامل وبصفة خاصة المهارات العملية والمرتبطة بالكليات العملية مثل الطب والهندسة وتكنولوجيا التعليم وغيرها من التخصصات العملية.

 ز- توفير الممارسة والتدريب فى بيئة التعليم:

يحقق هذا النظام إمكانية التدريب في بيئة الدراسة، ويقدم التدريب العملي والممارسة الفعلية للمهارات وتقديم التعزيز المناسب للأداء لتحقيق الأهداف التعليمية.

 ح- يحقق الرضا عن التعليم:

يستطيع المتعلم من خلال هذا النظام التواصل مع برامج الإنترنت لتدعيم المعلومات وزيادة التحصيل، ومتابعة التدريب الفعلي والممارسة الفعلية بالمؤسسة التعليمية مما يحقق زيادة فاعلية عملية التعليم وزيادة رضا المتعلم نحو التعلم.

 ط- مصداقية التقييم:

يحقق التعليم المدمج أكبر قدر من المصداقية على نظام التقييم التعليمى من خلال متابعة حية ومباشرة للمتعلمين أثناء التقييم.

3- أبعاد التعليم المدمج:

يتصف نظام التعليم المدمج بمجموعة من الأبعاد والتي تناولتها كتابات ودراسات كل من: (إبراهيم الفار، 2000، 192)، (Harvey, S, 2003, 54-51)، (رشا هداية، 2008-42-45)، وفق ما يلى:

 أ- الدمج بين التعليم الشبكى عبر الإنترنت والتعليم التقليدي:

يجمع التعليم المدمج بين أنماط التعليم الشبكي عبر الإنترنت وبين التعليم بحجرات الدراسة التقليدية، فيتم تقديم برنامج تعليمي يقدم مواد الدراسة ومصادر البحث عبر الإنترنت، مع تخصيص جلسات تعليمية داخل حجرات الدراسة بقيادة المعلم.

 ب -التعاون الإلكترونى والتقليدي:

والتعليم المدمج يوفر بيئات تعليمية تعاونية فيستطيع المتعلمين والمعلم التعاون الكترونياً من خلال مؤتمرات الإنترنت أو بشكل حى مع المعلم بالمؤسسات التعليمية، مما يدعم عامل التواصل والديناميكية أثناء التعلم ويحقق المشاركة المعرفية.

 جـ- مواد دعم الأداء:

يوفر التعليم المدمج العديد من مواد دعم الأداء والتى تزيد فى العائد التعليمي مثل: (المواد الإلكترونية بالإنترنت – والمواد المطبوعة - وبرامج تدريبية الكترونية – وبرامج تدريبية حية مباشرة).

 د- الأحداث الحية وجها لوجه:

وهى الأحداث التعليمية التى يقودها المعلم بالمؤسسة ويشارك فيها المتعلمون، وهذه الأحداث الحية لا يمكن الاستغناء عنها لثبوت تأثيرها الكبير على المتعلمين ومنها: (جذب انتباه المتعلمين - جعل الموضوع وثيق الصلة بحياة المتعلمين الواقعية- ترسيخ الثقة لدى المتعلم؛  ثقته فى قدراته ومهاراته من أجل الاحتفاظ بالدافع).

 هـ- تنوع أشكال واستراتيجيات التعليم:

من خلال التعليم المدمج يتم توظيف أشكال واستراتيجيات تعليمية متنوعة قد تشمل تعليم افتراضي مباشر تعاوني وفصول تعليمية غير مباشرة للتعلم الذاتي، وكذلك أساليب التعلم القائمة على التعليم الإلكترونى من بعد والتعليم بقاعات الدروس التقليدية وجها لوجه والتعلم النشط والتعليم الجمعي والتعليم فى مجموعات صغيرة.

 و- دمج التعليم النظامي بالتعليم غير النظامي:

من خلال هذا النظام يتم الدمج بين التعليم النظامي بالإنترنت والتعليم التقليدي المباشر وجها لوجه، والتعليم غير النظامي من خلال الدخول على مواقع تعليمية أخرى عبر الإنترنت مدعمة للموضوعات الدراسية وكذلك من خلال التفاعل الحى الفعلي مع المعلم ومع الزملاء.

 ز- دمج الكتاب التعليمي التقليدي مع الصفحات الإلكترونية:

من خلال هذا النظام يتم المزاوجة بين الكتاب الجامعي وبين الكتاب الإلكترونى أو صفحات الإنترنت الإلكترونية، فيستطيع المتعلم مدارسة الكتاب الورقى ومعاودة القراءة والإطلاع وكذلك متابعة صفحات الإنترنت المدعمة بالصوت والصورة والحركة والأشكال والألوان من أجل تدعيم التعليم وصقله من جميع جوانبه.  

وعلى ذلك فهناك أبعاد متنوعة ومميزات عظيمة تدعم قدرة نظام التعليم الإلكتروني كوسيلة تدعم التعليم الكامل من بعد وتوفير وقت وجهد المتعلم، ونظام التعليم المدمج فى تقديم الجوانب التعليمية والمهارات بالمزج بين النظام الإلكترونى ومميزاته والتقليدي وجوانبه الاجتماعية، مما يدعم فكرة البحث الحالي فى محاولة توظيف الأسلوبين فى تقديم مهارات إنتاج النماذج التعليمية لدى طلاب شعبة تكنولوجيا التعليم. 

المصدر: د محمد جابر خلف الله - مدرس تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الازهر [email protected]
azhar-gaper

أ. د/ مـحمـد جـابـر خـلف الله

  • Currently 156/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
52 تصويتات / 3476 مشاهدة
نشرت فى 26 يوليو 2010 بواسطة azhar-gaper

ساحة النقاش

دمحمد جابر خلف الله

azhar-gaper
دمحمد جابر خلف الله- أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة الأزهر »

البحث داخل الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,060,950