كيف تكون مرنا
المرونة:
لغه :
هى السيوله وهى تقابل الجمود
اصطلاحا:
وتعني القدرة على تغيير زوايا التفكير (من الأعلى إلى الأسفل والعكس، ومن اليمين إلى اليسار والعكس، ومن الداخل إلى الخارج والعكس، وهكذا) من أجل توليد الأفكار، عبر التخلص من (القيود الذهنية المتوهمة) (المرونة التلقائية)، أو من خلال إعادة بناء أجزاء المشكلة (المرونة التَكيّفية).
تعريف آخر:
توليد افكار متنوعة على مسارات متنوعة بكم كبير خلال مدة قصير
تعريف آخر:
هي قدرتك على تغيير وسائلك للوصول الى أهدافك و اختيار الاستجابات المناسبة للظروف المختلفة0
تغيير وسائلك :
قدرتك على ايجاد أكثر من حل صحيح أو جواب واحد أو وسيلة صحيحة لحل المشكلة0
اختيار الاستجابات:
قدرتك على التفاعل أو التجاوب بطريقة مرنة مع مختلف الظروف0
تعريف آخر بالعامية:
تعني السلاسة : أي لا تشتد و تحتد على كل قصة أو موضوع لا يسير بالطريقة ذاتها التي أنت رسمتها فان رأيت الأمور تسير كما تريد ولكن على طريقة غيرك فهذا جيد لأن المهم أن تصل الى النتيجة التي تريدها 0
* الوصف :
- يستطيع ان يأتى بجملة من الوسائل المختلفة على مجموعة مسارات مختلفة
* الاثر :
- التغلب على الصعاب
– التخفف من ضغط الاهداف و تحولها الى قيود و حواجز
أهميه سمه المرونه :
<!--البحث عن اكثر من حل للمشكله
<!--تعدد وسائل تحقيق الاهداف
<!--القدره على التكييف مع المتغيرات
<!--الجمود يؤدى للفشل وخساره الاصدقاء
<!--طريق الابداع والابتكار والتجديد
<!--النظر للامور من كل الزوايا يؤدى للرؤيه الشامله المحققه للرساله
تدريبات على المرونه
تدريب المتدربين داخل القاعة على :
<!-- طرح مشكله مطلوب لها حل يحقق الهدف
<!--استخدام اكثرمن طريقه تحقق بها القناعه بامر معين تجاه فرد
<!--استخدام جديد لشيء قديم او مألوف
<!--استخدام القلم فى شيء آخر غير الكتابة
<!--الكتابة بشيء غير القلم
<!--افكار جديدة لوسيلة متفق عليها وعند التنفيذ وجدت معوقات مثا : ذهبت للرحلة وامطر الجو – ذهبت للملاعب ولم تجدمكانا للعب بسبب الأشغال
<!--استخدام جديد من شيئين معا
<!--مزايا لوسيلة يراها او شيء يراه معيبا
<!--عيوب الوسيلة او شيء يراه مميزا
<!--الغاز رياضية
<!--لم يحضر المحاضر فى (ك)
<!--ايجاد اكثر من وظيفه لشىءمعين (القلم – السبوره – الحذاء )
<!--اذكر اكثر من طريقه للتداوى
<!-- ايجاد 5 حلول مختلفة لمشكلة طالب متمرد على المدرس رافض لتوجيهاته ولا يريد ان يتعامل معه
<!--ايجاد 10 وسائل مختلفة لشغل وقت الفراغ عند الطالب
<!--ايجاد 5 وظائف مختلفة لاستيعاب الطالب العاطفى وذلك من خلال اسلوب الحلقة النقاشية والعصف الذهنى
أمثلة:
مثال: كيف تقنع مدخن بالاقلاع عن التدخين بطرق متعدده بترك التدخين؟
أ- باستخدام توضيح حرمه التدخين والتأصيل الشرعى لذلك
ب- باستخدام توضيح الاضرار الصحيه على صحته وحياته
ج- باستخدام التحدث عن القوه النفسيه والاراده وفاعليتها فى التحكم فى النفس وامكانيه الترك دون اى اثر وان مايشعر به الانسان انما هى اوهام
مثال :
أم طلبت من ابنتها مساعدتها في تحضير وجبة الطعام فتقوم الابنة بالتقطيع و التقشير على طريقتها، فتغضب الأم وتطلب من الابنة مغادرة المطبخ و ترك ما بيدها، و بهذا تكون الأم قد فوتت على ابنتها فرصة التعلم و متعة المساعدة و المشاركة بالتحضير0 بينما بالمروتة تترك الأم ابنتها تقوم بما طلبته و لو بغير طريقتها ولكن تعلم أن النتيجة واحدة 0
من يستخدم المرونة كسلاح له في هذه الحياة يحمي نفسه من شبح الغضب المستمر و يحول كابوس التذمر و الانفعال و الاعتراض الى نقطة تحول ايجابية لحياتك، كل ما هو مطلوب منك المرونة 0
مثال :
طالب قدم فحص الرعب / البكالوريا/ و تلقى النتيجة برسوبه، هل يكتئب؟ هل ينزوي فلا يخرج من البيت و يقول انها النهاية؟ كيف تخدمنا المرونة في مثل هذا الموقف؟
من حق كل شخص أن يعبر عما يشعر به من حزن أو غضب أو فشل لكن يجب أن نضع حدود لهذه المشاعر بحيث لا تتملكنا فتسيطر على طريقة تفكيرنا و مستقبلنا لأن ما حصل قد حصل و انتهى0 تكلم مع نفسك بكلمات ايجابية مثال : التكرار يعلم الشطار- بالاعادة افادة-سأحقق هدفي مهما تطلب ذلك من جهد-لم أنجح هذا العام/لا تقل رسبت/ لكنني سأنجح العام القادم- تعلمت من خطأي و سأتجاوزه/لا تقل لن أكرره/0
لا أحاول الاشتخفاف بوطأة الحدث و لكن أحاول مساعدتك لتتجاوزه و ستفعل0
مثال :
اتفقت مع أصدقائك بأن تمضوا يوما في /بلودان-معرة/ و في آخر دقيقة فكس المشروع، ربما اعتذر البعض –أو تعطلت وسيلة النقل أو لم يستطع البعض احضار ما طلب منهم0000 ماذا تفعل في هذا الموقف؟ تغضب؟ تتذمر؟ تصرخ في وجه الآخرين؟
بالمرونة تستحضر حلول للموقف بحيث تصرف الغضب عنك ؛ ---- قد تقترح مكانا آخر تذهبون اليه- أو تدعو من محضر الى بيتك – مزرعتك- فتمضون اليوم معا أو— أو---و هذا معناه: بدلا من رؤية البساط يسحب من تحت أقدامنا يمكننا تعلم الرقص فوق البساط المتحرك0
الهدف من هذه الأمثلة:
هو أن أوضح لك أنك بالمرونة تستطيع أن ترخي نفسك عندما تتوتر و بهذا حين تواجهك مشكلة تركز على ماذا يجب أن تفعل لحلها 0 و حين تفشل خطة تبحث دوما عن البديل فالتوازن في السير على الحبل في سير الحياة يتطلب المرونة
اختبار في الدقة والمرونة ( أجب في ظهر الورقة)
<!--ارسم مثلث داخل دائرة بخط اليد في حدود نصف الصفحة العلوي .
<!--اكتب على كل ضلع اسم احد من أصدقائك المقربين الذين تربطهم بك صلة قرابة من الدرجة الأولى وحاصل على شهادة جامعية .
<!--الحرف الأول من كل اسم من الأسماء الثلاثة كون منهم كلمة ذات معنى سامي أو أخلاقي أو جمالي أو كلمة محببة للنفس .
<!--إذا لم تكن ذات معنى اختر أسماء جديدة واكتبها على مثلث جديد فى دائرة جديدة فى نصف الصفحة السفلى واكتب على الأولى معاد .
<!--الحرف الأخير من كل اسم كون منهم صنف طعام أو شراب أو ملابس صيفية أو شتوية للصغار أو الكبار والأصح من هذا كله عدم الإجابة على كل الأسئلة عدا السؤال تسعة مستخدما أي لون أو أي قلم أو أي خط.
<!--اكتب أسعار آخر ثلاثة مشتر وات اشتريتها خلال الأسبوع الماضي ويتراوح سعرها ببين 7 جنيهات إلى 35 جنيه مع إهمال الكسور .
<!--اجمع الأسعار واضرب الناتج في 2 ثم اقسم الناتج على اثنين مرة أخرى واجمع عليهم صفرا
<!--اكتب الناتج في وسط المثلث باللغة الإنجليزية .
<!--ارسم خطا يقسم الورقة إلى نصفين متساويين.
<!--اكتب وقت الانتهاء .
(الحياة صعبة.. قاسية.. لا ترحم.. حياتي رواية مأسوية) هذه مقتطفات من أحاديث الناس وهم يصفون ما يعيشونه كل يوم من ابتلاءات وتحديات.. وليس في الأمر أي جديد؛ فهذه سنة كونية متفق عليها, فالله -عز وجل- خلق الدنيا دارَ ابتلاء واختبار لعباده, وجعل فيها كل صور الابتلاء.. رضينا أو لم نرض.. قبلنا أو لم نقبل..! ومن الممتع أن ترى كيف يختلف الناس في التعامل مع هذه الحقيقة الكونية القائمة على مجموعة من المهارات التي يمكن تسميتها (المرونة النفسية). هذه المهارات ليست حكراً على أحد.. ولذا فما رأيك أن نأخذ نظرة عامة حولها؟
أولاً: عينٌ على الحاضر وعينٌ على المستقبل:
من مهارات المرونة النفسية القدرة على استقراء الواقع، ورؤية الصورة الكبيرة للحياة وكيف تسير, وللعالم, وللأحداث المحيطة. لاحظ معي أنك عندما ترى الكأس الذي يقابلك الآن مباشرة فسترى جزءاً منه (الجزء الذي يواجهك) في حين تغيب عنك بقية أجزائه. لكنك لو أبعدته قليلاً ونظرت إليه فسترى شكلاً مختلفاً جدا. وكذلك المميزون من الناس يمتلكون القدرة على انتزاع أنفسهم من زحمة الحياة ومشاغلها ليقرؤوا واقعهم الخاص ويحسنوا تقديره, ليرسموا صورة واضحة عن المستقبل وما يخبئه لهم, بعيداً عن تأثير المغريات والمحسنات المؤقتة.
تمرين عملي:
اختبر نفسك عبر قراءة الجمل التالية، وحدد مدى مطابقتها لحالك:
- أعرِفُ تماماً الظروف والمتغيرات التي قد تحدث لي في مجال عملي وبقية شؤون حياتي.
- لدي خطة جاهزة لمواجهة مثل هذه التغيرات في المستقبل.
- أعرف ما أفضل وأسوأ شيء قد يحدث لي خلال الأيام القادمة؟
- في مجال عملي, أعرف كل الخيارات المتوفرة لي حالياً؟ بعد سنة؟ بعد خمس سنوات؟ بعد عشر سنوات؟
ثانياً: الموقف من التغيير:
استطاع (جميل) -وهو مدير عام لشركة هندسية- الحصول على موافقة مجلس إدارة الشركة لإدخال نظام حاسوبي جديد ومكلّف، لكنه سيوفر الكثير من الوقت والجهد. كان (جميل) سعيدا بهذا الإنجاز. لكن المفاجأة التي كانت تنتظره أن الكثير من مديري إدارات الشركة رفضوا هذه الفكرة محتجين: (لقد اعتدنا النظام القديم، ونحن نفهمه بشكل جيد.. أوه هل تريدنا أن نتعلم من جديد؟.. بعد ما شاب راح للكتّاب!), بل إن أحد المهندسين شعر بقلق واضح حين أحس أن هذا النظام قد يقوم ببعض أعماله المهمة، ولذا قاوم الفكرة بشراسة.
تمنحنا المرونة النفسية روحاً تشتاق لكل جديد, وتسعى إليه وإلى التعامل معه والاستفادة القصوى منه, في حين يرى مَن يفتقدونها التغييرَ تهديداً لهم, وإقصاءً لما تعلموه, واعتادوه منذ قديم الزمان. هذا ما حدث في شركة (جميل) وما يحدث أيضاً مع المزارع الذي يصمم على حراثة أرضه بالمحراث الذي يجره الثور، ويرفض استخدام الآلات الحديثة, وينعتها بأوصاف غريبة ومتعددة. وهذا ما نشاهده أيضاً من بعض الأطباء الكبار الذين يرفضون الاستفادة من بعض التقنيات الجديدة (أسلوب جراحي جديد أو دواء مصنع حديثاً) ويقاومونه ويتخذون منه موقف المتشكك المعادي, ويصرون على الطريقة التي تعلموها ومارسوها لسنواتٍ طوال. وتراهم يتغنون دوماً: (قديمك.. نديمك)..!
فعلى الرغم من أن الكثير من الأحداث التي تقتحم حياتنا تحمل في طيّاتها فرصاً جديدة. لكن الكثير منا يتضايق من أي تغيير يمس (الروتين) الذي ألفه واعتاده, مما يضيع عليهم الكثير من المكاسب والإنجازات.
ثالثاً: التكيف مع شدائد الحياة وصدماتها:
لا بد أنك شهدت إحدى قصص التكيف, فـ(عبد الرحمن) أحد زملاء الجامعة توفي والده ونحن في سنواتنا الأولى في كلية الطب. كانت صدمة شديدة لوالدته التي كانت تعيش في قمة السعادة والطمأنينة مع زوجها الحبيب. ولكنها -بما آتاها الله من مهارة عالية في التكيف مع ضغوط الحياة وشدائدها- لم تستسلم, ولم تطل النحيب. شمرت عن ساعد الجد، وأخرجت شهاداتها القديمة، واستقبلت الحياة بكل ثقة وعزيمة. كان في إمكانها أن تجلس في بيتها, تبكي وتنتحب وتشقق الجيوب: (لماذا أنا؟ هل هذا عدل..!) لكنها لم تفعل ذلك. لقد صنعت أجمل قصص النجاح في الكفاح لتأمين لقمة العيش لأولادها, وقامت بهذا الدور خير قيام. لقد تميزت والدة صديقي بمرونة هائلة أعتقد أنها من أكثر سمات الذكاء العاطفي أهمية. إنها الجاهزية للانتقال من أعلى قمة هرم الراحة والسعة والرخاء إلى أعلى قمة هرم البذل والتضحية.
إن القدرة على تحمل مثل هذه الصدمة والقيام بعدها لمواصلة مسيرة الحياة أمر يحتاج إلى مرونة نفسية عالية.. أقول هذا وأنا أعرف الكثير من القصص لأشخاص (كسرتهم) شدائد الحياة وحوّلتهم إلى أشخاص عاطلين على هامش الحياة.
رابعاً: عين على الداخل (النفس):
المَرِنون لديهم القدرة الشعورية على تحمّل إعادة التفكير في مواقفهم, وقراراتهم, ونمط حياتهم, واختياراتهم, وسلوكياتهم, وإثارة الشك بما كانوا يعدونه حقائق قطعية ونهائية في حياتهم. إنها القدرة على الانسلاخ من النفس والنظر إليها من بعيد لتصحيح مسارها. لقد كان هذا النمط من الناس على مدار التاريخ هم الأكثر انتفاعاً من الدعوات الإصلاحية والتصحيحية التي جاء بها المصلحون وعلى رأسهم الأنبياء والرسل –عليهم السلام- في حين لم يمتلك غيرهم القدرة الشعورية لتحمل الألم المصاحب للحظات المراجعة والتصحيح؛ فأبوا وعاندوا تمسكاً بـ(الآبائية), والنظام الاجتماعي القائم. ومع الأسف نحن نفعل ذلك أيضاً, إذ نحمل الكثير من المعتقدات عن أنفسنا, وعن الناس من حولنا, وعن بعض التقاليد الاجتماعية المتوارثة, كما أننا نمارس الكثير من السلوكيات التي تحولت إلى طقوس روتينية ليس لها أي سند سوى أننا نفعلها, أو نؤمن بها منذ زمن بعيد, أو توارثناها عن آبائنا أو عن رموز السلطة غير الرسمية في مجتمعاتنا. أرجو أن تتأمل معي هذه القصة الرمزية التي تحمل الكثير من المعاني الهامة.. اقرأها مرةً بعد أخرى لتكتشف خفايا ما تشير إليه:
يُحكى أن زوجاً لاحظ أن زوجته عندما تطهو سمكة تقوم بقطع ذيلها ورأسها, فسألها:
- لماذا تقومين بقطع رأس السمكة وذيلها قبل طهيها؟
فصمتت الزوجة لحظات ثم تمتمت:
- هكذا يتم طبخ السمك.. هذه هي الطريقة.. همم.. لا أدري بالضبط.. ربما لأني تعلمت ذلك من والدتي!
فذهب الزوج إلى والدة زوجته ولاحظ أنها تقوم هي أيضاً بقطع رأس السمكة وذيلها قبل طهيها. فسألها في ذلك. فصمتت أيضاً لحظات وقالت:
- هذه هي الطريقة التي أعرفها وأستخدمها منذ سنوات.. همم.. لا أدري.. ربما لأني تعلمت هذا من والدتي!
كان الفضول لدى الزوج كبيراً, فأصرّ على سؤال الجدة حتى يتبين الأمر. وبالفعل وجد فرصة ذات يوم وسألها:
- لاحظت يا جدتي أن ابنتك وحفيدتها تقومان بقطع رأس السمكة وذيلها قبل طبخها.. وهما يقولان إنهما ربما تعلما ذلك منك. فهل هذا صحيح؟
فردت عليه باسمة:
- نعم.. الأمر بسيط, لقد كانت مقلاتي صغيرة, فلم أجد حيلة سوى أن أفعل ذلك!!
هل عرفت المغزى الخفي لهذه القصة؟ لقد تعلمنا الكثير من المعتقدات والأفكار التي نحملها في عقولنا, ونمارس الكثير من السلوكيات دون أن يكون عليها دليل حقيقي, ودون أن نراجع مدى صحتها, ربما كانت ذات معنى في القديم لكنها تخلو من أي سند أو منطق في الوقت الحالي.
خامساً: التمييز بين الأشياء التي يمكن تغييرها والتي لا يمكن:
اللهم..
... امنحني القوة لأغيّر الأشياء التي أستطيع أن أغيّرها..
... والقبول بالأشياء التي لا أستطيع..
... والحكمة لكي أفرق بينهما..
هذه المناجاة تحمل فكرة عميقة ومزية هامة من مزايا المرونة النفسية, فعندما نبدأ بالتعامل مع المحيط الذي نعيش فيه, فسنواجه في الحال عدداً كبيراً من الصعوبات والعقبات التي ستعترض مسيرتنا، وهنا تظهر أهمية القدرة على قراءة الواقع, وفهم الإشارات التي يحملها من أجل تحديد الأمور التي لا يمكن تغييرها, والأمور التي يمكن تغييرها بمساعدة الآخرين أو بدونهم. تأمل معي هذا الجدول:
الأمور التي لا أستطيع تغييرها |
الأمور التي يمكن تغييرها بمساعدة الآخرين |
الأمور التي يمكن تغييرها بنفسي |
سوء الأحوال الجوية |
طريقة تحدث زوجي معي |
طريقة تخطيطي لجدولي اليومي |
الاقتصاد |
أولويات إدارة الشركة |
موقفي النفسي |
ضعف البنية التحتية (تكسر الشوارع, انقطاع الكهرباء,..) |
أسلوب تربية الأطفال والتعامل معهم |
ميزانيتي ومصاريفي الشخصية |
الأنظمة والقوانين |
جدول عملي في المنزل |
طريقة تواصلي مع الآخرين |
إن من المرونة النفسية أن تمتلك القدرة الشعورية على تقبل الواقع كما هو, وقبول الأشياء من حولنا كما هي, لا كما يجب أن تكون, أن تتقبل ما يحدث من طيب وسيئ.. من خير وشر.. ومن ثم التعامل معه بالطريقة المناسبة (تغييره, قبوله, التحايل عليه,..إلخ) للخروج بأفضل النتائج. تأمل هذه المقولة: (عندما تقلق وتتذمر من أشياء لا يمكن تغييرها.. فسيكون لديك طاقة أقل لبذلها في الأشياء التي يمكن تغييرها).
في لحظة من اللحظات لا بد أن نقبل هذا العالم الذي نعيش فيه, وأن نكيف أنفسنا للعيش فيه: (لم يكن هذا العالم هو الذي أريده أن يكون.. لكني لن أنتظره حتى يتغير). لاحظ أن هذا لا يعني الاستسلام.. بل يعني القدرة على تفحص الواقع وفهمه بشكل صحيح. ومن ثم امتلاك المرونة لقبوله, والسعي إلى تحقيق الأحلام في اتجاه آخر أو باستخدام وسائل أخرى. إنها القدرة على الجمع بين مجاراة الواقع, واستلهام الهمة من الخيال عبر الأحلام والطموح لتحقيق ما نريد.
سادساً: من الداخل إلى الخارج وليس من الخارج إلى الداخل:
في مسيرتنا في هذه الحياة, نواجه الكثير من العقبات والظروف الخارجية التي لا تستأذننا في أن تعترض طريقنا, وتعكر صفو حياتنا, والمرنون يواجهونها بالعودة إلى أنفسهم بحثاً عن حل أو مخرج, وقد يسعون إلى تعلّم شيء جديد أو تطوير مهارة لديهم, أو تغيير نمط حياتهم, ويعتمدون بقدر أقل على العوامل الخارجة عن سيطرتهم (منحة من مسئول, أو أمل في ضربة حظ, أو..). لنتذكر أن قوتنا في أنفسنا.. إنها تنبع من هناك.. من أعماقنا.
سابعاً: القدرة على تبديل الأدوار:
يؤدي كل واحدٍ منا في هذه الحياة أدواراً متعددة. فأنا في أثناء العمل (طبيب), وعندما أدخل إلى بيتي أصبح (زوجا), وعندما ألتقي مع أطفالي فأنا (أب), وعندما أخرج إلى المجتمع فأنا (مواطن), وعندما أزور والدَي فأنا (ابن) وهكذا.. هل ترى كيف تتبدل أدوارنا مرات كثيرة خلال اليوم الواحد. إنها كالأقنعة التي نرتديها الواحد تلو الآخر. من الملاحظ أن هذا الانتقال بين الأدوار والقيام بمتطلبات كل دور على الوجه الأكمل ليس أمرا سهلاً لدى الكثير من الناس.
ومن الأمثلة على ذلك ما رأيته لدى (حياة) وهي أستاذة جامعية مرموقة. جاءت (حياة) تطلب المساعدة بعد أن شعرت بابتعاد زوجها عنها, إذ بدأ يقضي الساعات الطويلة خارج المنزل. استمعتُ إليها وهي تصف طبيعة شخصيتها المنظمة, ونمط حياتها (المكافِحة), والنجاحات التي تحققها دائماً. كان واضحاً أنها (مهنية) من الطراز الأول, ولكنها فقدت القدرة على القيام بالأدوار الأخرى المطلوبة. همست في أذنها: زوجك لا يحتاج إلى (عصامية) بل يحتاج إلى (أنثى)!
الأزواج هم أبطال الإخفاق في تبديل الأدوار, إذ يقضي الرجل وقته في العمل ثم يعود إلى البيت منهكاً ليستلقي على الأريكة, ظناً منه أنه قام بواجبه.. وينتظر من زوجته أن تقوم هي بواجباتها. والحقيقة أن عمله الجاد يفي بدور واحد فقط, ويبقى عليه الوفاء بالأدوار الأخرى. هذه المشكلة هي منشأ الكثير من الخلافات الزوجية التي تعكر صفو الحياة وجمالها.
هذا أهم ما استطعت جمعه من عناصر لهذه السمة الحيوية من سمات المميزين بين الناس.. أرجو أن تراجعها وتتذكر أن امتلاك أي مهارة يحتاج إلى الكثير من التدريب والتمرين وأن العلم بها ليس كافيا لاكتسابها.
========================================================
مفهوم المرونة :
يحرص الإسلام في كل أموره على التوسط ، وإيجاد أيسر الحلول في شتى المعاملات والعبادات .
لهذا فإن القائد التربوي مدعو إلى أن يتوسط في قراراته ويبحث في أيسر الحلول المقدمة إليه من البدائل المتاحة .
كما أنه مدعو إلى المرونة في التعامل مع الآخرين واستشارتهم عند اتخاذ القرارات كما أنه مدعوا إلى المرونة التي قد تصل به إلى الاعتراف بالخطاء وتصحيحه حتى ولو كان ذلك من مرؤوسيه .
المقصود بالمرونة :
يقصد بالمرونة في اللغة كما ورد في القاموس المحيط ـ للفيروز آبادي ( ـ 817هـ ) : (( مرن مرانه ومرونة ومروناً : لانا في صلابة )) ، ص 1592.
أما المقصود بها إصطلاحاً فقد تعددت معاني المرونة فهي قد تعني قابلية الشيء للتغير ، وتعني اختيار أيسر الحلول من البدائل المتاحة ، التراجع عن الأمر المتخذ عند تبين قصوره أو إيجاد قرار أفضل منه .
والإداري المسلم مطلوب منه التوسط في القرارات وتقدير الظروف ، واختيار أيسر السبل ، والتراجع عن الخطأ عند تبيانه كذلك من المرونة تفسير القواعد واللوائح المنظمة للعمل للصالح العام دون إخلال بهذه القواعد للصالح الخاص عندما لا يتعارض ذلك مع الصالح العام والعمل على اختصار الخطوات الروتينية في عمله لتحقيق الصالح العام وكذلك عليه أن يتيح فرصة تصحيح الخطأ من المخطئ من العاملين معه والحرص على استماع كافة وجهات النظر عند مواجهة المشكلات المدرسية سواء من المعلمين أو الطلاب أو أولياء الأمور .
أدلة من القرآن الكريم على المرونة :
1ـ قال تعالى : ( وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولاً ميسوراً ) سورة الاسراء 28.
لقد فسر ابن كثير ( ت 774هـ ) هذه الآية : (( أي إذا سألك أقاربك ومن أمرناك بإعطائهم وليس عندك شيء وأعرضت عنهم لفقد النفقة ( فقل لهم قولاً ميسوراً ) أي عدهم وعداً بسهولة ولين )) الجزء الرابع ، ص 61.
ومن هذه الآية الكريمة يتبين لنا قمة المرونة في الإسلام بالقول الميسور حتى عند عدم القدرة على تلبية الطلب أو عدم الاستطاعة فلاوجود لرفض المطلق الجارح وكذلك في العمل الإداري فإنه ينبغي المرونة في القول وفي التصرف مع جميع العاملين بالمنظمة .
2ـ وقوله تعالى : ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خيراً لكم إن كنتم تعلمون) سورة البقرة 28.وقوله تعالى : ( ... إن الذين يستئذنوك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استئذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم ) سورة النور 62.
وهذه قمة المرونة يقول قطب ( 1412هـ ) : (( إن المعسر في الإسلام ــ لا يطارد من صاحب الدين أو من القانون والمحاكم . إنما ينظر حتى يوسر . ثم أن المجتمع المسلم لا يترك هذا المعسر وعليه دين . فالله يدعو صاحب الدين أن يتصدق بدينه ـ إن تطوع بهذا الخير وهو خير لنفسه كما هو خير للمدين وهو خير للجماعة كلها ولحياتها المتكافلة )) الجزء الأول ، ص 333.
ونجد المرونة كذلك في قبول أعذار العباد من الله سبحانه وتعالى .
قال تعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا اكتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ) سورة البقرة 183ـ 148.
وكذلك قوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ..) سورة البقرة 185.
أدلة من السنة النبوية الشريفة على المرونة:
1ــ عن عائشة رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً ، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله عز وجل )) رواه مسلم ( جـ 15، ص 83) .
2ــ من المرونة في تحصيل القروض ما ذكره البخاري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كان تاجر يداين الناس ، فإذا رأى معسراً قال لفتيانه : تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه )) رواه البخاري ( جـ 3، ص 13) .
مفهوم المرونة في صدر الإسلام :
تتسم مرونة الرسول صلى الله عليه وسلم في كتابة عهد صلح الحديبية في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : لما أحصر النبي عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثاً ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح : السيف وقرابة ، ولا يخرج بأحد معه من أهلها ولا يمنع أحداً يمكث بها ممن كان معه قال لعلي : (( اكتب الشرط بيننا بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله )) فقال له المشركون : لو نعلم أنك رسول الله تابعناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فأمر علياً أن يمحاها فقال علي : لا والله لا أمحاها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أرني مكانها )) فأراه مكانها ، فمحاها وكتب ابن عبد الله ، فأقام بها ثلاثة أيام ، فلما أن كان اليوم الثالث ، قالوا لعلي رضي الله عنه : هذا آخر يوم من شرط صاحبك فأمره فليخرج ، فأخبره بذلك فقال : (( نعم )) فخرج )) رواه مسلم ( جـ 12، ص 136ــ 138) .
وهذه توضح مدى ما يتسم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرونة في التعامل مع الأمور .
ومن المرونة ما أورده الطبري ( ت 310هـ ) في ـ تاريخ الأمم والملوك ـ من خطبة الصديق من سماحه للناس بتقويمه متى ما علموا منه اعوجاجاً : (( أيها الناس إنما أنا مثلكم واني لا أدري لعلكم ستكلفونني ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق ، ان الله اصطفى محمداً على العاملين ، وعصمه من الآفات ، وإنما أنا متبع ولست بمبتدع ، فإن استقمت فتابعوني ، وإن زغت فقوموني ، وان رسول الله صلى الله علية وسلم قبض وليس أحد من هذه الأمة يطلبه بمظلمة ضربة سوط فما دونها إلا أن لي شيطاناً يعتريني ، فإذا أتاني فاجتنبوني )) ( جـ 3،ص 224) .
أهمية المرونة للإدارة التربوية :
تمثل المرونة عند القادة التربويين أهمية خاصة في مجال الإدارة المدرسية .
فالقائد التربوي الذي يتسم بصفة المرونة عادة يكون محبوباً من مرؤوسيه . كما أنه يكون أقدر على تنفيذ أهداف المؤسسة التربوية من خلال الوسائل المبسطة التي يهتدي إليها .
وتتضح أهمية مرونة الإدارة المدرسية في اختيار القادة التربويين للحلول الميسرة عند اتخاذ القرارات مما يساعد على ترحيب العاملين بهذه القرارات وتقبلها والعمل على تنفيذها ونجاحها . كما تمكن أهمية مرونة الإدارة المدرسية في تسهيل القادة التربويين لإجراءات تنفيذ القرارات المدرسية بأقل تكلفة ممكنة ، وفي أقصر وقت متاح . كما تتسع أهمية مرونة القائد التربوي أيضاً لتشمل قدرته على تقبل أراء وانتقادات العاملين معه من فئتي المعلمين ، والإداريين وكذلك من فئة الطلاب ، مما يجعله أقدر على تصحيح القرارات الخاصة متى ما تأكد من وجود خلل في القرار الجاري اتخاذه أو عدم جدوى ذلك القرار أو صعوبة تنفيذه .
كذلك تتضح أهمية مرونة الإدارة المدرسية في إتاحة الفرصة للعاملين بالمدرسة لإبداء الرأي في مختلف الأمور التي تخص المدرسة والعملية التعليمية أو حتى ما يشغلهم من أمورهم الخاصة ، مما يساعد على تطوير العمل بالمدرسة إلى الأفضل في ظل المناخ المدرسي المريح الذي ينتج عن توفر المرونة في التعامل بين القائد التربوي والمرؤوسين من العاملين معه بالمدرسة .
تطبيق مفهوم المرونة :
من الأمور التي تساعد مدير المدرسة على تطبيق مفهوم المرونة كما يراها الباحث ما يلي :
1ــ تحديد الأهداف التربوية المدرسية التي تتفق مع السياسة العامة بما يسمح بتنفيذها في الواقع الممكن ، وتعديلها في ضوء الظروف المستقبلية المتغيرة .
2ــ وضع سياسة تعليمية مدرسية تتميز بدرجة من الثبات خلال العام المدرسي ،مع مراعاة مراجعتها وتطويرها بما يتناسب مع المتطلبات المتغيرة للمجتمع .
3ــ وضع الخطط المدرسية القصيرة أو الطويلة المدى والتي تتسم بالمرونة في ضوء الممكن من الموارد المادية والبشرية المتاحة حالياً للمدرسة ، والتي يتوقع توفرها في المستقبل القريب والبعيد .
4ــ اختيار أفضل الحلول بين البدائل المتاحة عند اتخاذ القرار في ضوء معيار أقل تكلفة وأقصر وقت وأعلى جودة ممكنة .
5ــ تفسير القواعد واللوائح المنظمة للعمل للصالح العام دون إخلال بهذه القواعد .
6ــ اختيار الخطوات التنظيمية ـ الروتينية ـ ما أمكن لتحقيق صالح العمل عند الضرورة .
7ــ إتاحة الفرصة أمام العامل المخطئ لتصحيح الخطأ قبل الاهتمام بمحاسبته وبما لا يتجاوز القوانين المنظمة لذلك .
اعداد .الاستاذة/نوال فتحى عواجة
ساحة النقاش