لاشك أن اللغة العربية لعبت دوراً أساسياً في الحفاظ على كيان الأمة العربية، وفي ربط الشعوب الناطقة بها، وقد استمرت اللغة العربية ذات طابع لغوي معين خلال تاريخها، وقد اعترف بعض الغربيين – المنصفين – بقيمة اللغة العربية وجمال جرسها وجزالتها، وفي هذا الإطار قال المفكر (ارنست هو كينج):"أما اللغة العربية فهي من أجمل اللغات وأكثرها دلالة، وقد كانت مع اللاتينية في العصور الوسطى إحدى اللغتين الدوليتين في حقول العلم والسياسة والاقتصاد، إنها لغة حافظت على نقاوتها ".(1)
وإذا كانت اللغة العربية قد لعبت دوراً هاماً في رفع كيان الأمة العربية وامتداد حضارتها فإنها أيضاً لعبت دوراً أساسياً في حياة الأمم الأوروبية أيضاً، هذه الأمم التي توحدت بعد تجزئة وصراع ... وهذا دليل واضح على أن اللغة تعتبر مقوماً أساسياً للتكوين القومي، والدليل على ذلك قيام الوحدة الألمانية على أساس شعور المتحدثين باللغة الألمانية ـ رغم انقسام ألمانيا إلى عدة ولايات. وكذلك تمت الوحدة الإيطالية على هذا النحو.
فاللغة القومية كما يعتبرها الفيلسوف ( هردر) في مؤلفة:"فلسفة أخرى في تاريخ البشرية". إنها بمثابة الوعاء الذي تتشكل فيه وتنقل بواسطة أفكار الشعب.(2)
وقد حاول بعض مفكري الغرب التقليل من أهمية اللغة العربية كظاهرة ثقافية واجتماعية بزعم أنه لا توجد لغة عربية تخاطبية بين البشر، إنما توجد لغة عربية مقصورة على الكتابة، ومن ثم تصبح لغة ميته في نظرهم كاللغة اللاتينية، وأن اللغة المنتشرة في أرجاء الوطن العربي هي اللهجات المحلية، كاللهجة المصرية واللهجة اللبنانية واللهجة الشامية.(3) وإن كان هذا الرأي فيه بعض الصحة لسيطرة اللهجات المحلية على اللغة العربية، إلا أن هذا لايعني الثقليل من أهمية اللغة العربية ولا يقدح في وجودها واستمرارها، فاللغة العربية هي وعاء ثقافي حضاري وتوحيدي ينبغي على أبناء هذه الأمة المحافظة عليه، والعمل على استمرار فعاليته لصالح بقاء الأمة العربية وازدهارها.
ولمعالجة هذا الموضوع يجدر بنا طرح التساؤلات التالية :ـ
ـ ما هو السر في بقاء واستمرارية اللغة العربية؟
ـ ما هي آراء ووجهات نظر المهتمين باللغة العربية من أبناء جلدتها ومن مفكري الغرب؟
وإذا كان لأي لغة دور وجدت لآدائي، فما هو دور اللغة العربية في الحضارة الإنسانية، أو بعبارة أخرى، ماذا قدمت اللغة العربية للإنسانية، وما هي خصائصها؟
وأخيرا: ما هي أهمية اللغة العربية بالنسبة للهوية الثقافية للأمة العربية ؟ ولماذا تحاك ضدها لامؤامرات للنيل منها وإقصائها ؟
والإجابة عن التساؤلات المطروحة سوف نضمنها محاور المباحث التالية:ـ
المبحث الأول : اللغة العربية من وجهت نظر مفكريها.
يجدر بنا ضمن هذا المبحث أن نقدم آراء المهتمين باللغة العربية، والذين جاهدين على إبراز فصاحتها وبلاغتها من أبناء جلدتها، وفيما يلي بعض هذه الآراء:ـ
يرى عبد الرحمن الكيالي في بحثه :" عوامل تطور اللغة العربية وانتشارها " أنها "تمتاز عن سائر اللغات السامية وعن سائر لغات البشر بوفرة كلماتها، حتى قال السيوطي في "المزهر" إن المستعمل والمهجور منها يبلغ ( 78031312).
ويقول الزبيدي في مؤلفة "تاج العروس": إن الصحيح يبلغ (6620000) كلمة والمعتل يبلغ (6000) كلمة...كما أنها تمتاز بتنوع أساليبها وعذوبة منطقتها، ووضوح مخارجها ووجود الاشتقاق في كلماتها، إلى جانب أنها تجمع مفردات في مختلف أنواع الكلمة : اسمها، وفعلها، وحرفها، ومن المترادفات في الأسماء، والأفعال، والصفات ما لم يجمع مثله في لغة أخرى، مثال ذلك أن للأسد خمس مائة اسم وللعسل أكثر من ثمانين اسمهاً. ويروى "الفيروزبادي" صاحب القاموس أن للسيف في العربية ألف اسم على الأقل، وأن من المطر والريح والظلام والناقة والحجر والماء والبئر أسماء كثيرة تبلغ عشرين في بعضها إلى ثلاثمائة في بعضها الآخر".(4)
ويرى عبد الرحيم السائح أحد أساتدة الأزهر أن "اللغة العربية أعرق اللغات العالمية منبتاً، وأعزها نفراً: سايرها التاريخ وهي مهذبة، ناجحة مليئة بالقوة والحيوية، وبفضل القرآن صارت أبعد اللغات مدى، وأبلغها عبارة، وأغزرها مادة، وأدقها تصويراً لما يقع تحت الحس، وتعبيراً عما يجول في النفس، تتسع لتحيط بأبعاد انطلاقات الفكر، وتصعد حتى تصل أرقى اختلاجات النفس، واسعة سعة الجو، عميقة عمق البحر، وليس هناك فكرة من الأفكار، ولامعنى من المعاني، ولا عاطفة من العواطف، ولانظرية من النظريات عجزت اللغة العربية عن تصويرها تصويراً صادقاً، بارز القسمات حتى المقاطع".
ويضيف قائلاً:"أن اللغة العربية استطاعت في رحاب عالمية الإسلام أن تتسع لتحبط بأبعد انطلاقات الفكر، وقد زادتها مرونتها وقدرتها على التفوق تبلوراً، وتفاعلا، ونماء، وأعطتها طاقة خلاقة وحياة مدهشة".(5)
ويرى أحمد الخطيب:" أن اللغة العربية تتميز بمرونة فائقة، تيسر صياغة الألفاظ الدقيقة التعبير، والواضحة الدلالة، بحيث أن وزن اللفظة كثيراً ما يحدد مدلولها. إن كان إسم آلة، أو إسم مكان، أو زمان، أو اسم هيئة، أو اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو اسم تفضيل، أو صفة مشبهه، أو مصدراً، أو صيغة مبالغة أوتصغيراً، إلى غير ذلك مما ليس له نظير في اللغات الأخرى".
ويرى الياس قنصل "أن اللغة العربية تختلف عن غيرها من اللغات بأن "الحياة" التي فيها حياة خلاقة، مبدعة ذات عبقرية خاصة، وفي الوقت الذي نجد فيه اللغات أدوات للتعبير، متى بلغته فقد بلغت غايتها، وانتهت مهمتها، نجد أن اللغة العربية لا تكتفي بهذه الغاية، القصوى بل هي تريد أن يكون التعبير جميلاً، وتريد أن يمتد هدفها إلى أكثر من ذلك، فيتحول( إلى فكرة مستمرة الجمال والذوق، فكرة تندفع بصورة تلقائية وتتولد من نفسها كالطاقة الذرية سواء بسواء ).
ويلاحظ شكري فيصل أن" العالم بأسره شهد على ما تتميز به العربية من الحيوية، والغنى، والمرونة، والقدرة على تقبل الجديد وتوليد اللفظ، ماتتصف به من قدرة على الوفاء بسائر الأغراض. فقد اعترفت منظمة الأمم المتحدة والمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة، والمنظمات والوكالات الدولية الأخرى بأن اللغة العربية لغة حية، واعتمدتها لغة رسمية إلى جانب اللغات الأخرى: الانجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والصينية ".
وحول نفس المعنى يقول رشاد دارغوت : " ماحفظ اللغة العربية وصانها من الانقراض سوى الحيوية التي امتازت بها، وهي التي حببتها إلى شتى الشعوب والأمم المستعربة، فاستبدلتها بلغتها الأصلية، وذلك بالإضافة إلى أنها لغة القرآن، وليس أدل على تلك الحيوية المرنة من تقبلها الاشتقاق على أوسع نطاق أن ترضخ له اللغات... وإني لأعتقد أن الوسائل التي وضعتها الطبيعة تحت تصرف الناطقين بها جديرة بأن توسع اللغة، وتغنيها، وترقيها وترفعها إلى مستوى عال سام".
ويلاحظ محمود الجليلي، عضو المجمع العلمي العراقي:"إن اتساع اللغة العربية يجعلها قابلة للتطور لتستوعب النمو السريع في مختلف العلوم والفنون، وقد سبق لها أن استوعبت العلوم والفلسفة قبل مئات السنين، وهي الآن ماضية في نفس السبيل".
تلك كانت وجهات نظر بعض اللغويين والمفكرين العرب كلها تشيد بعبقرية اللغة العربية، وتشهد على صلاحيتها لتدريس جميع العلوم والفنون والتقنيات، وسائر المعارف والمفاهيم البشرية.
ولعل من المفيد أن نقدم آراء بعض المفكرين واللغويين الغربيين، الذين لاينتمون إلى العروبة بأي صلة. وتوضيح مدى إعجابهم بها وبقدراتها الخلاقة.
المبحث الثاني: اللغة العربية من وجهة نظر مفكري الغرب.
كان لزاماً علينا أن نقدم وجهة نظر بعض المفكرين الغربيين. رغم أن بعضهم قد جاهر بكراهته للعرب والمسلمين، وفيما يلي بعض هذه الآراء:-
يحكي لنا الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي "جوستاف لوبون" أن:" اللغة العربية أصبحت اللغة العالمية في جميع الأقطار التي دخلها العرب، حيث خلفت تماماً اللهجات التي كانت مستعملة في تلك البلاد كالسريانية، واليونانية، والقبطية، والبربرية.."(6)
ويقول"جورج ريفوار أن اللغة العربية قد خضعت لمقتضيات الإصلاح، ولهذا فقد انتشرت في مجموع أنحاء آسيا، واستأصلت نهائياً اللهجات القديمة، وذلك عندما انكب العرب على دراسة الآداب الأجنبية بحماس فاق الحماس الذي أظهرته أوروبا في عهد الانبعاث، وقد تم ذلك في عهد الخلفاء العباسيين حيث عربت أهم المصنفات اليونانية في عهدهم.
وقد قضت العربية حتى على اللاتينية، لاسيما في شبه الجزيرة الإبيرية (اسبانيا)، فقد ندد الكاتب المسيحي "الفارو" بجهل مواطنيه فقال:" إن المسيحيين يتلذذون بقراءة القصائد وروائع الخيال العربية، ويدرسون مصنفات علماء الكلام المسلمين، لابقصد تفنيدها، بل من أجل التمرن على الأسلوب الصحيح الأنيق في العربية، وجميع الفتيان المسيحيين المبرزين لايعرفون سوى اللغة العربية، والأدب العربي، فهم يقرؤون الكتب العربية ويدرسونها بكامل الحرارة، ويتهافتون على اقتناء المكتبات الضخمة، مهما كلفهم ذلك من ثمن، ويعلنون على الملأ حيثما وجدوا: أن الأدب العربي شيء بديع... ما أعظم الألم! لقد نسي المسيحيون حتى لغتهم الدينية، ولاتكاد تجد واحداً بين الألف يحسن تحرير رسالة باللاتينية إلى صديق له، أما باللغة العربية فإنك تجد أفواجاً من الناس يحذقون التعبير بهذه اللغة بكامل الأناقة، بل إنهم يقرضون من الشعر – بالعربية – ما يفوق من الوجهة الفنية أشعار العرب أنفسهم"(8).
وحول نفس المعنى، يؤكد المؤرخ "دوزي" أن أهل الذوق من الاسبان بهرتهم نصاعة الأدب العربي واحتقروا البلاغة اللاتينية، وصاروا يكتبون بلغة العرب الفاتحين، فاللغة العربية ظلت أداة الثقافة والفكر في اسبانيا إلى عام 1570، ففي ناحية "بلنسية" استعملت بعض القرى اللغة العربية لغة لها إلى أوائل القرن التاسع عشر، وقد جمع أحد أساتذة كلية مدريد (1151) عقداً في موضوع البيوع محرراً بالعربية.."(9).
ويصف "فيكتور بيرار" اللغة العربية، في القرن الرابع الهجري بأنها أغنى، وأبسط، وأقوى، وأرق، وأكثر اللهجات الإنسانية مرونة وروعة، فهي كنز يزخر بالمفاتن، ويفيض بسحر الخيال، وعجيب المجاز، ورائع التصوير.
هذه آراء بعض المفكرين الغربيين، الذين شهدوا بعبقرية اللغة العربية وقدرتها على استيعاب جميع العلوم، والتعبير بلغة سليمة ودقيقة عن كل المفاهيم والمصطلحات في مختلف المعارف والعلوم الإنسانية، وهذا ما جلها تقوم بدور فعال في ازدهار الحضارة الإنسانية.
المبحث الثالث: دور اللغة العربية في الحضارة الإنسانية.
لتوضيح دور وأهمية اللغة العربية في الحضارة المعاصرة نقدم بعض وجهات نظر العلماء الغربيين، الذين لايمتون إلى العروبة ولا إلى الإسلام بأي صلة، بل منهم من جاهر بعداوته للعرب وللمسلمين، وخلدها في بعض ما ألف من كتب ومصنفات، مثل "ارنست رينان" وغيره.
وفي هذا الإطار يقول "جورج ريفوار":إن نفوذ العربية أصبح بعيد المدى، حتى أن جانباً من أوروبا الجنوبية أيقن بأن العربية هي الأداة الوحيدة لنقل العلوم والآداب. وأن رجال الكنيسة اضطروا إلى ترجمة مجموعاتهم الدينية إلى العربية لتسهيل قراءتها في الكنائس الاسبانية(10).
أما في فرنسا فقد أكد "جوستاف لوبون" أن للعربية آثاراً مهمة في فرنسا نفسها. ولاحظ المؤرخ "سديو" أن لهجات منطقة "أفيرني وليموزان" زاخرة بالألفاظ العربية، وأن الاعلام تتسم في كل مكان بالطابع العربي.
ويقول الباحث "فنتجيو": قد صارت العربية لغة دولية للتجارة والعلوم، واعترف "كارادفو" مؤلف "مفكروا الإسلام" وهو مسيحي متحمس، بأن الإسلام علم المسيحية منهاجاً في التفكير الفلسفي، هو ثمرة عبقرية أبنائه الطبيعية، وأن مفكري الإسلام نظموا لغة الفلسفة الكلامية التي استعملتها المسيحية، فاستطاعت بذلك استكمال عقيدتها جوهراً وتعبيراً.
ويتعجب "ارنست رينان" من أمر اللغة العربية، قائلا:" من أغرب المدهشات أن تنبت تلك اللغة القوية، وتبلغ درجة الكمال وسط الصحاري عند أمة من الرحل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها، ودقة معانيها، وحسن نظام مبانيها، ولم تعرف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة. ونكاد لا نعلم من شأنها إلا فتوحاتها، وانتصاراتها التي لاتبارى، ولانعرف شبيهاً لهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج، وبقيت حافظة لكيانها من كل شائبة، وهذه ظاهرة عجيبة لاسيما إذا اعتبرنا مدى مساهمة الفلسفة الإسلامية في تكوين علم الكلام، خلال القرون الوسطى، والدور الذي قام به كل من ابن سينا وابن رشد، وما كان لهما من تأثير على أشهر مفكري المسيحية"(11).
ويعترف العالم الألماني "رانكي" بالدور الذي تقوم به اللغة العربية في الثقافة الإنسانية قائلا:" إن الفلسفة الإنسانية تعتمد على لغتين، هما: العربية واللاتينية. وبينما اشتقت اللغات الغربية من اللاتينية، فقد نشرت اللغة العربية في الشرق روحاً فنية، ولا يمكن فهم المصنفات الأدبية، الفارسية والتركية، بدون العودة إلى الكلمات العربية، وخاصة أن وحي القرآن الكريم الذي لايجارى، يعد – بلا مراء – أساس العقيدة الإنسانية، والثقافة البشرية"(12).
وعبر الأستاذ "ماسنيون" عن نفس الفكرة قائلا:" إن المنهاج العلمي قد انطلق، أول ما انطلق باللغة العربية، ومن خلال العربية في الحضارة الأوروبية.. إن العربية استطاعت بقيمتها الجدلية، والنفسية، والصوفية، أن تضفي طابع القوة على التفكير الغربي، إن اللغة العربية أداة خالصة لنقل بدائع الفكر في الميدان الدولي، وإن استمرار حياة اللغة العربية دولياً لهو العنصر الجوهري للسلام بين الأمم في المستقبل".(13)
وأخيراً كتب "جول فيرن" قصة خيالية تتناول سياحاً يخترقون طبقات الكرة الأرضية حتى وصلوا وسطها، ولما أرادوا العودة إلى الأرض، قرروا أن يتركوا هناك أثراً يخلد رحلتهم، فنقشوا على صخرة، كتابة باللغة العربية. ولما سئل "جون فيرن" عن وجه اختيار اللغة العربية قال:" إنها لغة المستقبل".
هذه بعض شهادات رجالات ومفكري الغرب، قد أشادوا بأهمية اللغة العربية ودورها في تحقيق السلام بين الأمم باعتبارها لغة المستقبل.
وعلينا الآن أن نتأكد من صحة هذه النتائج، ونتعرف بقدر الإمكان على خصائص اللغة العربية وقدرتها على الاضطلاع بمهمة استيعاب مختلف المعارف البشرية.
المبحث الرابع: خصائص اللغة العربية.
تتميز اللغة العربية بعدة مميزات وخصائص، نوجز بعضاً منها على النحو التالي:-
1- التوالد: يرى أحد اللغويين أن عبقرية اللغة العربية متأتية من توالدها.
فكل كلمة فيها تلد بطوناً، والمولودة بدورها تلد بطوناً أخرى، فحياتها منبثقة من داخلها، وهذا التوالد يجري بحسب قوانين، وصيغ، وأوزان، وقوالب، هي غاية في السهولة والعذوبة.
2- القوة والسعة: كتب ابن الأنباري تحت باب "اللغة العربية أفضل اللغات وأوضحها" : (أين لسائر اللغات من السعة ماللغة العربية؟، ويستطرد فيضرب لنا مثلاً بقوله، وقد نقل الانجيل عن السريانية إلى الحبشية، والرومانية، وترجمت التوراة، والزبور، وسائر كتب الله عزوجل إلى اللغة العربية، أما القرآن فلا يمكن ترجمته للغات الأخرى، لأن ما فيه من استعارة، وتمثيل، وقلب، وتقديم وتأخير، لاتتسع له طبيعة اللغات الأخرى).
3- التنسيق الدقيق: يرى أحد المهتمين باللغة أن لغتنا العربية جميلة وعجيبة، قائلا:" لامبالغة في القول إن اللغة العربية هي لغة الأعاجيب في وضعها المحكم وتنسيقها الدقيق، فمن استطاع أن يستجلي غوامضها، ويستقرئ دقائقها،ويلم بما هنالك من حكمة وفلسفة وبيان للدقائق وأسبابها المنطبقة على العقل والمنطق استيقن أن العربية قد وضعت بإلهام من المبدع الحكيم جلت قدرته، فالمحدث عنها كالمحدث عن السماء وكواكبها وبروحها ونظامها الفلكي، يذكر الأقل ويند عنه الأكثر، أو كالمحدث عن البحر الجياش الدائم الجزر والمد، يقول شيئاً وتفوته أشياء"(14).
4- القدم والتجدد: يرى أحد المستشرقين، يدعى "ماجليوت" إن اللغة العربية لاتزال حية حياة حقيقية، وإنها إحدى ثلاث لغات استولت على سكان المعمورة استيلاء لم يحصل عليه غيرها (الإنجليزية والإسبانية)، وهي تخالف أختيها بأن زمان حدوثهما معروف، ولا يزيد سنهما على قرون معدودة، أما اللغة العربية فابتداؤها أقدم من كل تاريخ.
أما المستشرق "وليام رولد" فيؤكد على أن اللغة العربية لم تتقهقر قط فيما مضى أمام لغة من اللغات التي احتكت بها، وذلك لأن لها ليناً ومرونة يمكناها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر.
ولعل ما جعل "جون فيرن" يعتبر اللغة العربية لغة المستقبل.
5- الاشتقاق: وفي هذا يقول أحد شيوخ الأزهر: إن ما يجعل اللغة العربية أكثر مرونة في الواقع من غيرها من اللغات الحية المعروفة، أنها أكثر قبولاً للاشتقاق.
والاشتقاق باب واسع تستطيع اللغة العربية أن تؤدي معاني الحضارة الحديثة على اختلافها. والاشتقاق في العربية يقوم بدور لايستهان به في تنويع المعنى الأصلي وتلوينه، إذ يكسبه خواص مختلفة بين طبع وتطبع ومبالغة، وتعدية، ومطاوعة، ومشاركة، ومبادلة، مما لايتيسر التعبير عنه في اللغات الآرية إلا بألفاظ خاصة، ذات معان مستقلة. ولانزاع في أن منهج اللغة العربية الفريد في الاشتقاق، قد زودها بذخيرة من المعاني لايسهل اداؤها في اللغات الأخرى.
وقد لاحظ السيوطي هذه الزيادة في المعنى المشترك حين عرف الاشتقاق بأنه: أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنى ومادة وهيئة وتركيباً ليدل بالثانية على معنى الأصل لزيادة مفيدة، لأجلها اختلفا هيئة وحروفاً.
وجلي أن هذه الطريقة في توليد الألفاظ بعضها من بعض، تجعل من اللغة العربية جسماً حياً تتوالد أجزاؤه ويتصل بعضها ببعض بأواصر قوية واضحة، وتغني عن عدد ضخم من المفردات المفككة المنعزلة التي كان لابد منها لو عدم الاشتقاق. وإن هذا الارتباط بين ألفاظ العربية الذي يقوم على ثبات عناصر مادية ظاهرة، وهي الحروف والأصوات الثلاثة، وثبات قدر من المعنى سواء كان مادياً ظاهراً، أو مختفياً مستتراً، خصيصة عظيمة لهذه اللغة تشعر متعلمها بما بين ألفاظها من صلات حية تسمح لنا بالقول بأن ارتباطها حيوي، وأن طريقتها حيوية توليدية وليست آلية جامدة"(15).
وفي هذا الإطار يقول العلامة ساطع الحصري، بعدما ذكر "النحت" و"التعريب" و"الاشتقاق": "لاريب في أن الاشتقاق هو أهم الوسائل الثلاث، لأنه الأفعولة الأصلية التي كونت اللغة العربية، فستبقى هذه الأفعولة بطبيعة الحال أهم الأفاعيل التي ستعمل على توسيعها. زد على ذلك أن عملية الاشتقاق تشمل الوسيلتين الأخريين، إذ إنها تتناول نتاج التعريب والنحت أيضاً، وتولد كلمات جديدة حتى من الكلمات المعربة والمنحوتة"(16).
وقد أثبت الاشتقاق جدواه علميا في مجال المصطلحات العلمية، مثال ذلك، فقد اشتق من كلمة "باستور" وهو اسم لعالم فرنسي شهير – فعل "بستر" بجميع تصاريفه وأجناسه من ماض وحاضر ومستقبل، وذكر وأنثى، ومفرد وجمع لكل من الجنسين، ثم اشتقت منه اسم المرة، فقيل" بسترة" للدلالة على أن الفعل وقع مرة واحدة، فإن وقع مرتين، قيل "بسترتان" أو "بسترتين" حسب موقع الكلمة من الإعراب ، وقيل في وقوع الفعل مرات عديدة "بسترات". هذا وقد ساعدتنا قواعد الاشتقاق في أن نشتق كلمة تدلنا على تسمية من فعل "البسترة" فقلنا :"مبستر" و"بستار" للتدليل على اسم المحترف، ولانجد مثل هذا في اللغة الفرنسية التي ينتسب إليها العالم "باستور"، فلو رجعنا على سبيل المثال إلى معجم "لاروس" لانجد اسماً لمن قام بعملية معينة من "البسترة" ولا اسماً لتعيين المحترف لها، ونجد فقط ثلاث كلمات هي:"بستري" و"بسترة" وفعل "بستر".(17)
والجدير بالذكر أن قاعدة الاشتقاق وفرت للباحثين واللغويين قاعدة لصياغة اسم الآلة على وزن "مفعلة" في الفعل الثلاثي، وعلى وزن "مفعللة" في الفعل الرباعي، فيقال للآلة "مبسترة".
وهذا يدلنا على أن اللغة العربية بإمكانها إيجاد اسماً للآلة مهما كان نوعها قبل أن توجد، وهذا يدحض خصوم العربية واتهامها بأنها قاصرة عن التعبير عن أسماء الآلات المستحدثة، وعن كل ما يستجد من اكتشافات علمية واختراعات وهذا ما لا يتوفر لأي لغة أخرى غير العربية. أضف إلى ذلك أنه لايمكننا أن نعالج بوضوح موضوع تعريب المصطلحات العلمية دون الإلمام بالقياس.
6- القياس: وهو عبارة عن القواعد التي تشكل بها ألفاظ اللغة العربية نطقاً وكتابة، وهذه القواعد التي يسميها علماء اللغة "الأوزان" وما سمي القياس قياساً إلا لأنه يقيس الكلمات على هذه الأوزان، فلا تخرج كلمة عربية أصلية عن وزن معلوم بها.
وكما هو معلوم فإن الوزن يعتبر الأداة الوحيدة في اللغة العربية التي يمكن عن طريقها اشتقاق ألفاظ جديدة، وبالتالي إيجاد مقابلات عربية للمصطلحات العلمية والتقنية.
7- الوزن: وجمعها أوزان: وهي عبارة عن قوالب تصاغ فيها وعلى هيئتها وقياسها المادة اللغوية، وهذه القوالب هي نفسها مصنوعة من ثلاثة حروف (ف.ع.ل) يضاف إليها في بعض الأوزان حرف من حروف العلة الثلاث(أ.و.ي) وفي بعضها الآخر حروف صحيحة مثل (س.ت.ن). في مثل : "استشاروا" و" يستشيرون" والأوزان عبارة عن "تفاعيل" من أمثال: فَعَلَ وفَعَل، وفِعْل وفاعل ومفعول إلخ... ويقدر علماء اللغة أن في اللغة العربية مايزيد على ألف من هذه التفاعيل أو الأوزان(18).
وهكذا يتضح أن القياس على أوزان الألفاظ يعد من لوازم فقه اللغة، فلا يستقيم التعبير باللغة العربية إلا بحسن استعماله، فالوزن والنحت لازمان لإنجاح عملية التعريب، والنحت هو فرع من الإشتقاق عند بعض اللغويين وهو ضرب من ضروبه عند آخرين.
8- النحت: جاء في معجم الوسيط أن :"نحت الكلمة أخذها وتركيبها من كلمتين أو كلمات، يقال "بسمل" بمعنى: باسم الله الرحمن الرحيم، و"حوقل" بمعنى: لاحول ولا قوة إلا بالله"، وقد أصدر مجمع اللغة العربية بالقاهرة قراراً بجواز النحت؛ هذا نصه:"يجوز النحت عندما تدعو إليه الضرورة العلمية". ورأت اللجنة المقررة: القول بجواز النحت في العلوم والفنون للحاجة الملحة إلى التعبير عن معانيها بألفاظ عربية موجزة"(19).
وعلى العموم فإن النحت يعتبر شكلا من أشكال الإيجاز، مثل الإعراب، وهما خاصيتان من خصائص اللغة العربية ينبغي الاستفادة منهما في مجال تعريب المصطلحات العلمية.
9- الإيجاز والدقة: اشتهر العرب بالاقتصاد في كلامهم، فكانوا يعبرون بالحرف الواحد عن الكلمة إن افاد معناها، وبالكلمة الواحدة عن الجملة، وبالجملة الواحدة عن عدة جمل، فهم القائلون:"خير الكلام ماقل ودل". وكان هذا المثل شعار علمائهم وبلغائهم من خطباء وشعراء وأدباء. فجاءت لغتهم أكثر اللغات إيجازاً وأبلغها بياناً وأفصحها عن المقاصد والأفكار في دقة لانكاد نجدها في غيرها من اللغات.
ومن مظاهر حرص العرب على الإيجاز والاختصار من حروف الكلمة الواحدة، هي أن تاء التأنيث لاتستعمل في اللغة العربية إلا فيما تشترك فيه المرأة والرجل، وتحذف فيما اختصت به الأنثى، فمن ذلك كلمة "طاهر" للفتاة – من الحيض – أما إذا قصد بها طهارتها من العيوب الخلقية، يقال:" إمرأة طاهرة" لأن الرجل يشاركها فيها. ثم "حامل" مادامت تحمل في بطنها الجنين، فإذا هي حملت ولدها على ظهرها أو بين ذراعيها، حينذاك تدخل "تاء التأنيث" فيقال" حاملة ولدها على ظهرها أو بين ذراعيها" لأن الرجل يشاركها هذا الحمل. قال الله تعالى في سورة المسد(وامرأته حمالة الحطب) ومثل هذا الإيجاز لايوجد إلا في اللغة العربية(20).
10- الإعراب: جاء في "المعجم الوسيط" ضمن تفسير فعل أعرب:"أعرب فلان كان فصيحاً في العربية وإن لم يكن من العرب. وأعرب الكلام بينه، أعرب لمراده: أفصح به ولم يوارب. وأعرب عن حاجته: أبان، وأعرب الاسم الاجنبي: نطق به على طريقة العرب.. وأعرب الكلام: أتى به وفق قواعد النحو، وأعربه: طبق عليه قواعد النحو".
وفسر كلمة الاعراب الذي هو مصدر فعل "أعرب" كما يلي:" فالإعراب تغيير يلحق أواخر الكلمات العربية من رفع ونصب وجر وجزم على ما هو مبين في قواعد النحو"(21).
نستنتج مما سبق أن "الإعراب" هو الكلام، وفق قواعد النحو من أجل بيان الكلام ووضوحه.
المبحث الخامس: أهمية اللغة العربية في ترسيخ الهوية الثقافية.
العلاقة وطيدة بين اللغة والثقافة والهوية، ذلك أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتخاطب والتواصل فحسب، بل أداة لنقل الثقافة، احتضنت الفكر والإبداع والعلوم والآداب فصانتها من حملات التغريب وحفظتها تراثاً حياً يتداوله أبناء الأمة، فاللغة بهذا المعنى وعاء للثقافة والتاريخ، والمشاعر والأحاسيس، وهي الأداة الاساسية في عملية التنشئة الاجتماعية التي يتم في ضوئها بناء الفرد وإعداده بما يتلاءم وتاريخه، وانتمائه، وواقعه ومستقبله. فاللغة إذاً ذات علاقة بالثقافة المرتبطة في انصهار متين بالهوية والشخصية الوطنية.
فنحن اليوم مطالبون ببعث اللغة العربية وإحيائها من خلال بعث التراث العلمي والأدبي، لنعيد إنتاج الفكر العربي بما يمكننا في الدرجة الأولى من الحفاظ على مقوماتنا الثقافية، وهذا يتم بالطرح المتجدد والتفعيل الدائم للغتنا العربية ولنظمها الثقافية في شتى نواحي الحياة، وبدون ذلك سوف يتواصل الزحف علينا.
ولأجل هذا كانت اللغة العربية، والهوية الوطنية، أهم المستهدفات الاستعمارية التي وطأت البلاد العربية، والاستعمار الفرنسي مثال بارز على ذلك، فقد سعت فرنسا عبر تاريخها الاستعماري لبلدان المغرب العربي، لاحلال ثقافتها وفرض لغتها، فقد كان مشروع الفرانكفونية يهدف إلى تنحية اللغة العربية، واستبدالها باللغة الفرنسية.
والحقيقة أن البلدان العربية تشهد اليوم أوبة صادقة إلى ثوابتها التاريخية والحضارية ممثلة في: اللغة، والدين، والتاريخ(22).
فاللغة العربية تلعب دوراً رئيسياً في ترسيخ الهوية الثقافية للأمة، وتميزها عن باقي الأمم؛ إن اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم تمثل نموذجاً أعلى عند أبناء العربية، وهو نموذج يعايشه المسلون كل يوم، ويستحضرونه في جميع اتصالاتهم وعلاقاتهم في جميع المعاملات والمناسبات. هو ملهمهم في أمور دينهم وفي أمور دنياهم.
المبحث السادس: العولمة وخطرها على اللغة العربية.
إذا كانت العولمة كمفهوم تعني توحيد العالم اقتصادياً وسياسياً وثقافياً توحيداً قسرياً ففي الاقتصاد تعني فتح الأسواق الداخلية أمام المنتجات الأجنبية عن طريق الشركات العابرة للقوميات، وتعني العولمة الاقتصادية في هذا المجال إغراق الدول بالمديونية، وأنه بعجز الدول على الدخول في منافسة اقتصادية متكافئة، فإن ذلك يعني قبول تخلفها وتبعيتها. أما في المجال السياسي، فتعني العولمة من وجهة نظر الدول المهيمنة: أنت لست معي وسأطبق عليك قوانيني، وهذا يعطيها حق التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، وإثارة النعرات الاقليمية تارة تحت حقوق الإنسان وتارة تحت حماية الاقليات، وأخرى بحجة محاربة الإرهاب. وثقافياً تعني العولمة التوحيد النمطي للثقافات العالمية، أي القضاء على التعددية الثقافية، وفي مقدمتها الثقافة العربية الإسلامية وضرب مقوماتها والتي من أهمها اللغة العربية والدين(23).
وإذا كان الاتجاه لمحاربة اللغة العربية قد بدأ إبان فترة الاستعمار الغربي للبلدان العربية، وكان سدنته حينذاك بعض المستشرقين. ففي عام 1880نشر "ولهلم سبيتا" كتاباً باللغة الألمانية في قواعد اللغة العربية العامية في مصر، ادعى فيه أن مصير اللغة العربية الفصحى إلى الموت كما ماتت اللاتينية، وفي أيامنا هذه نما هذا الاتجاه لمحاربة اللغة العربية، والتهوين من شأنها، وفي التشكيك بقدراتها على تلبية حاجات العصر ومستجداته، ومن أبرز العوامل غير المباشرة في تهوين اللغة العربية التدريس في الجامعات العربية باللغة الانجليزية بالذات، بحجة أن هذه اللغة هي لغة معظم الأمم التي تبدع تلك العلوم. وبالطبع هي حجة واهية بدليل أن معظم بلدان العالم تدرس العلوم بلغتها الوطنية معتمدة على متابعتها وعلى ترجمة ماتحتاجه منها إلى لغتها. ونجاح الجامعات السورية بتدريسها باللغة العربية، خير دليل على قدرة اللغة العربية على استيعاب العلوم(24).
وإذا كان أهم ما يميز زمن العولمة هو تنامي وسائل الاتصال السمعية والبصرية، والتي تلعب اللغة دوراً هاماً فيها، فإنه من المؤسف حقاً أن نلاحظ انخفاض مستوى لغة الآداء الاعلامي في بعض القنوات الفضائية العربية التي تستخدم اللغة العامية، وتعمد إلى استخدام المصطلحات الأجنبية في عدد من برامجها، وكأن هناك تنسيقاً بين المشرفين على هذه القنوات لزعزعة الهوية الشخصية للثقافة العربية ومحاربة لغتها بدلاً من تدعيمها، الأمر الذي يؤكد مسؤولية جميع المؤسسات السياسية والثقافية المخول لها اتخاذ القرارات الحاسمة تجاه دعاة التغريب ودعاة محاربة اللغة والدين.
هوامش ومراجع البحث:-
1- يوسف خليل يوسف: القومية العربية ودور التربية في تحقيقها، دار الكتاب العربي، بيروت، 1967، ص34.
2- صلاح الدين عبد الوهاب: أضواء على المجتمع العربي، المكتبة الثقافية، بيروت، 1963،ص 12.
3- نفس المرجع،ص 16-17.
4- إدريس العلمي: في اللغة العربية، دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء ،2001،ص13.
5- نفس المرجع،ص 15.
6- جوستاف لوبون: حضارة العرب، الطبعة الفرنسية، ص473.
7- ينظر ذلك في كتابه: وجوه الإسلام.
8- إدريس العلمي، مرجع سابق، ص19-20.
9- ينظر ذلك في كتابه: تاريخ مسلمي اسبانيا، الجزء الأول ،ص 317.
10- جوستاف لوبون، مرجع سابق، ص474.
11- ينظر ذلك في كتابه: تاريخ اللغات السامية.
12- ادريس العلمي، مرجع مذكور ،ص 21.
13- جوليوساني: ترجمة سعدون السويح. لويس ماسينيون: الدارس المسيحي للإسلام. مجلة كلية الدعوة الإسلامية، العدد(4)، 1987، ص 441 – 442 .
14- ينظر ذلك في : الأمير أمني آل ناصر الدين أمير الدولتين في كتابه " دقائق العربية " .
15- عثمان أمين: " فلسفة اللغة العربية " ، مجلة الأصالة ، السنة (7) ، مايو 1978، ص 104 – 105 .
16- إبراهيم أنيس : الأصوات اللغوية، دار الطباعة الحديثة، القاهرة، 1981، ص 161. وينظر أيضاً: أبو الفتح بن جني: سر صناعة الإعراب، تحقيق محمد السقا وآخرين، مطبعة مصطفى الحلبي، القاهرة ،1954.
17- إدريس العلمي: في التعريب ، مطبعة النجاح الجديدة ، دار البيضاء، 2001، ص 29.
18- ينظر ذلك في: أبومنصور الثعالبي، فقه اللغة، ص 192 وما بعدها.
وينظر أيضاً: ابن قتيبة، أدب الكاتب، ص588 ومابعدها.
19- حسان تمام: اللغة العربية معناها ومبناها، دارالثقافة، الدارالبيضاء، (ب،ت)، ص 172 ومابعدها .
20- ينظر ذلك في: هنري فليش، العربية الفصحى، تعريب: عبدالصبور شاهين، دار المشرق، بيروت، 1983. وأيضاً: عبد العزيز بن عبدالله: المعنى والإعراب عند النحويين، منشورات دار النشر، تونس، 1982 ص 641.
21- عبدالوهاب ملا:"الإعراب ونظرية العامل والمعمول"، مجلة كلية الدعوة الإسلامية، العدد (4)، 1987، ص 277- 278.
22- أحمد التدمري:"الهوية القومية في ظل امبراطورية الكون" بحث مقدم لندوة المائدة المستديرة للأساتذة العرب داخل الوطن العربي وخارجة، طرابلس في الفترة من 28 –31/7/2003 ، ص 14- 15.
23- نجاح قدور:" أية رهانات للثقافة العربية في ظل العولمة"، مجلة المؤتمر، العدد (1)، طرابلس، 2/ 2002 ، ص 59-60 ،
24– عبدالرحمن عطية :"مخاطر الهيمنة على الهوية الثقافية وسبل مواجهتها"، بحث قدم لندوة "مستقبل المنطقة العربية والتغيرات الدولية"، طرابلس في الفترة من 28-31/7/ 2003، ص 13-14.
وينظر أيضاً: أحمد بن نعمان :" الوضع اللغوي لأمتنا بين الغزو والمقاومة أو الفناء"، مجلة كلية الدعوة الإسلامية، العدد ( 9 )، 1992، ص 465 –
وأيضاً: عيسى الناعوري: " هي زيادة تدافع على اللغة العربية "، المجلة العربية للثقافة، السنة (3)، العدد (5)، 9 / 1983 ، ص 125.
ساحة النقاش