شهادة طبيب ضحية التحرش
" متى فقد المصريون نخوتهم و رجولتهم "
........
بحكم عملي كجراح تجميل تم استدعائي اليوم ظهرا للكشف على مريضة بالرعاية المركزة بإحدى المستشفيات الخاصة – قيل لي تليفونيا أنها تعاني من بعض الحروق – و ذهبت على الفور لمناظرة الحالة و توقيع الكشف الطبي عليها للبدء في علاجها – و بتوقيع الكشف الطبي عليها تبين أنها تعاني من حروق بأجزاء متفرقة من جسمها تتراوح ما بين المتوسطة و العميقة - بنسبة تقترب من ال 40 % من مساحة جسمها ( و هى نسبة كما يعلم الأطباء تعتبر عالية مما يهدد حياتها ) و تم البدء مباشرة في علاج المريضة و تركيب المحاليل و الأنابيب و الوريدية و التحضير للغيار – و في هذه الأثناء و نحن ندون التاريخ المرضي للمريضة – وبسؤال المريضة
الطبيب : متى أصبت بهذه الحروق
المريضة : أمس
الطبيب : ما سبب الحرق
المريضة : في التحرير
قلت لها التحرير ما كانش فيه حرايق امبارح دي كانت احتفالات و لاده حرق من شمروخ
المريضة : لا مياه ساخنة
قلت لها : ازاي
قالت لي : أنا صحفية ( و ترفض ذكر اسمها رغم إنه مدون بالتذكرة العلاجية )
و أعمل بإحدى الصحف ( لن نكتب الصحيفة حتى لا يتم التعرف على الصحفية )
قالت لي :" كنت نازلة التحرير أعمل ريبورتاج صحفي عن الاحتفالات الشعبية بفوز السيسي بانتخابات الرئاسة و كان معايا ابنتي ذات ال 19 عاما "
و أكملت المريضة منهارة : " فوجئت بمجموعة من الشباب يتحرشون بي و بابنتي و جردوني من ملابسي تماما " ثم قام أحد الشباب بضربي بمطواة – سبب لها جرح قطعي في ........ –
أكملت المريضة المنهارة : : " ثم رموا على جسمي مياه سخنة بتغلي - أدت إلى حروق بالناحية اليمنى من جسمها – "
و لم يكتفي الحيوانات بذلك و لكن سحلوها لعدة أمتار و هي عارية و محروقة و تنزف من جرحها –
ذهبت بعدها المريضة لمستشفى المنيرة أمس ثم جاءت اليوم إلى مستشفى ....... حيث وقعت الكشف عليها
أتساءل كيف فقد الشعب المصري نخوته و رجولته – كل الحيوانات الذين شاركوا في هذه الجريمة البشعة ( على فكرة أنا باعتذر للحيوانات مش ممكن الحيوانات تعمل كدة )
كيف يحاول هذا الحيوان أن يغتصب هذه المرأة و لم تشفع لها آهاتها و آلامها الجسدية و النفسية فيجردوها من ملابسها أمام الناس في التحرير و لا يتدخل أحد – فين النخوة – ثم يضربها أحدهم بمطواة طب ليه فكرت في إيه يا قذر يا متخلف و انت بتضربها – و يرموا عليها مياه بتغلي عشان يحرقوها و بعدين يسحلوها -- إيه هذا الكم من الإجرام و الوحشية و اللاإنسانية ؟؟
أنا مش مصدق إن هذا يحدث في مصر السيدة منهارة في حالة نفسية و صحية متردية و ابنتها منهارة نفسيا ( الحمد لله لم يصبها مكروه )
إدعوا معايا لهذه السيدة المصرية – لكي تعبر هذه الأزمة
قابلتني إحدى قريباتها قالت لي إن هي رافضة تنشر موضوعها في الإعلام عشان الفضيحة – لأنها معروفة
و الآن أصبحت مشكلتها نفسية و صحية و مادية لتتحمل مصاريف علاج الحروق المكلف طويل الأمد
بأرجع تاني و أتساءل كيف فقدنا أخلاقنا ؟ لا تملك أن تمنع دموعك عندما تراها
لك الله يا مصر
ملحوظة : " رجاء هذا البوست ليس سياسي و لا أريد عليه أي تعليق سياسي من جميع الأطراف أرجوكم " هو في المقام الأول بوست اجتماعي نرثى فيه الأخلاق أو نودعها لمثواها الأخير _