فتّش الاقتصاديون وأصحاب القرار على دراسة أفضل الطرق التي تؤثر على المستهلك نفسياً ومادياً وتدفعه لاختيار سلعة ما دون غيرها في محيط مجموعة من الخيارات الواسعة أمامه، ولكن هذ الأمر لا يخفى على القارئ ارتكاز أصحاب القرار على الدعاية والإعلان لترويج البضائع والأفكار، وكان هذا مثار اهتمام مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً أثر الدعاية والإعلان على المستهلك.
بات الإعلان صناعة اقتصادية اجتماعية نفسية، تهدف للبحث عن طرق مؤثرة على المستهلك ونفسيته والتي تدفعه لاستهلاك سلعة معينة بـ"وعي أو اللاوعي" بغض النظر عن كونها الأفضل بين السلع الموجودة أمامه في السوق، فهو نوع من الإعلان التنافسي الذي يعمل مع مجموعة سلع متنافسة وبالإضافة الى دخول السلع الجديدة التي تريد المنافسة في السوق، ومطالبة وجود وضعية نسبية في السوق تجمع بين السلع والخدمات المتكافئة في النوع والمتساوية مع بعضها من حيث الخصائص والاستعمال والثمن.
القوالب الجاذبة
جاء الإعلان التلفزيوني في مقدمة أفضل الوسائل الإعلانية تأثيراً على المستهلك، لكونه يجمع بين خصوصيته الاتصالية بوجود سمات لا تتوفر مجتمعة في وسائل الاتصال الأخرى "الكلام.. والحدث .. والموسيقى" ليضفي الحيوية، وإذا تحدثنا عن الحدث وهو حراك الإعلان في التقديم الحركي أي التمثيل والعرض، لتأتي جاذبية الصورة الإعلانية "الفن المركب" الذي يضع العالم في يد المتلقي، بشكل لقطات سريعة لا تستغرق على الشاشة أكثر من ثوانٍ، إلى جانب وصولها الى أعداد كبيرة جداً من المشاهدين، ومرونتها النسبية، فالقوالب الجاذبية يجب أن يكون وقعها على المستهلك الصغير قبل الكبير، ليأتي التطور التكنولوجي وتزايد منظمات الإعلام ووفرة عدد متاجر الخدمة الذاتية، بالإضافة إلى طفرة في عدد السلع والعلامات التجارية، يعود سببها على الثورة الصناعية ودعمها بعوامل خدمتها وزادت من كفاءتها.
الإعلان المطبوع
يقول آخر: يرتكز الإعلان في الصحف على إمكانية التركيز على أسواق ومناطق جغرافية معينة ويعتبر جزء من التغطية ضائعاً لوصوله الى مستهلكين غير مستهدفين، وإمكانية تغيير مضمون الرسالة الإعلانية بسرعة، والانخفاض النسبي للتكلفة يجعل الاقتصادي والمنتج في صورة الموفر والرابح، وعائده يخدم المنتج ومنافذ التوزيع، ويمكن الاحتفاظ به والرجوع إليه أكثر من مرة.
حصاد مستهلك..
يُسلّط التسويق الجماعي على ممارسة تسويقية تتضمن مشاركة جماهيرية في تطوير حملة إعلانية أو دعائية، تتضمن دعوة المستهلكين للمشاركة بأفكارهم أو التعبير عن رأيهم فيما يعنيه الاسم التجاري بالنسبة لهم من خلال قصصهم الشخصية باستخدام وسائل الطباعة أو الأفلام أو الصوتية، وعندئذ تندمج نتيجة المحتوى الذي ينتجه المستهلك في الحملة، لتُعرض نتيجة التعاون وغالباً ما يكون في حملة إعلامية واسعة لدعوة المجتمع الموسع من الأفراد ذوي الميول المشتركة للمشاركة في النتائج.