مؤسسة أسوان الغد للتنمية البشرية و التدريب

نحلم بغد أفضل

حتى مساء يوم 24 يناير كان كل شئ يبدو رتيباً رتابة الحياة التي نعيشها منذ سنوات ، و اظن أننا كنا نعيش حالة من الإستقرار أياً كان حالها ، لكننا كنا نأمل في التغيير حتى و لو كان لمجرد التغيير ، فلا يعقل أن يولد إنسان و يحيى حياة يتقلب في كل مراحلها رضيعاً فطفلاً ثم شاباً بل و يموت و تنتهي حياته قبل أن تنتهي فترة حكم لحاكم ما خاصة و أن نظام الحكم كان قد أخذ في الترهل و ضربته الشيخوخة من كل نواحيه .

لكن فجأة و بدون مقدمات بلا أي تخطيط يتهاوى النظام بكل رموزه . هنا نسأل ..هل كان مطلوباً أن نهدم البناء بهذا الشكل ؟ إن هذا الوضع أشبه كمن أزال عقاراً يعج بالسكان دون أن يكون هناك أي بديل ، فماذا حدث ؟! و أي كارثةً نعيش ؟! فالمسئولين لم تتغير أساليبهم و لا أفكارهم ، نفس الروتين نفس الفكر البطئ ،العجرفة ، العناد ، الفساد . أما المواطن فقد كان سلبيا حيال نفسه و قضاياه ، الآن صار سلبياً نحو هموم الوطن و قضاياه و لم يعد يرى سوى قضيته التي هي في الأغلب مالية و انتشرت المظاهرات و الإعتصامات الفئوية و لم تنج منها مهنة و لا فئة ،أما عن الإنفلات الأمني فحدث و لا حرج فالتعديات على أراضي الدولة طالت كل المحافظات بل حتى الرقعة الزراعية التي بالكاد يكفي إنتاجها بعض الإحتياجات لم تسلم من التبوير و التعديات ، و المثير أننا أصبحنا نسمع عن حوادث خطف و صفقات مقابل إعادة الرهائن ، و الطرق لم تعد آمنة بل المدن نفسها فقد إكتشفنا أن أكثر من ربع السكان من البلطجية و كل هذا تحت بصر و عين الشرطة التي فجأة أصاب عيونها العمى و آذانهم الصمم .

فأين الخلاص ؟! أين المفر ؟! .. هل كانت ثورة .. أم فوضى .. أظنها فورة .

المصدر: محمد عوض الله توفيق
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 8 يونيو 2011 بواسطة aswanelghad

ساحة النقاش

مؤسسة أسوان الغد للتنمية البشرية و التدريب

aswanelghad
موقع مؤسسة "أسوان الغد" هو موقع للتواصل مع أعضاء المؤسسة و كل من لديه رغبة في تطوير أدائنا ولو بفكرة بسيطة لنصل معا لمبتغانا و هو جعل محافظتنا و مواطنينا في موقع الريادة دائما . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,742