الغياب و التسرب من المدرسة |
الغياب و التسرب من المدرسة أسبابه وطرق علاجه مقدمة: مشكلة الغياب والتسرب من المدارس, من المشكلات التي تواجه الجهات التربوية إذ تزداد نسب تسرب الطلاب, وخاصة في الحلقة الثانية من التعليم الأساسي، فلقد كان التعليم في الماضي حلم الشرائح الفقيرة, وأصبح الحلم واقعاً بعدما أصبح التعليم مجانياً في جميع مراحله, ابتداء من المرحلة الابتدائية وحتى نهاية المرحلة الجامعية, فازدادت نسبة المتعلمين وارتفع عدد التلاميذ والطلاب الملتحقين بالمدارس المختلفة, وذلك في نهضة تعليمية غير مسبوقة, انعكست إيجاباً على مختلف مناحي الحياة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. ورغم مجانية التعليم وإلزاميته حتى نهاية المرحلة الإعدادية (الأساسي), فإن نسبة لا بأس بها من الطلاب تتسرب من المدارس, وخاصة في البيئات الريفية والشعبية ولدى الأسر التي تعمل في الزراعة وتحتاج إلى أيد عاملة كثيرة،الأمر الذي يشكل خللا في العملية التعليمية . والواقع أن غياب وتسرب التلاميذ من التعليم يمثل مشكلة كبيرة، وتعد من اخطر الآفات التي تواجه العملية التعليمية ومستقبل الأجيال في المجتمعات المختلفة لكونها إهدار تربوي لا يقتصر أثره على الطالب فحسب بل يتعدى ذلك إلى جميع نواحي المجتمع فهي تزيد معدلات الأمية والجهل والبطالة وتضعف البنية الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع والفرد وتزيد الاتكالية والاعتماد على الغير , كما تفرز للمجتمع ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال واستغلالهم وظاهرة الزواج المبكر..الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حجم المشكلات الاجتماعية كانحراف الأحداث وانتشار السرقات والاعتداء على ممتلكات الآخرين مما يؤدي إلى ضعف المجتمع وانتشار الفساد فيه، وتسبب مشكلة التسرب ضياعاً وخسارة للتلاميذ أنفسهم لأن هذه المشكلة تترك آثارها السلبية في نفسية التلميذ وتعطل مشاركته المنتجة في المجتمع. كما وتمثل هذه المشكلة جانباً خطيراً في المراحل الإعدادية والثانوية نظراً لطبيعة هذه المرحلة بالإضافة إلى قابلية الطالب للاستهواء ، ومما هو جدير بالذكر أن مشكلة الهروب المدرسي ما هي إلا عرضاً لوجود مشكلات أخرى دراسية أو أسرية أو اقتصادية . وهذه الظاهرة أصبحت من الظواهر الواضحة في مجتمعنا المصري وأصبحت تشكل خطراً كبيراً علي المجتمع وإهدار كبير لميزانيات الدولة مما جعل منها ظاهرة تستوجب من العاملين في الحقل الاجتماعي الدراسة ومعرفة الأسباب والعوامل المؤدية إليها ووضع نتائج هذه الدراسة أمام المسئولين حتى يمكن وضع الحلول المناسبة لها من خلال النتائج التي تم التوصل إليها من خلال مثل هذه الدراسات، الأمر الذي يتطلب ضرورة العمل على دراستها للتعرف على الأسباب المؤدية إليها وتقديم بعض المقترحات للتخفيف من حدتها. مشكلــــة البحـــث 2- ما أهم الأسباب التي تسهم في غياب التلاميذ وهروبهم عن المدرسة؟ 3- ما المداخل المختلفة التي يمكن من خلالها علاج تلك المشكلة؟ 4- مالمقترحات التي نعتقد أنها يمكن أن تخفف من حدة هذه المشكلة؟ أهـــداف البحث :- خطة البحث: سوف تسير خطة البحث وفق الخطوات التالية: 1- تعريف الغياب وأنواعه. 2- الأسباب المؤدية إلى الغياب ثم التسرب. 3- كيفية علاج هذه المشكلة. 4- بعض المقترحات للتخفيف من حدة هذه المشكلة. أولا: تعريف الغياب أو الهروب من المدرسة وأشكاله يعرف الغياب المدرسي بأنه هو عدم حضور الطالب المدرسة دون سبب شرعي أو عذر وجيه،وهناك من يعرف غياب الطالب عن المدرسة با نه هو عدم تواجده بها خلال اليوم الدراسي الرسمي أو جزء منه ، سواءً كان هذا الغياب من بداية اليوم الدراسي ، أي قبل وصوله للمدرسة أو كان بعد وصوله للمدرسة والتنسيق مع بعض زملائه حول الغياب ، أو حضوره للمدرسة والانتظام بها ثم مغادرته لها قبل نهاية اليوم الدراسي الرسمي دون عذر مشروع 0 وحتى إذا كان غياب الطالب في بعض الأحيان بسبب مقبول لدى أسرة الطالب كالغياب لأجل مهام منزلية بسيطة أو بسبب عوامل صحية يمكن التغلب عليها أ و, بسبب عوامل أخرى غير ذات تأثير قوي ولكن يجدها الطالب فرصة للغياب ، فإن ذلك لا يعتبر مقبولاً من الناحية تربوية لأن تلك الظروف الخاصة يمكن التغلب عليها ومواجهتا بحيث لا تكون عائقاً في سبيل الحضور إلى المدرسة 0 أشكال الغياب المدرسي: للغياب المدرسي عدة أشكال يمكن إجمالها فيما يلي: 1- الغياب عن المدرسة : وهو الغياب الذي ينصرف إليه الذهن إذا ما أطلق مفهوم الغياب , وهو عنوان الاتصال بين البيت والمدرسة اليومي , وبسببه تتأثر درجة المواظبة وهي مائة درجة , ويستدعى فيه ولي أمر الطالب وقد يحال الطالب فيه وولي أمره إلى شئون الطلاب بالإدارة العامة إذا تعدى الأسبوعين غياباً , وتحسب درجة كاملة عن كل يومي غياب وذلك من درجات المواظبة . 2- الغياب عن الفصل الدراسي :- وهو غياب الطالب عن قاعة الدرس لأي سبب, ولا يقل تأثيره على الطالب عن النوع الأول وربما يزيد اذ يوصف صاحبه بأنه ذا ضوضاء[ ودوران] بممرات المدرسة , وعادة من خلال الملاحظة غالبا يتصف به الطالب الذي لا يستطيع الاستمرار بالمتابعة مع المعلم في الدرس لأي سبب , أو معاقبة إدارة المدرسة للطالب ( لهذا ينبغي أن تتنبه إدارة المدرسة في أن لا تعاقب طالب بحرمانه من دخول الفصل أو تسند إلى الطالب أعمالاً تبعده عن قاعة الدرس فتكون الإدارة بهذا التصرف أداة لغياب الطالب عن الفصل(. 3- الغياب الذهني : - وللغياب الذهني عدة مظاهر وهي: 1- غياب النوم : وهو النوم داخل الفصل , ويتصف به الطالب السهران ولم يأخذ كفايته من النوم ليلاً فالطالب هنا الحاضر الغائب ولن يتمكن من متابعة معلمه وهو في هذه الحالة الذهنية. 2 - غياب الضوضاء : ويتصف به الطالب كثير الحركة , والكلام , ... فهو لن يتمكن من تذكر ما تم دراسته في الفصل , وبسبب الضوضاء لم يكتب الطالب , ولم يستمع للدرس، وقد يعرضه ضوضاؤه إلى الطرد من الفصل حتى يتمكن بقية الطلبة من متابعة الدرس . 4- غياب الأدوات : والأدوات المدرسية ضرورة ( ملحة ) للطالب فكما أي مهنة لها أدواتها لإنجاحها فكذلك التحصيل الدراسي له أدواته فلا تتوقع تحصيلاً دراسياً ما لم تتوفر له الأدوات المعينة , وقد يخطي المعلم في التقليل من أهمية الأدوات في الإيعاز إلى شراء المذكرات من محلات النسخ دون العناء في إحضار الأدوات فيكون الطالب اعتمد على جهد غيره من المتفوقين لا على جهده و بهذا الخطأ يتدنى مستوى الطالب التحصيلي ويتبعه تدنى مستوى الخط عند الطالب أيضا . والواقع انه قلما ينجو طالب من مجموعة أشكال الغياب أو بعضها , فبعضهم لديه شكل واحد , وبعضهم لديه شكلان , وآخر لديه عدة أشكال , وقد يَسلم أحدهم من الغياب وأشكاله فيدعى بالطالب المتفوق , وهذا من توفيق الله جل وعلا فاسأله ذلك التوفيق.
ثانيا:الأسباب المؤدية إلى الغياب ثم التسرب: يرجع غياب الطالب وهروبه من المدرسة لأسباب وعوامل عدة منها ما يعود إلى الطالب نفسه ومنها ما يعود للمدرسة ومنها ما يعود لأسرته ومنها عوامل أخرى غير هذه وتلك ، وسنتطرق في الأسطر التالية لأهم تلك الأسباب والدوافع التي قد تكون وراء غياب الطالب وهروبه من المدرسة : أولاً : العوامل الذاتية : وهي عوامل تعود للطالب نفسه وتتمثل في : 1- شخصية الطالب وتركيبته النفسية بما يمتلكه من استعدادات وقدرات وميول تجعله لا يتقبل العمل المدرسي ولا يقبل عليه 0 1- عدم سلامة النظام المدرسي وتأرجحه بين الصرامة والقسوة وسيطرة عقاب كوسيلة للتعامل مع الطلاب أو التراخي والإهمال وعدم توفر وسائل الضبط المناسبة 0 2- سيطرة بعض أنواع العقاب بشكل عشوائي وغير مقنن مثل تكليف الطالب بكتابة الواجب عدة مرات والحرمان من بعض الحصص الدراسية والتهديد بالإجراءات العقابية 000الخ . 3- عدم الإحساس بالحب والتقدير والاحترام من قبل عناصر المجتمع المدرسي حيث يبقى الطالب قلقاً متوتراً فاقداً الأمن النفسي. 4- إحساس الطالب بعدم إيفاء التعليم لمتطلباته الشخصية والاجتماعية 0 5- عدم توفر الأنشطة الكافية والمناسبة لميول الطالب وقدراته واستعداداته التي تساعده في خفض التوتر لديه وتحقيق المزيد من الإشباع النفسي 0 6- كثرة الأعباء والواجبات ، خاصة المنزلية التي يعجز الطالب عن الإيفاء بمتطلباتها 0 7- عدم تقبل الطالب والتعرف على مشكلاته ووضع الحلول المناسبة لها مما أوجد فجوة بينه وبين بقية عناصر المجتمع المدرسي فكان ذلك سبباً في فقد الثقة في مخرجات العملية التعليمية برمتها واللجوء إلى مصادر أخرى لتقبّله. وتتمثل في طبيعة الحياة المنزلية والظروف المختلفة التي تعيشها والروابط التي تحكم العلاقة بين أعضائها ، ومما يلاحظ في هذا الشأن ما يلي: 1- اضطراب العلاقات الأسرية وما يشوبها من عوامل التوتر والفشل من خلال كثرة الخلافات والمشاجرات بين أعضائها مما يشعر الطالب بالحرمان وفقدان الأمن النفسي 0 3- سوء المعاملة الأسرية والتي تتأرجح بين التدليل والحماية الزائدة التي تجعل الطالب اتكالياً سريع الانجذاب وسهل الانقياد لكل المغريات وبين القسوة الزائدة والضوابط الشديدة التي تجعله محاطاً بسياج من الأنظمة والقوانين المنزلية الصارمة مما يجعل التوتر والقلق هو سمة الطالب الذي يجعله يبحث عن متنفس آخر بعيد عن المنزل والمدرسة 0 4- عدم قدرة الأسرة على الإيفاء بمتطلبات واحتياجات المدرسة ،وحاجات الطالب بشكل عام ، مما يدفع الطالب لتعمد الغياب منعاً للإحراج ومحاولة للبحث عما يفي بمتطلباته. رابعاً : عوامل أخرى: 1- جماعة الرفاق وما يقدمه أعضاؤها للطالب من مغريات تدفعه لمجاراتهم والانصياع لرغباتهم في الغياب والهروب من المدرسة وإشغال الوقت قضاء الملذات الوقتية. 2- عوامل الجذب المختلفة التي تتوفر للطالب وتصبح في متناول يده بمجرد خروجه من المنزل مثل الأسواق العامة وشواطئ البحر وأماكن التجمع ومقاهي الإنترنت والكازينوهات ثالثا: كيفية علاج هذه المشكلة: على الرغم من التأثير السلبي لغياب الطالب وهروبه من المدرسة على الطالب نفسه وعلى أسرته والمجتمع بشكل عام ، إلا أن تأثيره على المدرسة أكثر وضوحاً ، ذلك أنه عامل كبير يساهم في تفشي الفوضى داخل المدرسة والإخلال بنظامها العام 0 أولاً : الإجراءات الفنية : تتمثل الإجراءات التي يجب أن تتبعها المدرسة للتغلب على مشكلة الغياب أو الهروب من المدرسة: تتمثل تلك الإجراءات فيما يلي: 1- وضع نظام واضح للطلاب لتعريفهم بالنتائج الوخيمة التي تعود علهم بسبب الغياب والهروب من المدرسة ، مع توضيح الإجراءات التي تنتظر من يتكرر غيابه من الطلاب وأن تطبيق تلك الإجراءات لا يمكن التساهل فيه أو التقاضي عنه . رابعا: بعض المقترحات للتخفيف من حدة هذه المشكلة: في ضوء ما تم عرضه من تعريف للمشكلة وأسبابها وإجراءات التخفيف من حدتها: - مقترحات بشأن المعلمين والمعلمات :- |
ساحة النقاش