من أهم الفيتامينات المقاومة للأمراض فيتامينات (E) و (C)، فقد عرف الأول بمزاياه الصحية المتعددة، كما عرف الثاني في منعه للأمراض، وإليك تفصيل ذلك: فيتامين (E) يقاوم الأمراض يبدو أن فيتامين (E) المعروف بمزاياه الصحية المتعددة سيحمل في الأمل لملايين الأشخاص الذين يعانون من تصلب الشرايين المؤدي إلى الإصابة بالسكتة القلبية، في الوقت نفسه فيتامين (E) له قدرة على التخفيف من أعراض التهاب المفاصل والإبطاء من تقدم الزهايمر. فضلاً عن آثاره الإيجابية المتمثلة في تقليل احتمالات الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى، قد نشرت مجلة «ريدرز دايجست» مؤخراً دراسة تحت إشراف الجمعية العالمية للمعمرين، شملت 11000 شخص تتراوح أعمارهم بين 65 سنة وما فوق. وقد تبين أن الذين أخذوا فيتامين (E) فإن 41% منهم كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكتة القلبية مقارنة بالذين لم يأخذوا الفيتامين. وحتى تستهلك 100 وحدة دولية فقط، وهي الجرعة الأقل في معظم الحالات فإنه يجب على سبيل المثال أن تأكل كمية محددة من السبانخ أو 4 أكواب من المكسرات. وقد وجد (جيفري بلومبرغ) الباحث في التغذية في جامعة بوستون أن إضافة الغذاء المحتوي على فيتامين (E) يمكن أن يبقيك بعيداً عن الإصابة بعدوى أمراض معينة مثل (الرشوحات، الإنفلونزا، السل)، أما الأبحاث التي أجريت في جامعة (بوستون) فقداختبرت تأثير فيتامين (E) على أجهزة المناعة لدى بعض الأشخاص الأصحاء من كبار السن، وذلك من خلال دراسة استمرت 4 أشهر أثبتت أنه مع فيتامين (E) ترتفع المناعة إلى أعلى مستوياتها، وأجريت الدراسة على 88 متطوعاً أعمارهم 65 عاماً وما فوق انقسموا إلى 4 مجموعات: - أفراد المجموعة الأولى كانت تأخذ 60 وحدة دولية من فيتامين (E) كل يوم. - المجموعة الثانية أخذت 200 وحدة دولية. - الثالثة أخذت 800 وحدة دولية. - الرابعة لم تأخذ فيتامين (E). أوضحت أن فيتامين (E) يمكن أن يرفع قوة المناعة ويخفف أعراض التهاب المفاصل. ومن الطبيعي أن خلايا المناعة تصبح أقل فعالية كلما تقدم الإنسان في العمر. بالنسبة للمجموعة التي كانت تأخذ 200 وحدة دولية من الفيتامين فقد أصبح لديها جهاز مناعي أقوى من تلك التي كانت تأخذ 60 وحدة فقط، أو تلك التي كانت تأخذ 800 وحدة دولية. لذلك فإن الباحثين توقعوا أن 200 وحدة دولية يمكن أن تكون هي الجرعة الصحيحة اللازمة لجهاز المناعة. ومن المهم أن نتذكر عندما نأخذ الجرعات: أن الكثير منها يمكن أن لا يكون الأفضل دائماً. أما (د. اشوار) من جامعة تكساس فقد وجد بعض العلامات التي تشير إلى إمكانية حدوث حماية للقلب أبحاثه على فيتامين (E). وذلك بعد أن قام بإعطاء 21 شخصاً صحيحاً جرعة أكثر بكثير من المفروض، بلغت 1200 وحدة دولية في اليوم لمدة 8 أسابيع. فتبين له أن فيتامين (E) قلل أكسده (LDL) (قلة كثافة البروتين الدهني) وهو الكوليسترول السيئ الذي يساهم في انسداد الشريان التاجي، بالإضافة إلى أنه وجد أن فيتامين (E) يضعف وظيفة إنتاج الخلايا في هذه الشرايين. هذه الاستنتاجات تعني أن فيتامين (E) يمكن أن يساعد على تجنب انسداد الشرايين (نوع من تصلب الشرايين)، وبعد عدة دراسات كبيرة قامت بها جمعية القلب الأمريكية أظهرت أن فيتامين (E) واحد من 10 فيتامينات قللت أمراض القلب والجلطات. وأشارت إلى أنه سواء كان الفيتامين في صورة حبوب أو من فبإمكانه أن يجنب أمراض القلب. عند اختبار فيتامين (E) ضد السرطان اختلفت النتائج: بعض الدراسات أظهرت أنه لا تغيير في تطور السرطان بينما سجلت أبحاثاً أخرى معدل سرطانات أقل في الأشخاص الذين يستخدمون فيتامين (E). وقد أجرى العلماء دراسات طويلة أظهرت أن قلة معدل فيتامين (E) في الجسم له علاقة بأخطار أكبر في تطور السرطان، بينما الكميات الكبرى من الفيتامين تقلل من أخطار السرطان. كما أجريت دراسة على 27000 رجل أقلعوا عن التدخين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 69 عاماً اعتمدوا على أخذ 50 وحدة دولية من الفيتامين (E) من الغذاء فقط. وكانت النتائج كالتالي: - 32% من الرجال أصيبوا بسرطان البروستاتا. - 41% من حالات سرطان البروستات توفوا. ومازالت هناك دارسات أخرى تدرس تأثير الفيتامين على سرطانات الثدي والرئة والقولون. خلال دراسة استمرت سنتين تمت في الجمعية العالمية للمعمرين، اكتشف العلماء أن فيتامين (E) سيؤخر بداية واحد من أربعة أمور أهمها: عدم القدرة على القيام بالنشاطات اليومية العادية مثل الاستحمام أو ارتداء الملابس، ثم في النهاية الجنون الشديد الذي يتطلب البقاء باستمرار في البيت لأنه يحتاج إلى عناية طبية طوال الوقت. كم يكفيك من فيتامين (C) مع الرهان على فيتامين «C» كطريقة لمنع كل الأمراض من نزلات البرد وحتى السرطان، فقد استجاب الناس بأخذ إضافات يومية من فيتامين «C» تصل إلى مئات بل الآلاف من المليجرامات في أمريكا خاصة. ولكن! هناك من يفضل أخذ هذه المبالغات بشيء من الحذر. إن الحصة اليومية الموصى بها من فيتامين «C» ـ 60 ملجراماً في اليوم للبالغين ـ قد تم اقتراحها كمستوى ضروري لمنع أمراض سوء التغذية مثل مرض الإسقربوط. ومنذ أن تم وضع الحصة اليومية الموصى بها، أظهرت الدراسات أن أخذ كميات أكبر من هذا الفيتامين المضاد للأكسدة قد يؤدي إلى تحسين الصحة، وقد أشارت الأبحاث إلى أن أخذ جرعات عالية من فيتامين «C» قد تساعد على زيادة الكوليسترول الجيد وخفض الكوليسترول السيئ ومنع إعتام عدسة العين ومنع تحطم الجينات الذي قد يؤدي إلى السرطان. ونتيجة لهذه الأبحاث بدأ العلماء في التساؤل عما إذا كانت الحصة الحالية الموصى بها من فيتامين «C» كافية للحصول على هذه الفوائد الصحية. ولكن هناك قضية مهمة تنتظر الحل وهي الجرعة التي تنتج المستوى الأعلى لفيتامين «C» في الدم والخلايا الأخرى. إذ وجدت بعض الدراسات أن أخذ جرعات أكبر من 90 ـ 150 مليجراماً لايزيد من مستوى فيتامين «C» في الجسم، وهذا يعني أن أخذ جرعات أكبر لا يفيد في شيء. بينما أشارت دراستان حديثتان إلى أن أعلى جرعة مؤثرة هي 200 مليجرام. في الماضي كان تناول كمية كبيرة من الفيتامينات التي تذوب في الماء ـ مثل فيتامين «C» في شكل إضافة ـ لا يشكل همَّاً لأن علماء الصحة كانوا يعتقدون أن أي كمية زائدة عن حاجة الجسم سوف يتم طردها مع البول. ولكن في الآونة الأخيرة وجدوا أن الجرعات الكبيرة تزيد من إفراز البول لمادة تسمى الأوكسلات التي تزيد من خطر الإصابة بحصاة الكلى. ونتيجة لهذا فقد حدد المعهد الوطني للصحة في أمريكا أعلى جرعة إضافية من فيتامين «C» بـ 1000 مليجرام. ولكن هذه الجرعة قد تكون عالية جداً. ففي بحث نشر في مجلة «نيتشر» تبين أن إضافة فيتامين «C» كجرعات مقدارها 500 مليجرام عملت كمضاد أكسدة ومنعت تحطم الجينات التي قد تؤدي إلى السرطان، وفي الوقت نفسه عملت هذه الجرعة كمادة مؤكسدة أدت إلى تحطيم الـ DNA. وحتى تنجلي الحقيقة عن الجرعة المناسبة لفيتامين «C»، من الأفضل أن تستشير طبيباً أو اختصاصي تغذية إذا كنت ترغب في تناول جرعات عالية من إضافات فيتامين «C» مع عناصر غذائية أخرى مفيدة. والتوصيات الحالية تقترح تناول خمس حصص من الفواكه والخضراوات لضمان الحصول على الفيتامين والعناصر الأخرى. والأغذية الغنية بفيتامين «C» تشمل الكيوي، البرتقال، الفراولة، الجريبفروت، الشمام، القنبيط، والفلفل الرومي. صيحات تحذير وحول حقيقة الجرعات العالية من فيتامين «C»، أوردت مجلة «محتويات الأغذية والصحة والتغذية» البريطانية نتائج دراسة عن تناول الجرعات الكبيرة من فيتامين «C» حيث أعطي 30 متبرعاً ومتبرعة جرعات من الفيتامين تساوي 500 مليجرام في اليوم، وخرجت بأن هناك خطورة لهذه الجرعات على الصحة. وترفع المجلة صيحاتها للنظر بجدية لترك أمر تناول هذا الفيتامين بدون قيود، وتطالب الحكومة البريطانية بالتدخل، خصوصاً أن بعض الأبحاث تؤكد أن الجرعات العالية (أكثر من 1000 مليجرام/ اليوم) تسبب تحطماً لجدر الخلايا والأحماض النووية الوراثية DNA. وتضم المجلة صوتها للمطالبين بأخذ الفيتامين من مصادره الأساسية من الفواكه والخضار. ومعلوم أن الحكومة البريطانية قد شكلت في نهاية العام الماضي لجنة لدراسة الفيتامينات والمعادن التي تباع على الأرفف، ومعرفة آخر نتائج للأبحاث عن علاقتها بالصحة، وذلك لاتخاذ الإجراءات الكافية لحماية صحة البريطانيين.
عدد زيارات الموقع
3,601,661
ساحة النقاش