أكدت مناقشات القمة الإقليمية الأولي للسكر التي عقدت الأسبوع الماضي بدبي أن مشكلة المرض الأولي لا تكمن في ارتفاع مستواه بالدم‏,‏ ولكن في استمرار ارتفاعه الذي يؤثر سلبيا وبدرجة كبيرة علي الأوعية الدموية والأعصاب‏,‏ ويزيد من مخاطر إصابة المريض بأمراض القلب والشرايين ويهدده بالفشل الكلوي والعمي وبتر الأطراف‏.‏ ومن هنا فهو يعد مرض أوعية دموية وأعصاب في المقام الأول‏.‏

وأجمع المشاركون في المؤتمر من خبراء الأمراض الباطنة والغدد الصماء والسكر والقلب والأوعية الدموية والأعصاب ـ كما يقول الدكتور أندرو بولتون مدير البرنامج الأوروبي لدراسة السكر ورئيس القمة ـ علي أن تجنب النظام الغذائي الغربي المعروف بالوجبات السريعة المشبعة بالدهن والامتناع عن التدخين وضبط ضغط الدم وخفض دهون الدم وضبط وزن الجسم بممارسة الرياضة هي أهم أسباب الوقاية من المرض‏,‏ وأن التاريخ العائلي للمرض وزيادة الوزن هما أهم عوامل الخطر المساعدة علي الإصابة بالمرض‏.‏ كذلك أوضح الدكتور بولتون أن ارتفاع مستوي السكر إذا كان مصحوبا بارتفاع مستوي دهون الدم وضغط الدم مع زيادة في وزن الجسم ومحيط الوسط عن‏94‏ سم للرجال وأقل من‏90‏ للنساء‏,‏ فإن ذلك يشكل ما يعرف بمتلازمة التمثيل الغذائي وهي حالة معقدة يصعب علاجها وتسبب مقاومة الجسم للأنسولين‏,‏ وأشار إلي أنه لأول مرة في التاريخ يحتل مرض مزمن المرتبة الأولي كسبب للوفاة بعدد‏2‏ و‏3‏مليون فرد في العالم متفوقا بذلك علي مرض الإيدز الذي يقتل سنويا‏3‏ ملايين إنسان‏,‏ ويقدر عدد مرضاه الآن بنحو‏285‏ مليونا وينتظر أن يصل هذا العدد إلي‏380‏ مليونا عام‏2025,‏ ويحتاج‏25%‏ منهم للعلاج بالأنسولين‏.‏

وتأتي الدول العربية خاصة دول الخليج ـ كما يقول الدكتور إميل طيب مدير مركز الغدد الصماء والسكر بدبي ـ ضمن قائمة أعلي دول العالم في معدلات الإصابة‏,‏ حيث يعاني‏20%‏ من سكانها من المرض‏.‏ ونصح الدكتور فريدريك رال استشاري الغدد الصماء والسكر بمستشفي جوهانسبرج بضرورة أن يعرف الجمهور العوامل المساعدة علي الإصابة بالمرض ومن أهمها العامل الوراثي والسمنة المفرطة وارتفاع مستوي دهون الدم والتدخين لتوخي الحذر الشديد منها وتجنبها‏,‏ وأوضح الدكتور رار أن استمرار ارتفاع مستوي السكر ودهون الدم يلعبان دورا أساسيا في تدمير الأعصاب الطرفية‏,‏ لأن ارتفاعهما يؤثر سلبيا علي الشرايين الدقيقة المغذية لعضلة القلب ويسبب هبوط وظيفة القلب وتصلب الشرايين التاجية‏.‏ ولذلك يجب العمل علي اكتشاف المرض وعلاجه مبكرا لحماية الأوعية الدموية والأعصاب‏,‏ وأوصي بأن يكون علاج السكر في شكل حزمة متكاملة من أحد الأدوية المخفضة للضغط وأحد المركبات المخفضة لدهون الدم بجانب أدوية تخفيض السكر‏,‏ مع تجنب التدخين وممارسة نوع من الأنشطة الرياضة لضبط وزن الجسم‏,‏ وطالب بزيادة حملات التوعية التي تشجع الشباب علي ممارسة الرياضة في مواجهة الحملات الإعلانية المكثفة عن الوجبات الغذائية السريعة المشعة بالدهن‏.‏

وعن علاقة السكر بآلام الأعصاب‏,‏ أوضح الدكتور دوايت مولين أن‏20%‏ من مرضي السكر يعانون من التهاب الأعصاب الطرفية الذي يسبب الشعور بالحرقان والتنميل والشكشكة‏,‏ وتلعب طول فترة المرض دورا كبيرا في حدوث هذه الحالة‏,‏ حيث يؤدي استمرار ارتفاع السكر ودهون الدم عبر سنوات إلي ضيق الشعيرات الدموية المغذية للأعصاب الطرفية وجعلها تتآكل مسببة للإحساس بالآلام في اليدين والقدمين مع الشعور بالتنميل والوخز الحرقان‏,‏ وهي حالة يعاني منها‏50%‏ من مرضي السكر‏,‏ وتكون بصورة حادة في‏25%‏ من المرضي‏,‏ حيث يفقدون الإحساس بالأطراف‏,‏ ويتعرضون لإصابتها بالشلل والجروح المزمنة‏,‏ وقد تصاب أعضاء داخلية أخري بذلك مثل الأمعاء والمثانة وتؤدي لمشاكل كبيرة يصعب علاجها‏.‏

المصدر: جريدة الأهرام
  • Currently 261/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
87 تصويتات / 2365 مشاهدة
نشرت فى 22 أكتوبر 2009 بواسطة ashrafhakal

ساحة النقاش

MYHEGAB
<p><strong>اشكرك على هذه المساهمة المفيدة والتى من خلالها يتاكد كل انسان معنى بالموضوع باهمية حزمة العلاج مجتمعة لمتلازمة التمثيل الغذائى وليس لاى منها منفردا </strong></p>

عدد زيارات الموقع

3,606,145