حملة الاستعداد لرمضان 1432 : " كونوا ربانيين " الرسالة الرابعة / صادقون بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ... أحبتي في الله .. ما أخباركم ؟ هل القلب صار مُستعينا بالله ؟ هل تخلصتم من بعض العوائق النفسية ببلسم الاستعانة برب البرية ؟ " إني أراكم بخير " وأعتقد أنكم ستكونون عند حسن الظن بكم دائما . تُرى ما الخطوة التالية ؟ إنه خير معين للإنسان؛قال شيخ الإسلام: من علم اللـه منه الصدق أعانه اللـه تعالى .نعم أن تأتي ربك صادقًا : قال الله تعالى : " والذي جاء بالصدق وصدق به" ،،، الزمر : 33 فأفضل القُربات وأعظم الطاعات أن تأتي ربك صادقًا ، وأن تكون في زمرة الصديقين والصادقين .قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" ،،، التوبة : 119 وعلامة الصدق :إرادة اللـه وحده بالعمل والقول ، وترك التزين وحب ثواب المخلوقين والصدق في المنطق . ( فكن واضحًا) فاعلم أن الصدق لا يأتي إلا بالخير : قال عمر بن الخطاب رضي اللـه عنه : لأن يضعني الصدق وقلما يفعل ، أحب إلي من أن يرفعني الكذب وقلما يفعل .قال بعض الحكماء : الصدق مُنجيك وإن خفته ، والكذب مُرديك وإن أمنته .قال شيخ الاسلام : فالصدق مفتاح كل خير كما أن الكذب مفتاح كل شر . من أعظم فضائل الصدق : أنه قد يكفر الكبائر أحيانا :قال شيخ الإسلام : الحسنة الواحدة قد يقترن بها من الصدق واليقين ما يجعلها تكفر الكبائر. أنواع الصدق : قال ابن القيم : فالذي جاء بالصدق : هو من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله فالصدق : فى هذه الثلاثة : فالصدق في الأقوال :استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها . ( الكذب يهدي للفجور : هل تحب أن تُكتب عند الله كذابًا مثل : مسيلمة) .. والصدق في الأعمال :استواء الأفعال على الأمر والمُتابعة كاستواء الرأس على الجسد. ( فمن كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة) والصدق في الأحوال : استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق ، وبحسب كمال هذه الأمور وقيامها بها تكون صديقيته.ا.هـ( تعلم كيف يكون لك حال مع الله فاستمع لأول محاضرة في سلسلة " كونوا ربانيين " !!! فكيف تصدق ؟ (1)اشغل نفسك بما يُعنيك ودع عنك عيوب غيرك :قال سهل التستري: من تكلم فيما لا يعنيه حُرم الصدق . (2) لابد أن تكون بوجه واحد ، أنت أنت في السر كما في العلن .قال القشيري : أقل الصدق استواء السر والعلانية . (3) أن تقر للـه عز وجل بعيوب نفسك ، فهذا أنفع الصدق ( نحتاج لدفتر عيوب) . (4) الإسرار لله بالطاعات : فقد ذكروا من علامات الصدق : كتمان المصائب والطاعات جميعا وكراهة اطلاع الخلق على ذلك . ( كن كتومًا لا تفصح عن ضررك ولا عن قُرباتك لتصدق الله) .. مثال للتوضيح : كيف تكون صادقا في صلاتك: قال ابن القيم : مشهد الصدق والنصح وهو أن يُفرغ قلبه للـه فيها ، ويستفرغ جهده في إقباله فيها للـه ، وجمع قلبه عليها وإيقاعها على أحسن الوجوه وأكملها ظاهرا وباطنا فإنَّ الصلاة لها ظاهر وباطن. فتصلي صلاة مودع حقًا ، وتتعلم كيف يتصل قلبك بالله في صلاتك ( انتظر المحاضرة الثالثة " قلب متصل بالله " ) لطيفة في محاسبة دقيقة :قالت أم رابعة الشامية العابدة : أستغفر اللـه من قلة صدقي في قولي : أستغفر اللـه . اللهُمّ إنّي أستغفِرُكَ مِن كُلِّ ذنبٍ ، قدّمتُ إليكَ توبتي منه ، وأشهدتُك بذلكَ على نفسي ، فلمّا قصدني بكيدِه الشيطانُ ، ومالَ بي الخِذلانُ ، ودعتني نفسي إلى العصيانِ ، استترتُ حياءً مِن عبادِك ، وتجرّأتُ عليكَ بجهلي ، وأنا أعلمُ أنه لا يمنعني منكَ سِترٌ ولا بابٌ ، ولا يحجُبُ نظرَك حِجابٌ ، فخالفتُك إلى ما نهيتَني عنه ، فما كشفتَ عني السترَ ، فكأنّي من أوليائِك ، وكأنّي لا أزالُ لكَ مُطيعاً ، وإلى أمرِك مُسرعاً ، ومِن وعيدِكَ آمناً ، فلبّستُ على عبادِكَ ، وأنتَ أعلمُ بسريرتي ، وأسبغتَ عليّ النعمَ ، بحلمِكَ وفضلِك ، فلكَ الحمدُ يا مولاي فأسألُك يا الله .! كما سترتَ عليّ في الدنيا ألاّ تَفضحَني يومَ القيامةِ ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين .
كلنا لادم
من اجل صداقة للصداقة على مستوى العالم للحوار للنقاش للصداقة »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
55,845
ساحة النقاش