مشروع الاستعداد لرمضان 1432 / للشيخ هاني حلمي
" كونوا ربانيين "
شهر رمضان هو خير شهر ففى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" أظلكم شهركم هذا ،، بمحلوف رسول الله ما مر على المسلمين شهر هو خير لهم منه ، ولا يأتي على المُنافقين شهر شر لهم منه ؛ إن الله يكتب أجره وثوابه من قبل أن يدخل ، ويكتب وزره وشفاءه من قبل أن يدخل ؛ ذلك أن المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة ، ويعد فيه المنافق إغتياب المؤمنين واتباع عوراتهم ، فهو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفاجر" رواه أحمد ، والبيهقى ، عن أبي هريرة رضى الله عنه . وحسنه الألبانى فى صحيح الترغيب ..
وشهر رمضان شهر المغفرة لكل الذنوب ، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم :" مَن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنب " رواه البخاري ومسلم..
وشهر رمضان يتضاعف فيه الأجر ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم :"قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه ؛ تُفتح فيه أبوب الجنة ، و تُغلق فيه أبواب الجحيم ، و تُغل فيه الشياطين , فيه ليلة خير من ألف شهر , من حُرم خيرها فقد حُرم " ،، رواه أحمد و النسائى و البيهقى .
هذه بعض فضائل شهر رمضان ، فيا تُرى مَن سيفوز بهذه الكنوز ؟!! مَن سيعيش هذا العام أحلى رمضان في حياته ؟!! مَن منكم علِم أن رمضان فرصته للجنة ؟؟
إن أردتم كل ذلك وُجبَّ عليكم الاستعداد من الآن ، فلقد قال الله عز وجل : "وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً " ،، التوبة (46) ،،، فأين عُدتكم لشهر رمضان ؟؟!! ، أعلموا أن مَن كانت له بداية مُحرقة كانت له نهاية مُشرقة ...
و مشروعنا للاستعداد لرمضان هذا العام بعنوان " كونوا ربانيين " وقد اخترنا هذا الاسم ليكون مُواكبًا للاحداث التي تعيشها بلادنا وبلاد المسلمين ، لأنَّ مفهوم الربانية مفهوم عميق في الإسلام .
قال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ،، [ المائدة : 44]
فـ"الربانيون" هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا . ولذلك قال مجاهد : "وهم فوق الأحبار"، لأن الأحبارَ" هم العلماء، و "الرباني" الجامعُ إلى العلم والفقه ، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية ، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم .
ساحة النقاش