التعليم الإلكتروني.. بين الحداثة والتطوير

ذاع صيت التعليم الالكتروني بشكل كبير في الآونة الأخيرة ولم تخلُ المؤتمرات ولا الأبحاث ولا اوراق العمل عن الحديث عن التعليم الالكتروني كما ان وسائل الاعلام المسموعة والمرئية أعطت له مساحات واسعة لمناقشته والتعرف على تأثيره على الطلاب لما كان له من اهمية واهتمام كبير في الاونة الاخيرة تجعلنا نطرح سؤالا: هل التعليم في مدارسنا الكتروني ام لا؟. وللاجابة عن هذا السؤال لا بد ان نسأل انفسنا عدة اسئلة هل يتم تقديم المحتوى الكترونيا عبر الوسائط المعتمدة على الكمبيوتر وشبكته بشكل يسمح له بالتفاعل النشط مع المحتوى في اي مكان؟. هل يتم توظيف الوسائط المشار اليها والقوى البشرية القائمة عليها في ادارة هذا التعليم من حيث تقديم خدمات ومهام ادارية تتعلق بالقبول والتسجيل ومتابعة تقدم المتعلم دراسيا وادارة الاختبارات الكترونيا والحكم على نجاح هذا النوع من التعلم في ضوء معايير محددة ؟ اي هل التعليم الان يدرس الكترونيا ويدار الكترونيا؟ هل نستخدم مصادر التعلم؟ هل اصبح دور المعلم محددا؟ هل هناك تقييم الكتروني؟.
اعتقد ان الاجابة عن كل هذه الاسئلة قد لاتكون بالايجاب فالتعليم الان وفقا لدراسة استطلاعية اجريت على عينة من مدارس التعليم العام بمحافظة دمياط (جمهورية مصر العربية) لا يدرس الكترونيا بشكل كامل ولا يدار الكترونيا انما الحادث هو ان المعلم يقوم بشرح الدرس او المقرر الدراسي من خلال اساليب التعليم المعتادة (الشرح- المناقشة- والحوار - والتدريب والممارسة) ثم يتم الانتقال الى غرفة الحاسب باستخدام Over Head Projector ليقوم بعرض الدرس على الطلاب من خلال الكمبيوتر ويقوم المعلم بحل التمارين او اجراء عملية التقويم الكترونيا مع الطلاب ليتشاركوا معا في الحل.
ويلاحظ ان الذي يحدث هو تكامل بين التعليم التقليدي والتعليم الالكتروني ووفقا لذلك يمكن ان نطلق على صيغة التكامل هذه بالتعليم المدمج Blended Learning الذي يستخدم التعليم الالكتروني بكافة انواعه واشكاله ضمن التعليم التقليدى وبشكل متفاعل وتعد مرحلة انتقالية للتحول الكامل للتعليم الالكتروني والتي قد يستغرق وقتا طويلا نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها كثير من البلدان العربية التي تطبق نظام التعليم الالكتروني.