■■ بتحقيقه الثلاثية عقب إحراز كأس المانيا مساء أمس من أمام شتوتجارت ، يستحق بايرن ميونيخ بكل تأكيد لقب أحسن ناد في العالم في عام 2013 ، حيث أضاف هذا اللقب إلي لقبي البوندزليجا ودوري أبطال اوروبا ، وربما كان لديه فرصة أخرى لإضافة لقبين آخرين ،هما السوبر الاوروبي وكأس العالم للأندية .. ولا شك أن النادي الأعرق في المانيا ، حقق هذه الانتصارات بفضل عناصر عديدة أهمها جهود لاعبيه ونجومه الكبار ، وإدارته وجماهيره الكبيرة والامكانات الضخمة التي يمتلكها هذا النادي الذي يعتبر أحد أغنى أندية العالم ، ولكن يبقى مديره الفني الرائع يوب هاينكس صاحب الدور المميز في هذه الإنجازات، وربما لولا وجوده لم تكن قد تحققت وبهذا الشكل التاريخي لأول مرة في تاريخ الكرة الالمانية
■■ والغريب أن النادي الذي لم يحقق هذه الثلاثية من قبل، قرر مبكراً الإستغناء عن خدمات هاينكس القائد الملهم والمدير الفني صانع الانتصارات وبطل منظومة الانتصارات، بحجة انتهاء عقده ، وهي حجة ضعيفة وغير مقنعة لرجل لم يحقق سوى ندرة من المدربين إنجازه التاريخي، فهو أحد أربعة مدربين في التاريخ أحرزوا لقب دوري الأبطال مع ناديين مختلفين ، وهما ريال مدريد عام 1998 وبايرن ميونيخ ، وهو أحد خمسة مدربين في اوروبا يحرز الثنائية المحلية مع دوري الأبطال في موسم واحد ، كما حطم البايرن مع هاينكس العديد من الارقام القياسية هذا الموسم في البوندزليجا ومنها إحراز اللقب قبل 6 أسابيع من نهاية المسابقة ، والفوز باللقب برقم قياسي من النقاط وعددها 91 نقطة من أصل 102 ، حيث لم يخسر سوى مباراة واحدة وتعادل في 4 مباريات.
■■ وأستغرب من كل ردود الفعل الالمانية من النجوم القدامي والخبراء والجماهير والاعلام الرياضي ، والتي أجمعت على الإشادة بإنجازات هاينكس ، إلا أن أحداً لم ينتقد قرار إدارة النادي ، بعدم تجديد عقد الجنرال هاينكس ، واللجوء للمدرب الاسباني الشهير جوارديولا ، وبالطبع جوارديولا مدرب عالمي كبير وصاحب إنجازات تاريخية مع برشلونة ، ولكن هذا لا يمنع من انتقادي شخصياً لقرار إدارة البايرن بالإستغناء عن خدمات مدربهم التاريخي في الوقت الذي كان لابد عليهم أن يسعوا لإبقاءه وتكريمه بتمثال برونزي في مدخل النادي .
■■ والواقع أن إنجازات هاينكس ، ستبقى عاملا كبيرا للضغط على جوارديولا ، طوال الوقت ، وإذا فشل في الاحتفظ بهذه الالقاب ، فإن الجماهير ستعتبره فاشلا، وأعتقد أن جوارديولا ، محظوظ رغم ذلك ، لأنه إستلم فريقا رائعا متكاملاً بنجومه وعناصره في كل الخطوط وبلا أي نقاط ضعف او لاعبين على وشك الاعتزال ، ومع ذلك بدأ على الفور في إضافة المزيد من أبرز نجوم الأندية الأخرى، وهو سيلعب مباشرة على لقبين عالميين سهلين وهما كأس السوبر الاوروبي من مباراة واحدة ، وكأس العالم للاندية من مباراتين .
■■ أخيراً ربما كان الجنرال هاينكس يفكر في الاعتزال، وهو الذي كان قد أعلن ذلك من قبل ، ولكنه في الاسابيع الاخيرة لم يتكلم عن خطوته القادمة ، وقد رشحته شائعات وتصريحات للعودة إلى ريال مدريد الذي ودع مورينيو بالأمس ، ولن أستغرب إذا عاد هاينكس إلى الريال بحثاُ عن مغامرة جديدة ، بعد أن أشاح عنه ناديه العريق بوجهه بعد أن حقق له أفضل إنجازات في أعظم موسم في تاريخه .