جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
■■ حرص مورينيو على أن يعانق ويقبل التركي فاتح تيريم مدرب جالطة سراي عقب المباراة في دفء وود ظاهر، وكأنه يشكر المدرب التركي مرتين ، الأولى على تسهيل مهمته في مباراة الذهاب بسانتياجو برنابيو التى فاز بها الريال مستريحاً بثلاثة أهداف كان يمكن أن ترتفع إلى خمسة، والثانية يشكره على جعل مهمته في مباراة الإياب أكثر سهولة رغم التوقعات التي كانت تشير إلى أنها مباراة عصيبة لأي فريق !
■■ لعب ريال مدريد واحدة من أذكى وأهدأ مبارياته الأوروبية ، وفاز على جالطة سراي التركي بسهولة، لأن مورينيو تعامل بإحترام وجدية مع منافسه التركي ، وأحسن تقدير الفريق بلاعبيه المعروفين بمستوياتهم وخبراتهم ، ولم يجد من العيب أن يتراجع في نصف ملعبه عندما يفقد الكرة ، حتى يستردها ويشن هجماته المنظمة أو المرتدة التي كشف فيها المرمى التركي مراراً ، وتمسك بطريقته المعتمدة على رأس حربة واحد وخلفه ثلاثة لاعبين بنزعات هجومية، ثم قلبي دفاع الوسط شديدي البأس تشابي الونسو وسامي خضيرة، وخط دفاع ملتزم ، مما أدى إلى تماسك الفريق وتأمين المرمى ..أما المهام الهجومية ، فقد شارك في نجاحها عملية الخداع وإغراء مدرب جالطة باللجوء إليها ، ليشرب المقلب ، فيندفع للهجوم ويفتح ثغرات في مناطق دفاعه ، ليفاجأ بهجمات مرتدة صاعقة جاء منها ثلاثة اهداف وضاع مثلها، في ظل منظومة هجومية قادها النجم كريستيانو رونالدو ، الذي لعب "بمزاج" وإستمتاع وبلا توتر ، فسجل هدفاً جميلاً ومرر، وسدد ، وجرى وتحرك وأضاع دون أن يتعصب .
■■ ولا أدري لماذا لم يحسن فاتح تيريم تقدير وإحترام فريق عملاق مثل الريال بنجومه الكبار وعلى ملعبه ، فيواجهه بلا تحفظ وبلا عمق دفاعي كاف ولا مراقبة وخطط دفاعية خاصة لإيقاف خطورة نجوم سوبر بحجم كريستيانو وبنزيمه وودي ماريا واوزيل.. والغريب أن يلجأ تيريم للعب بثلاثة مهاجمين منهم رأسي حربة صريحين هما يلمظ ودروجبا وخلفهما شنايدر ، ويخلي منطقة الوسط ليسيطر عليها الريال ويفرض الإيقاع الذي يريده معظم الوقت ، دون مبالغة في الاستحواذ الذي كانت نسبته افضل قليلاً للاتراك .
■■ نجح مورينيو وفاز بالثلاثة ، لأنه احترم منافسه ونجوماً مثل دروجبا ويلمظ وشنايدر وميلو والتينتوب وإيبويه ورييرا ، وعمل حساباً للقاء الإياب الصعب في اسطنبول ، فكان الزاد ثلاثة أهداف ومعنويات عالية وأعصاب هادئة، ليقترب كثيراً جداً من المربع الذهبي لدوري أبطال اوروبا ، ويصبح الفريق الملكي صاحب أكثر الاحتمالات للتأهل من بين الفرق الثمانية في هذا الدور.
■■ وخسر فاتح تيريم بالثلاثة ، لأنه لم يحسن تقدير الأمور في السانتياجو برنابيو ، ولم يحترم الريال بالشكل الكافي، ولم يقدر نجوم الريال المرعبين من عينة كريستيانو واوزيل وبن زيمه وهيجواين ودي ماريا وخضيرة والونسو وغيرهم، فدفع الثمن، وتراجعت أسهمه ليصبح صاحب أقل الفرص في الفرق الثمانية للعبور للدور قبل النهائي..وأصطحب معه من مدريد كابوساً يأمل في التخلص منه في اسطنبول ولو بحلم رومانسي بعيد المنال!