علم الأنثروبولوجيا ...(علم الانسان)...
هذا الكائن ..الذى دائما هو مصدر التساؤلات ...و الدراسات...و التكهنات عن اصوله و جذوره..
و الذى خصه الله بسورة باسمه ألا وهى "سورة الانسان"
و الذى انزل الله سبحانه و تعالى فيه كثير من الآيات تحمل كثير و كثير من الصفات...و أنزل له أيضا كتابه الكريم ليخلق منه الانسان الكامل..
و حمل الامانة التى رفضت السماوات و الأرض حملها...
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب
هذا الانسان..كان دائما و لا يزال موضع تأمل و دراسة,من قبل كثير من العلوم الطبيعية و الانسانية على حد سواء.
فقد انتبه الانسان الى الفروق القائمة بين الجنس البشرى...,فشده هذا لمعرفة الطبيعة البشرية,و قاده الى دراسة و تفسير الاختلافات فى الملامح الجسمية ,و لون البشرة و العادات و التقاليد ,و الديانات و الفنون و غير ذلك من مظاهر الحياة.
و من هنا تبلورت فكرة نشأة فرع جديد من فروع المعرفة اصطلح على تسميته "بالأنثروبولوجيا".
و من هنا يأتى التساؤل..ماهى الأنثروبولوجيا؟و ماهو موضوعها؟
فى حقيقة الأمر ..و كعادة العلماء..فان التعريفات تختلف من عالم لآخر..و نبدأ بتعريف الباحثة الأمريكية "مارجريت ميدM.Mead (19.01-1079
تقول:"نحن نصف الخصائص الانسانية,و البيولوجية,و الثقافية المحلية,كأنساق مترابطة و متغيرة ,و ذلك عن طريق نماذج و مقاييس و مناهج متطورة.كما نهتم بوصف و تحليل النظم الاجتماعية و التكنولوجيا ,و نعنى أيضا ببحث الآدراك العقلى للانسان,و ابتكاراته و معتقداته ووسائل اتصاله.و بصفة عامة ,فنحن الآنثروبولوجيون نسعى لربط و تفسير نتائج دراساساتنا فى اطار نظريات التطور ,او مفهوم الوحدة النفسية المشتركة بين البشر.
ان التخصصات الأنثروبولوجية التى تتضارب مع بعضها ,هى ذاتها مبعث الحركة و التطور فى هذا العلم الجديد ,و هى التى تثير الأنتباه,و تعمل على الابداع و التجديد,هذا و تجدر الاشارة الى أن جزءا لابأس به من عمل الأنثروبولوجيين يوجه نحو القضايا العملية فى مجالات الصحة و الادارة و التنمية الاقتصادية و مجالات الحياة الأخرى".
و هنا نرى أن الانثروبولوجيين الامريكيين يهتموا بدراسة الانسان من الناحيتين العضوية و الثقافية على حد سواء.
و الأنثروبولوجيا الفيزيقيةPhysical Anthropology
تشير الى الجانب العضوى أو الحيوى من وجهة نظرهم ..بينما مصطلح الأنثروبولوجيا الثقافيةCultural Anthropology
يعنى مجموع التخصصات التى تدرس النواحى الأجتماعية و الثقافية لحياة الانسان..يدخل فى ذلك الدراسات التى تتعلق بحياة الانسان القديم(او حضارات ماقبل التاريخ),و التى يشار اليها بعلم الاركيولوجياArcheology
تتناول الانثروبولوجيا الثقافية كذلك دراسة لغات الشعوب البدائية ,و اللهجات المحلية ,و التأثيرات المتبادلة بين اللغة و الثقافة بصفة عامة..و ذلك فيما يعرف بعلم اللغوياتLinguistics
و يوجد مجالان دراسيان آخران ذوا أهمية كبيرةو هما الأثنولوجياو الاثنوجرافياEthnology &Ethnography
بالرغم من التداخل بين المصطلحين ,الا ان مصطلح الاثنوجرافيا تعنى:
الدراسة الوصفية لاسلوب الحياة و مجموعة التقاليد ,و العادات و القيم ,و الادوات و الفنون ,و المأثورات الشعبية لدى جماعة معينة ,او مجتمع معين ,خلال فترة زمنية محددة.
أما الاثنوجرافيا ,فتهتم بالدراسة التحليلية ,و المقارنة للمادة الاثنوجرافية ,بهدف الوصول الى تصورات او تعميمات بصدد مختلف النظم الاجتماعية الانسانية ,من حيث اصولها و تنوعها ...
و بهذا تشكل المادة الاثنوجرافية قاعدة أساسية لعمل الباحث الأنثروبولوجى,فالاثنوجراف��ا و الاثنولوجيا مرتبطتان اذن و تكمل الواحدة الأخرى.
و دعونا نتوقف هنا لنعود مرة أخرى مع رأى الآوروبيين فى الأنثروبولجيا..
و كذلك نلقى الضوء على من يعتبرا العلماء ..أول أنثروبولوجى فى العالم..
و نرى حظ العرب و المسلمون من هذا العلم الذى يرتبط بالانسان و ارتباطا وثيقا...
المصدر: أمين
جميع الحقوق محفوظة لجميع الطلبة - أمين -