يتردد كثيرا في الاونة الاخيرة مصطلح (السينما الرقمية)، وهذا الاسم يثير الكثير من الجدل ليس فقط في كونه يمثل النقلة النوعية الأولى التي ستحصل في تاريخ السينما بشأن كاميرات التصوير فحسب، بل في كونه يهدد هيمنة هوليوود ويعلن أن السينما ستكون ملكاً وحقاً للجميع. تعرضت كاميرات التصوير السينمائية خلال مسيرة السينما للكثير من التطورات لكنها لم تكن تغييرات جذرية، ومن المثير للغرابة، أن هذه الثورة الرقمية الهائلة التي نعيشها، والتي توغلت في منزل كل إنسان معاصر، لا يبدو أنها أثرت في كاميرات التصوير السينمائية أبداً، فالعمل ما زال يجري على الطريقة القديمة المكلفة جداً.. نحن في حياتنا اليومية نشاهد مئات المحطات على التلفاز التي تأتي بواسطة أجهزة (رقمية)، وأصبحنا نشاهد الأفلام (رقمياً) بواسطة الأقراص المدمجة العادية (VCD) أو الرقمية (DVD)، ونتناقل الصور والأفلام بين أجهزة الجوال (رقمياً).. ولكن لماذا لم تنتشر السينما الرقمية؟. مميزات السينما الرقمية ولكن ما هي السينما الرقمية؟ إنها ببساطة تقنية جديدة في التسجيل والعرض، تتمثل في التعامل مع الصور بمبدأ الصفر والواحد (البت والبايت) أي التعامل مع الصور على أنها إشارات كهربائية ثنائية (رقمية) بدلاً من طبعها وتحميضها كيميائياً على ورق حساس.. تماماً كما نلتقط الصور والأفلام في أجهزة الكمبيوتر أو الجوال، إذ لا يوجد شريط، بل لا توجد صورة ملموسة أصلاً، ولكننا نراها ونتناقلها.. هذا ما يحدث مع السينما الرقمية، فالكاميرا الرقمية تصور وتخزن المعلومات في ذاكرة إلكترونية موجودة بداخلها بكل هدوء بدلاً من ضجيج البكرات المزعج، وحالما ينتهي التصوير ببساطة يمكن للمصور سحب المعلومات ونقلها إلى جهاز كمبيوتر عادي ثم العبث بها وتحريرها كما يشاء.. دون وجود أي شريط في كامل العملية الإنتاجية.. وهنا تظهر نقطة قد لا ينتبه لها الكثيرون: تطبيق السينما الرقمية سوف يعيد تعريف السينما من الأصل في القواميس، وسيغير تعريف الكثير من المصطلحات المتعلقة بالكاميرا أو بعمليات صنع الفيلم.. فالفيلم المتحرك لن يعود مجموعة من الصور المتتابعة المطبوعة على شريط من مقاس معين، الفيلم سيصبح مجموعة أرقام ثنائية.. المونتاج لن يكون في أجهزة ضخمة خاصة بالمونتاج بل في جهاز كمبيوتر عادي.. على أية حال، هذه التقنية في التعامل مع الصور والأجسام المتمثلة في السينما الرقمية، تسمح للمخرجين بالكثير من المميزات، وتؤدي إلى طرق مختصرة كثيرة في الصناعة السينمائية.. والأهم أنها رخيصة جداً بل تكاد تعتبر بالمجان مقارنة بالكاميرات التقليدية وشرائطها باهظة الثمن.. كما أن إحدى أهم المميزات هي أنه مهما تم عرض الفيلم الرقمي ومهما تم نسخه فإن سيل المعلومات ينتقل تماماً كما هو في النسخة الأصل، ما دام القرص الرقمي سليماً في الأساس، بعكس لفافات الأشرطة الحساسة جداً والتي ينبغي التعامل معها بحذر، إلى جانب أن تكرار عرضها أو نسخها أو تعرضها للغبار أو الحرارة أو المجال المغناطيسي يعرضها لخطر كبير يمكن أن يتسبب في إتلافها. الجودة في السينما الرقمية والتقليدية فيما يتعلق بصنع الأفلام رقمياً، فإنك - ببساطة - تستطيع أن تصنع فيلماً رقمياً بشرط أن تمتلك ثلاثة أشياء، كاميرا فيديو رقمية تكون مزودة بسلك USB مع كمبيوتر شخصي مع برنامج تحرير فيديو من البرامج المعروفة مثل (Premiere).. لكن أول تساؤل سيخطر على ذهنك هو: هل سيكون الفيلم الذي أصوره بالجودة التي نراها في أفلام هوليوود؟.. والإجابة ستكون قطعاً لا.. أي شخص عادي سيلاحظ أن الفيلم المصور بكاميرا فيديو مثل هذه يختلف تماماً عن ذلك المصور بكاميرا سينمائية، وأنه يشبه تصوير الكاميرات المنزلية العادية ولا يختلف عن صورة البرامج التلفزيونية.. والأسباب لهذا الاختلاف كثيرة أهمها الألوان، كاميرات الفيديو الرقمية الرخيصة تختلف في تعاملها مع عمق الألوان وتركيزها ومجالها عن الكاميرات السينمائية.. كما أن هنالك سبباً مهماً قد لا يعلمه الكثيرون ألا وهو أن كاميرا الفيديو تسجل بمعدل أسرع من الكاميرا السينمائية، إذ يبلغ معدل سرعة التسجيل 30 كادراً في الثانية. وفي النهاية يبقى الجمهور هو الحكم، تم إجراء استفتاء في العام الماضي في أمريكا وتبين بأن النسبة الغالبية صوتوا بأنهم يفضلون السينما الرقمية.. ولكن متى ستدخل السينما حيز التطبيق؟. بقلم : سعيد الحسنية المصدر: مجلة الجزيرة تصدر كل ثلاثاء عن صحيفة الجزيرة العدد224
قانيت محمد أمين
قانيت محمد أمين أستاذ و باحث في مجال الفنون المرئية يرحب بجميع الأساتذة و طلبة الفنون »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
105,555
بسم الله الرحمان الرحيم
سألني أحدهم ... كاش جديد ....
فقلت له الجديد أننا ...
على قيد الحياة
فقلت له الجديد أننا ...
على قيد الحياة