الترمس.. دواء أقرب منه للغذاء
يقتل الديدان وينقي البشرة ويسكن آلام المفاصل



الترمس نبات بقلي مشهور كثيراً، وهو من
الفصيلة القرنية، ينبت برياً وبستانياً، ويكثر في لبنان ومصر وسوريا، بشكل بري وبستاني، ولكنه لا يزرع على نطاق واسع، وكثيرا ما يزرعه الفلاحون لتقديم عشبته طعاماً للأبقار والخيول والخراف، ولبيع حبوبه التي تشبه حبوب الحمص في لونها ولكنه مفرطح الشكل. ومن مواده الفعالة: البروتين بنسبة 30%، كما يحتوي على مادة “الليسيتين” وهي مادة مكونة من الكالسيوم والفوسفور، ولذا فهو مقو جيد للأعصاب ومنبه للقلب. كما يحتوي على قلويدات، وهي مواد لها تأثيرها السام إذا أكل قبل ان تذهب مرارته وسميته. وفيه أملاح معدنية وغير ذلك.



* الترمس في الطب القديم

يقول الملك التركماني في “المعتمد
”: الترمس حب مفرطح الشكل، مر الطعم، منقور الوسط، والبري منه أصغر، وهو أقوى. والترمس الى الدواء أقرب منه الى الغذاء، وأجود الحديث الأبيض الكبار الرزين. يؤكل بعد ان يسلق وينقع بالماء أياماً كثيرة حتى تخرج مرارته، وغذاؤه يولد خلطاً غليظاً. وأما على سبيل الدواء فالمر يجلو ويحلل، وأيضاً يقتل الديدان إذا وضع من خارج، وكذلك إذا لعق مع العسل، او شرب مع الخل الممزوج، والماء الذي يطبخ فيه الترمس يقتل الديدان، وإذا صب من خارج نفع البهق والسعفة، أعني بالسعفة بثوراً صغاراً تكون في الرأس، وينفع من الجرب والقروح الخبيثة، ويدر الطمث. ودقيق الترمس ينقي البشرة وآثار الضرب، وينفع استعمال رطل من ماء طبيخه من البرص. والترمس الذي فيه مرارة يجلو ويحلل ويزيل الكلف، والقروح، والبثور في الوجه. ودقيقه مع دقيق الشعير ينفع أوجاع الخراجات، ويضمد به لعرق النَّسا، ويفتح سدد الطحال والكبد، خصوصاً إذا طبخ بخل وعسل وسذاب، وقدر ما يؤخذ منه ثلاثة دراهم.

وقال ابن
البيطار في “الجامع لمفردات الأدوية والأغذية”: يقتل الديدان إذا لعق مع العسل. ودقيقه مطبوخاً بالخل يضمد به فيسكن أوجاع المفاصل الباردة كلها، وإذا أخذت حفنة من الترمس وطحنت جريشاً ثم نزعت قشرته، وجعل في قدر وطبخ بما يغمره من الحليب حتى ينشف الحليب ثم يلقى عليه مثله من السمن البقري ويطبخ حتى يعقد ليستعمل بشكل ضمادات تسهل المرة الصفراء والمرة السوداء والخام اللزج (البلغم).. فإذا أردت اسهال الصفراء ضمدت به حاراً أرنبة الأنف فيسهل الصفراء، وإذا أردت السوداء ضمدت به على الفؤاد (أعلى المعدة)، وان أردت الخام ضمدت به ما بين الوركين، فإذا فعل وأردت قطعه أزلت الضمادة، ومسحت مكانها بماء بارد، وهذا من أسرار الطب المكتومة توصف للأطفال والشيوخ الذين لا يحتملون الدواء المسهل، وهو مجرب صحيح.

ومما ذكره الانطاكي في “التذكرة” قوله: ترمس
: ماؤه مع الحنظل يقتل البراغيث والبق، مجرب، وغسل الوجه بطبيخه يحمر اللون وينقي الأوساخ، ويصلح الشعر، ومن تناول منه صباحاً ومساء أحد البصر وجلا البخار وقطع الصداع العتيق وأمَّن من نزول الماء، ومع العسل يذهب ضيق النفس والسعال المزمن وسدد الطحال والمثانة والحصا، وينفع من الاستسقاء ولو ضماداً.



* الترمس في الطب الشعبي الحديث

اضافة الى ما ذكر من مواده
الفعالة التي اكتشفها الطب الحديث، فإنه لم يخالف ما ورد في الطب القديم من فوائد الترمس العلاجية.

وهو بالإضافة الى ذلك وصف بأنه مقو
جيد للأعصاب، ومنبه للقلب، مدر للبول، مضاد لبعض الأمراض الجلدية كالأكزيما والصدفية، ويساعد على تخفيض السكر لدى المرضى، ويساعد في تفريج الامساك والتخلص من الديدان.

ويقال انه أجريت مؤخراً أبحاث طبية تهدف الى
استخراج علاج من الترمس لمرض الصدفية، وقد أعطت هذه الأبحاث نتائج ايجابية للغاية، وأصبح الترمس أملاً جديداً لمرضى الصدفية.

كما وجد
أيضاً ان الترمس من أغنى الحبوب بالألياف، وهذا ما يجعله من الأغذية المناسبة لمريض السكر، خاصة ان هذه الألياف تبطئ من امتصاص الجسم للجلوكوز (السكر البسيط) الناتج عن تحلل النشويات والسكريات مما يقاوم حدوث ارتفاع بمستوى السكر بالدم، كما وجد ان هذه الألياف، والتي تتوافر في الحبوب عامة، تقاوم كذلك ارتفاع مستوى الكولسترول، وتقاوم حدوث الامساك، وتحمي من الاصابة بسرطان الأمعاء الغليظة.



* من الفوائد والاستخدامات العلاجية

للتخلص من الامساك
والغازات، ولتنشيط الجسم وشد أعصابه المتراخية: تؤخذ حبة واحدة من الترمس غير المنقوع بعد طحنها مع قليل من الماء. (يمكن وضعها بكبسولة دوائية).

ثبت من الأبحاث الحديثة ان الترمس المر يشبه
“السبارتئين” في تأثيره، أي انه يقوي القلب، ويدر البول، ويقضي على الديدان. ولتنبيه القلب يؤخذ لأكثر من اسبوعين بمقدار حبتين صباحاً ومساء.

لإدرار البول وخفض مستوى السكر والكولسترول،
وطرد الديدان، وتحسين الهضم، وبعث النشاط، يغلى مقدار عشرين جراماً من بذور الترمس في لتر ماء لمدة عشرين دقيقة ويستحلب المغلي لمدة عشرين دقيقة أيضاً، ثم يشرب منه مقدار فنجان قهوة ثلاث مرات في اليوم.

مغلي الترمس
يستخدم حقنة شرجية للقضاء على الديدان، او تدلك به الأيدي والجسم للتخلص من الجرب والأكزيما والحزازة، وللقضاء على جرب الحيوانات.

دهن
الترمس خير علاج للأكزيما المستعصية، حيث يدهن منه ثلاث مرات في اليوم. فكيف نحصل على هذا الدهن؟ ضع قبضة من بذور الترمس في وعاء مقفل على نار هادئة، وانتظر حتى تتحمص البذور وتحترق كالقهوة. افتح الوعاء وخذ ما علق على جوانبه من زيت وكربون أسود وادهن مواضع الأكزيما.

لتحلية الترمس وجعله صالحاً
للأكل او مقبولاً يغلى بالماء طوال ثلاث او اربع ساعات ثم ينقع بعد ذلك لمدة يومين او ثلاثة، على ان يتم تبديل الماء يومياً. وعندما تذهب مرارته يرش عليه الملح حسب الرغبة والحالة الصحية ويؤكل.

يصفه العطار الزيتوني في
مدينة حلب بسوريا في مكافحة سلس البول.



منقول

والكاتب للموضوع
الأصلى

أكرم جميل قُنبس

المصدر: اكرم جميل قنبس
areegali

اذكر وقوفك بين يدى الله

  • Currently 231/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
75 تصويتات / 1113 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2009 بواسطة areegali

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

100,946