ان اقل ما يوصف به الساحر اوباما انه خطيب بارع يتميز بالواقعيه يعلم جيدا قدر نفسه


بغض النظر عن اختيار القاهره منبرا لالقاء خطابه الموجه للعالم الاسلامى والغربى بصفه عامه والعربى بصفه خاصه
ومدلول ذلك خلال زيارته القصيره الى القاهره

فان اوباما اثبت بالفعل انه الرجل الذى يؤمن بالتغيير نحو عالم افضل الذى كان قد دعى اليه من قبل ان يتولى رئاسه البيت الابيض


هذا الرجل الذى استهل خطابه بالحديث بصوره ايجابيه للغايه عن الاسلام موضحا تأثيره على الحضاره الغربيه ومستشهدا بالايات القرانيه بطريقه تساعده فى تقليص الفجوه بين الاسلام والغرب التى اتسعت بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر

وان اهم ما اشار اليه اوباما من وجهه نظرى ويعنينى كثيرا قوله "بان المسلمين جزء من امريكا "

وانا اقول بان المسيحين جزء لا يتجزءا من العالم العربى لو كره الكارهون منهم او منا

فهم زملائى بالعمل وجيرانى وابناء وطنى الاصغر الذى يتميز بطابع خاص جدا والذى نحمل جميعا جنسيته ولواء الدفاع عنه ضدد اى معتدى ,معا فى السراء والضراء دون تفرقه رغما عن انف المتطرفون

وحسنا فعل اوباما ان استخدم لفظ متطرفون فى خطابه كبديل للفظ ارهابيون ووعده بملاحقاتهم اينما كانوا

ففلظ المتطرفون اعم واشمل ويدل على رؤيا جديده حيث ان المتطرف الذى يسفك الدماء ويقتل الابرياء لا يرتبط باصل او دين ما وان المتطرف يخص نفسه ولا يخص ممن تربطهم به دين او عرق او اصل

وهى استراتيجيه جديده يتبناها اوباما سيكون لها بالغ الاثر مستقبلا على العلاقات الاسلاميه الامريكيه

ان احترام الحريات بصفه عامه وحريه الاقليات بصفه خاصه شىء اؤمن به اشد الايمان ولكم ازاد اعجابى بهذا الرجل عندما اكد انه ينهاض فرض زى او هيئه معينه لنساء المسلمين الذين يعدون اقليه فى امريكا والغرب

فالتسامح وحريه العقيده ثقافه معدومه عند الكثيرين لاننا فى الغالب متشبعون بثقافه الاختلاف والخلاف نبحث دوما عن اسباب الكراهيه والفرقه حتى بين ابناء الوطن الواحد
الدين الواحد او الطائفه والمله الواحده

افتقدنا وفقدنا احترام بعضنا البعض ففقدنا احترام الناس

ورغم اعجابى الشديد بخطاب اوباما وتأيديى لكل ما ذكره من خطوط عامه الا اننى شعرت بغصه فى قلبى وهو يتحدث عن العلاقه الامريكيه الاسرائليه انها علاقه غير قابله للكسر وحديثه عن الهولوكست

ووجدت ان اوباما ناقض نفسه تناقض شديد عندما وصل الى هذه النقطه

فاسرائيل ضدد الانسانيه وضدد التسامح وضدد اى سلام عادل

فهى تسفك الدماء وتقتل الابرياء وتستبيح الاعراض وتغتصب الحقوق

ولكننى احترمت صراحته الرجل وواقعيته الشديده

فامريكا الدوله العظمى والقطب الاوحد دوله مؤسسات والقرار فيها ليس من صنع رجل واحد حتى وان كان هذا الرجل هو من يجلس على عرش البيت الابيض

وان كان للوبى اليهودى تأثيرا قويا قى القرار الامريكى فأين تأثير العرب والملسمين فى صناعه نفس القرار بما يخدم مصالح العرب والمسلمين ؟

علينا ان نستغل فرصه وجود رجل بافكار اوباما فى سده الحكم جيدا ولا نفوتها على انفسنا لانها قد لا تتكرر مع غيره

فى محاوله لفرض الشخصيه العربيه والاسلاميه على المجتمع الامريكى لمعادله التواجد اليهودى

وحتى مع الذين يفترضون سوء النيه فى اوباما وان خطابه غير جدى او مُجدى

فما الذى يضيرنا ان نحاول احراجه مثل ما احرجنا بمبادرته مستخدمين نفس لباقته واسلوبه الدبلوماسى الذكى

ان اول رد فعل لحماس كان غير واضح المعالم ومبهم عن طريق السيد محمد نزال عضو المكتب السياسى بحركه حماس من سوريا

فالرجل تخبط فى كلماته طوال خمسه عشر دقيقه لا يدرى ماذا يقول ؟

فى دليل واضح على ان حركه المقاومه قرارها ليس بيدها وانها تفتقد لكثير من الدبلوماسيه والذكاء فى الحوار

ان عدم اتفاق الاخوه فى فلسطين فى اللقاء القادم والحاسم سيهدم اى دعم لقيام دوله فلسطينيه وسيكون فى الاخير فى صالح اسرائيل وحدها

وكما نحسب لاوباما دعمه لقيام دوله فلسطينيه ورفع الحصار المفروض على فلسطين يُعاب عليه عدم اثاره كينونه القدس

وهذا ما يجعل البعض لا يفرط فى التفاؤل ...ولكن علينا ان نحاول

ونبدأ من الداخل حتى نصل لفرض اردتنا فى الخارج وعلينا بالتكاتف لنصل الى ما نرجوه

ولكى يظهر لنا موقف موحد نجبر الغرب على احترامه ودعمه

تطرق اوباما فى خطابه الى ايران النوويه وتجاهل اسرائيل كما تناول حقوق الانسان والمرأه

ولكن ليس علينا ان نقبل بكل ما جاء به اوباما ولا يتفق مع شريعتنا او عروبتنا

فالرجل لديه مصالحه التى يسعى اليها كرئيس للولايات المتحده الامريكيه ونحن لدينا مصالحنا الخاصه التى يجب ان نسعى الى تحقيقها

يبقى فقط الوسيله والاسلوب والذكاء فى القبول او الرفض وطريقه العرض ودعمها بكل الوسائل الممكنه

يطول الحديث حول خطاب اوباما ولا ينتهى ولكن سنكتفى بهذا القدر


  • Currently 111/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 575 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2009 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,175,779