إن شهر رمضان المعظم هو المنحة المفضلة التي من الله بها علي عباده المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه كي يتقربوا إليه بالأعمال الصالحة لينالوا عظيم الأجر والثواب وتتألف قلوبهم وتصفو نفوسهم في هذا الشهر المبارك الذي تتضاعف فيه الحسنات‏.‏ ولقد أكد ذلك المولي سبحانه وتعالي في حديثه القدسي الشريف فقال كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به لأن الصوم من أسمي العبادات وأفضلها وهو سربين العبد وربه لما في الصوم من صفاء في النفوس وطهارة في القلوب العامرة بالإيمان‏.‏

فأول هذا الشهر المبارك رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار فما أعظم ولا أفضل من هذا الجزاء في هذا الشهر المعظم الذي له في نفوسنا جميعا أعظم الأثر الخالد وأجمل الذكريات الدينية المباركة علي مر الأيام‏.‏ ورغم ذلك كله فإننا نري أن البعض من المسلمين قد غفلوا تماما عن هذا الشهر واعتبروه كسائر الأيام ولا يقيمون له وزنا مطلقا فلا يصومون هذا الشهر ويفطرون عمدا في نهار رمضان ودون حياء ولا مبالاة لأنهم خرجوا عن تعاليم الدين الحنيف وأضلهم الشيطان فهم في غفلة ساهون والادهي والأمر من ذلك هو التباهي بأنهم مفطرون عمدا وينفثون دخان السجائر في وجوه الصائمين في جميع وسائل المواصلات العامة ودون أدني حياء‏.‏

حقا إنها لمناظر مؤسفة ومحزنة في هذا الوقت وذلك الشهر المبارك شهر الخيرات والبركات شهر البر والاحسان شهر اليتامي والمساكين شهر تتفتح فيه أبواب السماء لتقبل الدعاء من المسلمين الصادقين الذين طهرت قلوبهم وصفت نفوسهم وتزودوا من التقوي قال تعالي في كتابه العزيز‏:‏ وتزودوا فإن خير الزاد التقوي واتقون يا أولي الألباب ونحن نتساءل إلي متي ستظل تلك الظاهرة سائدة حتي الآن في مجتمعنا المصري وأين قانون عدم الإفطار الذي ناقشه مجلس الشعب منذ ثلاثين عاما مضت وأصبح في طي النسيان

ولا شك أن قانون عدم الإفطار ساري العمل به في العديد من الدول العربية الشقيقة والإسلامية الصديقة وبكل صراحة ووضوح لماذا لا نكون نحن في المقدمة ويطبق هذا القانون وذلك للحفاظ علي المناسبات الدينية وقدسيتها ومهماتها وخاصة في هذا الشهر المبارك‏.‏ والحمدلله فقد انبثق نور العلم والايمان من أزهرنا الشريف منذ أكثر من الف عام إلي جميع الدول الاسلامية في مشارق الأرض ومغاربها‏.‏ فيا أيها المسئولون عن إصدار القوانين واللوائح الدينية المهمة‏.‏ إن أمانه الدعوة في أعناقكم فيجب أن تصدرورا هذا القانون وهو عدم الافطار في شهر رمضان كي يرتدع هؤلاء الخارجون عن الدين والذين لاخلاق لهم لتكون لهذا الشهر المبارك قدسيته وهيبته وعظمته وكل عام والأمة الأسلامية المجيدة في خير وسلام‏.‏