authentication required

رسالة إلي شباب مصر
انتهي عصر الوظيفة "الميري".. والمخرج في العمل الحر وبالمنشآت غير الحكومية



في حياة كل منا أحلام وطموحات.. يسعي البعض لتحقيقها والبعض الآخر يرضي بما قدر الله له ويحتفظ بأحلامه في الخيال..

من هذا المنطلق تتحدد رؤية كل شاب أو فتاة لمستقبله العملي.. فمعظم الشباب يحلم بأن يكون ذلك الرجل الانيق ذا النفوذ والمال والجاه. صاحب الشركات وأفراد الحراسة والسكرتيرة الحسناء أما الفتاة فتحلم بأن تصبح من سيدات الاعمال صاحبة المصانع وصاحبة الكلمة العليا.. تأمر فتطاع سواء من الرجال أو من النساء.
ورغم تلك الاحلام مازال الآلاف من الخريجين الشباب ينتظرون الوظيفة الحكومية مقدمة لهم علي طبق من فضة بمرتب لا يكفي شراء العيش عملا بالمثل الشعبي "ان فاتك الميري....

مفاجأة مثيرة

مؤخرا فجرت السيدة عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة مفاجأة عندما اكدت ان مصر تعاني من البطالة المزمنة حيث توجد بها 600 الف فرصة عمل في القطاع الخاص وانها نجحت فقط في شغل 120 الفاً منها.. أوضحت الوزيرة ان مشكلة شغل هذه الوظائف كانت ليس انخفاض أجورها بل انها فرص عمل في القطاع الخاص بينما يريد الشباب العمل في الحكومة.

أظهرت دراسات أجرتها جهات حكومية أن عدداً كبيراً من الشباب يفضل العمل في الحكومة لما قد توفره الوظيفة من أمان فالوظيفة الميري بالرغم من انخفاض مرتباتها الا انها تتضمن ساعات عمل محددة واجازات موزعة علي مدار السنة سواء الدينية أو القومية او السنوية وغيرها كما ان العمل في الحكومة يكفل للموظف نوعا من الضمان الاجتماعي من خلال المعاش وصناديق التكافل ويضمن ان صاحب العمل لن يستغني عن العاملين لديه متي أراد ذلك.

أخطر من البطالة!!

وانتظارا لهذه المميزات يظل الآلاف من الخريجين بدون عمل وفي وظائف مؤقتة لا تناسب امكانياتهم وطاقاتهم تندرج تحت مسمي البطالة المقنعة.. فهم حاصلون علي أعلي الشهادات الدراسية لكنهم في النهاية بدون عمل.
في بعض المناطق الفقيرة يحلم الأب أن يري ابنه طبيبا أو ضابطا أو في أي مهنة لها بريق اجتماعي يرفع رأس العائلة عاليا ليفتخر به وسط الناس وعندما ينتهي الابن من دراسته يجبره والده علي البقاء في المنزل خيراً من ضياع كرامته في وظيفة يراها الأب مهينة لا تليق بوكيل نيابة أو طبيب المستقبل.
تمر السنوات والابن بجوار والده لا هو عمل في وظيفة مؤقتة تساعد الأب ولا هو حقق حلم العمر.. وتكون النتيجة بطالة مستشرية في جميع المحافظات أو إدمانا للمخدرات أو الانضمام للجماعات المتطرفة بمختلف اتجاهاتها.

تعظيم سلام لطالب الآداب

في المقابل هناك عدد كبير من الشباب رأي أن العمل في القطاع الخاص هو قطار الاحلام السريع الذي سيحقق له مراده في أقرب فرصة.. لي صديق كان خريج كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية.. بعد تخرجه من الجامعة وجد فرصة للعمل في شركة تقوم بتصميم وطبع كتيبات ذات طابع إعلاني.. الوظيفة التي كانت متاحة لصديقى كان العمل في "السويتش" يقوم بالرد علي الاتصالات التليفونية ويحولها لأصحابها!
بالطبع لم تكن تلك الوظيفة طموح طالب اللغة الانجليزية لكنه خلال فترة قصيرة تمكن من التسلل إلي قسم تصميم الجرافيك وتعلم فنون التصميم وطالب باختباره ونجح حتي أصبح هو مصمم الجرافيك الأول والوحيد في الشركة.

كثير من الشباب لديه هذه الثقافة في العمل.. ان الوصول للغايات يجب ان يقابله بعض التنازلات وكثير من الصبر خلال منتدي شرم الشيخ الاقتصادي الاخير كرم رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة شابين طموحين اثبتا ان العمل الحر خير من انتظار الوظيفة.

قدم الشابان اختراعين ضمن مبادرة "مشروعك حقيقة" التي تتبناها الوزارة حيث فاز بالجائزة الأولي وقدرها 100 الف جنيه جورج مسيحة عن اختراعه لنوع جديد من الاحبار التي تستخدم في الكتابة علي اللوحات الإعلانية بينما فاز بالجائزة الثانية طارق حلمي وهو طالب بكلية الهندسة عن ابتكاره لنوع من "الفايبر" تم تصنيعه من قش الارز والمخلفات الزراعية.

تلك النماذج الثلاثة تفتح المجال أمام الخريجين لخوض تجارب الحياة لتحقيق ذات الانطلاق في سوق العمل الحر دون القاء اللوم علي الدولة التي لم توفر لهم فرص العمل المناسبة.
ومن هذا الاطار قررت الحكومة نشر ثقافة العمل الحر في مصر فمنذ أيام استقبلت فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي لوريتا ديلوكا مدير مكتب شمال أفريقيا لمنظمة العمل الدولية بالقاهرة حيث بحث اللقاء سبل تفعيل التعاون القائم وآفاق التعاون المستقبلية بين مصر ومنظمة العمل الدولية.

ليس بمجرد الاجتماعات تنتشر ثقافة العمل الحر في مصر فقد قررت المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا عقد مؤتمرات جماهيرية في عدد من المحافظات بهدف تعزيز ودفع عجلة المشروعات الصناعية الخاصة التي لا يقل التمويل اللازم لها عن 100 الف إلي خمسة ملايين جنيه لتوفير فرص عمل جديدة للشباب.

وقد تقدم هذه المؤتمرات أملا جديداً خاصة لأصحاب المهارات الحرفية وذوي المؤهلات المتوسطة الذين يعانون من نظرة المجتمع لهم علي أنهم موظفون من الدرجة الثانية فهم طاقات مهدرة يمكن الاستفادة بهم في زيادة الدخل القومي وقد يحقق أحدهم حلمه ويكون هو صاحب العمل والآمر الناهي فيه بشرط ألا يتأثر بنظرة وثقافة المجتمع السلبية للعمل الحر بل يجب ان تكون هذه النظرة وافعا له.. لكي يصبح يوما ما صاحب عمل أو مشروع.. حتي لو كان صغيرا أو محدوداً.

في الوقت نفسه لابد أن تكون هناك خطط ومشروعات وحملات مدروسة متواصلة علي كافة الاصعدة الاعلامية والتعليمية والتوعية الجماهيرية لارساء مفهوم احترام قيمة العمل.. طالما انه عمل شريف ولا غني عنه للأفراد والمجتمع ككل وان كل منا يكمل بعمله الآخر ويساعده علي أداء عمله لتمضي سفينة المجتمع ككل إلي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 740 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2008 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,446