هناك مقولة تقول...لا تخفى المرأة سرا وهذا من وجهة نظرها إما لإحساسها بضآلته ومن ثما ليس من المهم أن تحتفظ به...أو لإحساسها بعظمته فلا يسعها تحمل مسئولية الاحتفاظ به...فتلقى به إلى أخرى كي تعينها على حمله ومن أخرى إلى أخرى وهكذا تلوكه الألسن في أقصر وقت ممكن...

تذكرت تلك المقولة وأنا أستمع إلى زميلة لي وهى تروى أسرار زميلاتنا الواحدة تلو الأخرى...متنوعة مابين أسرار خاصة جدا وأخرى عن عائلاتهن وكم تبلغ أرصدة أزواجهن بالبنوك...وأيضا ما تخفيه كل واحدة منهن من وراء زوجها...
حتى غير المتزوجات أفشت أسرار عدم زواجهن ومن ينتظرن بقدرة بالغة على سرد وتذكر كافة التفاصيل...وكانت توضح كيف استقت معلوماتها الثمينة...فعلمت أنها قد حصلت على القليل منها مباشرة من أصحابها ، أو من بعثرت ألسنة شبيهة بها لذات الأسرار ..
والجزء المتبقي حصلت عليه بمجهودها الشخصي ، وهذا عن طريق إطلاق العنان لأذنيها كي تهوى بمخالبها على المكالمات التليفونية ، والأحاديث الجانبية لزملاءنا وزميلاتنا.

وبعد أن أطلقت سراح أذني الذبيحة تحت نصل لسانها الحاد، وبعد تقلص وتملص منى وإحساس بالغثيان من كل ما ألقته على من أسرار...
-
نظرت إليها باندهاش ممزوج برغبة عارمة بصفعها وكبحت جماح نفسي ولذت بالصمت والفرار منها  .....!!!!!

...
...


وأخذت أتسأل أي متعة تلك التي تجنى من هتك أسرار الغير !!!!؟؟؟
وكيف يشعر مفشى الأسرار بعد كل مرة ؟؟؟ وكيف ينتظر أن يثق به أحد ممن استمع لما يدخره من أسرار عن الآخرين فيمنحه بسهولة أسراره ؟؟

وفى الواقع لم يعد إفشاء الأسرار ذنب تقترفه النساء فقط كما كان متعارف عليه من قبل...
ولكنه أصبح سمة سائدة في الكثير من الرجال أيضا..فتجدهم يستبيحون أسرار بعضهم البعض ، وأسرار الفتيات والنساء اللآتى يكن لهن علاقة ما بهم.


فألا يشعر مفشى الأسرار بالدناءة وهو يميل إلى من جواره ليسرد عليه ما توصل إليه من أسرار وحكايات عن الآخرين وفى النهاية يقول له " بس خليها في سرك "...أي سر هذا !!!!أليس السر أمانة وهو يهدره في اليوم ألف مرة ليصير منافقا كما حدثنا الرسول الكريم..

"عن أبى هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا آؤتمن خان "

فالأمانة بمفهومها المحدود لا تتعدى الأشياء المادية ، ولكن مفهومها العام والذي يقصده الحديث الشريف كخصلة ملازمة لكل مسلم غيور على دينه... تتعدى المعاملات المادية إلى أمانة الحواس ، فالكلمة أمانة ينطق بها اللسان ، والكلمة أمانة تتلقاها الأذان .. وباقي حواسك أمانة ، فلا تفرط بأمانتك بنطق وسماع ولمس والنظر إلى ما حرمه الله..

فهل سألنا أنفسنا هل نحرص حقا على أمانة ما نسمع وما ننطق ؟؟؟وكم مرة أهدرنا أمانة كلمتنا وأسرار الآخرين ؟؟؟
  محمد عريضه <!-- / message -->
  <!-- controls -->

  • Currently 48/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 709 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2008 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,585