authentication required

اليوم مع شخصية

أرئيل شارون




مولده

أرئيل شارون وُلد في 27 فبراير 1928 لأب بولنبدي و أم روسية في موسكو وليس بفلسطين كما يشاع عنه في وسائل الاعلام الغربية و الشرقية على حد سواء. ويعدّ من السياسيين والعسكريين المخضرمين على الساحة الإسرائيلية. والرئيس الحادي عشر للحكومة الإسرائيلية.
شارون شخصية مثيرة للجدل في داخل وخارج إسرائيل. فيراه البعض كبطل قومي ويراه آخرون عثرة في مسيرة السلام. بل ويذهب البعض الى وصفه كمجرم حرب بالنظر الى دوره العسكري في الإجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982, بالاضافة إلى الكثير من المجازر الفظيعة التي ارتكبها بحق الفلسطينيين طوال حياته.

حياته العسكرية

إنخرط شارون في صفوف منظمة الهاجاناه عام 1942 وكان عمره انذاك 14 سنة. وانتقل للعمل في الجيش الإسرائيلي عقب تأسيس دولة إسرائيل. وبعد فترة إنقطاع عن الجيش قضاها شارون على مقاعد الجامعة العبرية، عاود الجيش الإسرائيلي سؤاله للإنظمام للجيش وترأّس الوحدة 101ذات المهام الخاصّة. وقد أبلت الوحدة 101 بلاءً حسناً في إستعادة الهيبة لدولة إسرائيل بعد خوض الوحدة لمهمّات غاية في الخطورة الا ان وُحدة شارون العسكرية إثارت الجدل بعد مذبحة قبية في خريف 1953 والتي راح ضحيّتها 70 من المدنيين الأردنيين.اقام مجزرة بشعة في اللد عام 1948حصد ارواح426فلسطيني بعد ان اعتقلهم داخل المساجدو قدم لهم اكواب البول بدل الماء ثم نسف المسجد بمن فيةو امر الفلسطينيات بخلع ملابسهن ثم فتح عليهن النار

حياته السياسية


أرئيل شارون عام 1973.. حصل شارون على مقعد في الكنيست الإسرائيلي بين الأعوام 1973 و 1974، وعاود المشاركة في الكنيست من العام 1977 الى الوقت الحاضر. وعمل شارون كمستشار أمني لإسحاق رابين ثم شغل منصب وزير الزراعة بين الأعوام 1977 الى 1981. وفي فترة رئاسة مناحيم بيغن للحكومة الإسرائيلية، عمل شارون كوزير للدفاع.

وفي عام 1982 وخلال تولّي شارون وزارة الدفاع، إرتكبت الميليشيات المسيحية اللبنانية مجزرة فلسطينية في مخيم صبرا وشاتيلا في العاصمة بيروت. وكانت الميليشيات اللبنانية موالية للحكومة الإسرائيلية وأخذت تعليماتها من وزير الدفاع الإسرائيلي لدخول المخيم. وخرج تقرير لجنة التحقيق الإسرائيلية بتنحية وزير الدفاع شارون بسبب الإهمال وليس للتسبب في المجزرة. وله في حياته اعمال شرور كثيرة ضد العرب والمسلمين وهو من اصل يهودي اصولي بني على كره العرب والملسمين ونحن العرب لانحبذ ان يظهر في المحافل ونكره اسمه وسيرته الذاتية.

في عام 1987، صدرت مجلة "التايم" الأمريكية بمقال يبيّن تورط شارون بمجزرة صبرا وشاتيلا وقام شارون برفع دعوى قضائية على المجلة، ولم يكن بمقدور مجلة التايم تأكيد مزاعمها ضد شارون الا أن المجلة ربحت الدعوى القضائية.

في بداية 2001، أقام أقارب ضحايا مخيم صبرا وشاتيلا دعوى قضائية في بلجيكا ضد شارون لتورطه في أحداث المجزرة الا أن محكمة الإستئناف البلجيكية أسقطت القضية كونها غير مقبولة في القضاء البلجيكي في يونيو 2002.و هو الذي اشعل المواجهة بتدنيسه للمسجد الاقصى .

تولي رئاسة الوزارة عقب تسلمه رئاسة حزب الليكود بعد بنيامين نتنياهو , و استطاع التغلب يهود باراك في الانتخابات التشريعية ليقود حكومة يمين ليكودية مارست سياسة اغتيالات عنيفة ضد أبرز القيادات الفلسطينية التي تعتبرها اسرائيل إرهابية , كما باشر في بناء الجدار الفاصل لفصل أراضي إسرائيل عن الضفة الغربية و قطاع غزة .

بعد الانتخابات التشريعية الثانية في عهده اضطر شارون لتأليف حكومة ائتلافية مع حزب العمل بقيادة شيمون بيريز , ليتابع ممارسة سياسته لتدعيم امن إسرائيل , و أبرز خططه في هذه الفترة كانت خطة فك الارتباط : بمتابعة بناء السور الفاصل و الانسحاب من قطاع غزة مع تفكيك المستوطنات فيه .

استغل شارون عملية الانسحاب من غزة بشكل بارع إعلاميا ليصور أن اليهود يقدمون تنازلات ضخمة في حين كان يتخلص من عبء القطاع المزدحم سكانيا و النشط بالمقاومة .

في نوفمبر 2005 ينسحب شارون إثر فضائح سياسية من حزب الليكود و يبادر لإنشاء حزب جديد دعاه (كاديما) و يضم إليه بعض الشخصيات البارزة مثل (شيمون بيريز) الذي خسر زعامة حزب العمل مجددا .

في ديسمبر 2005 يصاب شارون بجلطة دماغية خفيفة يدخل إثرها للمشفى بضعة أيام , بعد ذلك بأسبوع يعلن الأطباء حاجة شارون لعمل جراحي في القلب .


مشاكل صحية

أصيب يوم الإربعاء 4 يناير 2006 بجلطه سببها نزيف دماغي حاد وادخل على أثرها مستشفى هداسا حيث أجريت له عملية أولى دامت 6 ساعات، لكن الأطباء اضطروا إلى اعادته لغرفة العمليات مرة ثانية بعد أن اكتشفوا وجود مناطق أخرى في الدماغ تعاني من النزيف. وقال الأطباء ان حالته خطيرة جداً. .

أقواله

"جميعنا يجب أن يتحرّك، أن يركض، يجب أن نستولي على مزيد من التلال، يجب أن نوسّع بقعة الأرض التي نعيش عليها. فكل ما بين أيدينا لنا، وما ليس بأيدينا يصبح لهم" - أرئيل شارون، وزير الخارجية الإسرائيلي في خطاب عبر الإذاعة الإسرائيلية. 5 نوفمبر 1998.
بحث رائع وتحليل اروع لشخصية شارون

وانا اتجول بالمنتديات البعض حلل شخصية شارون بامور كثيرة حول عدائيته للعرب والبعض وصلت به الدرجة انه قال انه تعرض لاغتصاب
عندما كان صغير ووجدت هذا البحث الجميل فلم استطع ان اعزه على
اخواني بهذا المنتدى الطيب

وهذا هو

كان الحديث بين رجال السياسة والاجتماع حول ابعاد ودوافع سلوكيات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بعد المذابح البشعة التي ارتكبها في الاراضي الفلسطينية وخاصة في جنين ونابلس ورام الله استكمالا لسجله الإرهابي العتيد،

إضافة الي مواقفه السياسية المتصلبة والرافضة للتعامل مع السلطة الفلسطينية بزعامة عرفات واصفا اياه بالارهابي ،من أجل الوصول الى حل مناسب لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي .

وفي الوقت نفسه تشن وسائل الاعلام العربية هجوما متواصلا علي شارون ، واصفة شخصيته بالنازية والعدوانية بسبب ما يقوم به من ممارسات لا تفسير لها سوي تلك الصفات الصهيونية ، الا ان تلك الوسائل الاعلامية لم تتعرض للاسباب التي دفعت هذا الارهابي لانتهاج تلك السلوكيات ، مما حدا بالدكتور غسان عبدالله مدير مركز الدراسات التطبيقية التربوية في رام الله والمحاضر في جامعة القدس المفتوحة ، لسد هذا الفراغ ومحاولة تفسير الظاهرة الارهابية لدي شارون لمجرد الهجوم والتنكيل بل استنادا الي سيرة شارون الذاتية التي دونها بنفسه .

فجاءت هذه الدراسة التي تعد الاولي من نوعها حتي الان لتضيف تفسيرا لنهج هذا الرجل الذي غير الموازين السياسية في منطقة الشرق الاوسط منذ توليه الحكم في تل ابيب ، بداية يبدي الدكتور غسان عبدالله تساؤلات كثيرة وعديدة ان لم يكن بعضها غريبا ، قائلا انها تحاول البحث عن اجابة حول هذه القضية الغريبة الاطوار وعدوانية السلوك من هو هذا الشخص ؟ ما الدوافع النفسية والسيوسيولوية وراء سلوكه ؟ ما الذي يرمي في تحقيقه ؟ ما مفهوم الانسان لديه ؟

يقول الباحث انه للوقوف عند هذه الشخصية في محاولة لاستنتاج الاجابات والتوضيحات علي تلك الاسئلة السابقة لابد وان تكون خير وسيلة في توظيف علم النفس الشخصي والاعتماد علي مذكرات شارون الذاتية التي كانت قد نشرتها باللغة العربية مكتبة بيسان في بيروت بعد ترجمتها من اللغة الفرنسية الي اللغة العربية .

ويحاول الباحث قبل العرض في الموضوع تسجيل اعتراف شخصي يتمثل في أنه ولأول مرة منذ تجربته البحثية قد خشي الكتابة والبحث في هذا الموضوع لاسباب عديدة اولها هي انه بدأ الكتابة والبحث في هذا الموضوع ، بينما الآليات العسكرية تحاصر منزله ليلا ونهارا وما يواكب ذلك من قلق شخصي ، اما العامل الثاني فهوكان ببحث في ظل اجواء ساخنة من الغطرسة والعدوانية الشرسة لشخصية شارون ، ذكر الباحث في بداية المقدمة النظرية ان العائلة ونمط التنشئة الاجتماعية والبيئية المحيطة تلعب دورا مهما في صقل شخصية وسلوك الفرد . لذا لابد من البدء متناولا الخلفية العائلية لهذه الشخصية الغريبة ، ملامح شخصية غريبة وبالاعتماد علي مذكرات شارون ، بيروت 1992 ، فقد ولد في القرية الزراعية المعروفة باسم (كفرملاك ) عام 1928 لابوين يتسمان بالفظاظة والفردية والقسوة ، اذ شكل كل منهما سلوكا مختلفا في الاخر ووصل بهم الحد الي العيش معزولين عن بقية السكان في المنطقة .

هاجر جده موردخاي شائيرمان الي فلسطين عام1910 من روسيا ودرس والده صموئيل في كلية الزراعة بجامعة تيغليس ، وهناك تعرف الي والدته فيرا ، التي تنحدر جذورها من عائلة يهودية وحيدة معزولة في قرية صغيرة علي نهر الديلير ، وكانت فيرا تدرس الطب ، لم يتورع شارون في الكشف عن شخصية والده ، فهو فردي ، فظ ، عشق فيرا لانها من نوع المرأة التي تفعل ما يتوجب عليها دون ان تطرح اسئلة كثيرة او تشكو ،عاش شارون في طفولته داخل منزل صغير ، ويصف لنا كيف كان ، ومنذ بداية طفولته يهوي التعذيب والحاق الاذي بالآخرين فحين كانت الفئران تخرج من جحرها لتتسلق دعائم غرفته كان يخرج القط ليلاحقها ويصف والديه بدوام الوجوم فلم يكونا ليتحدثان الا نادرا .

كان والده المهندس الزراعي رافضا لقبول اي تسوية او حل وسط ، اناني جدا ، اذ هو الشخص الوحيد في القرية الزراعية الذي كان يدافع عن ملكيته الخاصة بوضع سياج وقفل .كان رجلا صداميا عاني من عار محاربة جابوتنسكي ،مما سبب له العزلة والكراهية من قبل سكان القرية الزراعية كفر ملاك ، لم تكمل والدته دراسة الطب ، بل اكتفت بدورها كربة بيت مع دوام تدريبها علي استخدام البندقية الالمانية القديمة والمخبأة في صندوق خشبي كانت وحيدة في حياتها ،ويعترف شارون بأنه كان يفضل الاهتمام بالبقاء علي ارض المعركة سيناء آنذاك وزيارة زوجته دون زيارة والده المريض الذي يقول عنه انه لم يكن يعرفه علي حقيقته ، تزوج شارون من امرأة تدعي غالي وهي ممرضة وبعد اصابتها بحادث طريق تزوج من أختها ليلي وقد انجبت له ثلاثة ابناء قتل الابن غور وهو يلعب ببندقية قديمة وفقدت ليلي جنينها في الشهر الخامس .

يرى المتتبع لسيناريو بداية حياة شارون ان العائلة قد عاشت في حالة من التفكك واللا مودة ، والا فبماذا نفسر غياب ذكر أخته ريتا من سيرة حياته كلها؟ هل يا تري ماتت في طفولتها أم ارتكبت خطئية لا تسمح له بذكرها ؟ أم هل هي استمرار لنهج حياته في اخفاء دور الآخرين لابراز بطولاته وانجازاته ؟!!.أما الجانب الثاني من شخصية ارييل شارون فهو ثقافته وتعليمه ، حيث يعترف شارون انه لم يكن يوما تلميذا فوق المتوسط وغالبا ما يتميز والده الي شقيقته في الرغبة لاكمال تعليمها ودوام نعته بالولد الكسول .

فشل شارون حتي في نيل درجة او رتبة عريف او رئيس دورية اثناء تدريبه في معسكر روحاما وتم الاكتفاء بمنحه درجة عريف تحت الاختبار . اثناء سفره الي الولايات المتحدة في إجازة نقاهة بعد اصابته بمرض الملاريا لم يفلح شارون في نيل رخصة قيادة سيارة بفضل عدم كفاءته ولولا تدخل عمته سلنا التي شرحت للفاحص ظروفه لما حصل علي الرخصة ، تردد شارون في دراسة الزراعة او الحقوق ويصف ذاته ( لافتقادي الحكمة التي تتحكم باللياقة التي اثرت في تلك الحقبة غيرة وعداوات دام بعضها عشرات السنين ) .

بعد تناول الخلفية العائلية والاجتماعية والثقافية والتعليمية لهذه الشخصية غريبة الاطوار يمكننا الان تسجيل واستخلاص بعض السمات الشخصية الملازمة لسلوكياته .

واولي هذه السمات حب التباهي والكذب ، فمثلا وصفه لقوة جده لامه الهرقلية ،وكيف يتضارب مع الجنود البولوليين وهو ابن الرابعة عشرة بعد اهانة مضادة للسامية حقيقية او خيالية ، وكيف عندما ذهب الي قرية بربر العبرية في قطاع غزة ورغم خطورة المكان الا انه شعر بالقوة ورباطة الجأش ، ليس بفضل بلوته ولكن بفضل شعوره بأنه يهودي ، يصف شارون ثقة رجاله به بالثقة العمياء لقدراته علي قيادتهم في المعارك مرددا لهم كلماته لقد اخرجتكم من اوضاع اشد صعوبة من هذا الوضع وسأخرجكم هذه المرة كذب وخداع لا يتورع شارون من استخدام الكذب والحيل لانجاز اهدافه ، فيصف لنا كيف أقنع الضابط الاردني في موقعة الجسر بالقرب من بيسان ، حيث قال له بأنهما يبحثان عن بقرة سرقت من كيبوتز كعرز حاييم ،حتي أوقع بالضابط وجنوده .

ويواصل شارون هذا النمط من السلوك الذي يقول انه اكتشفه لدي قائده موشي ديان الذي قرر يوما قيادة وحدة مميزة ويستطرد شارون بوصف تبجحه في معركة قلقيلية حين رفض الاوامر الصادرة من القيادة العليا ، طالبا منهم عدم التدخل لانه ليس لديهم المعرفة العميقة بالاهداف وارض المعركة مثل تلك التي لديه ، وتقرر الموقف ذاته في معركة سيناء حين اعتذرت القيادة عن تأمين مساندة الطيران له ، فكان رده سنتدبر الأمر من دونكم، علي الصعيد السياسي يتبجح شارون بأنه صانع حزب الليكود بعد ان تمكن من اقامة جبهة اسرائيلية موحدة ( 403 ) ، ثاني المسميات الملازمة لشخصية شارون جشعه الشديد وعدوانيته المفرطة ومواقفه الارتجالية العديدة ، وعن الاخيرة يقول شارون إن جميع من كتب عن حروب اسرائيل قد صوره بأحد دعاة الارتجالية لدرجة أنه لقب بملك الارتجال .

كعادته يجد شارون دوما كبش الفداء لعدوانيته ، فلقد ذكر انه كلما كان يشتكي منه احد عند موشي ديان لشدة عدوانيته كان يجيب ديان : " افضل جياد جامحة علي ثيران بطيئة " تتجلي ميوله الدفينة نحو العنف والارهاب حين ابتاع هدايا من الخناجر واقواس سهم والات فتك اخري وذلك لدي عودته من زيارة الي اوغندا وكينيا عام 1964 بدلا من الاستمتاع بمناظر البلاد وجمالها . الات القتل هذه لم تتردد في قتل ولده غور وهو يلهو ببندقية قديمة تسلمها شارون هدية من احد معارفه وتزداد الدهشة من هذه الشخصية عند معرفتنا بالمعايير التي وظفها واستخدامها ليختار مزرعته فلم يختارها لخصبها وجمالها بل لوحشتها ورهبتها . ويضيف الباحث الدكتور عبد الله انه قد سيطر اسلوب الصراخ علي تعامله مع زملائه في كل موقع لدرجة اقدامه علي صفع زميل له يدعي بارليف حين ابدي الاخير معارضته له .

كان شارون في مرحلته الدراسية الاولي يحاول لفت نظر الاخرين والهروب من مشاكله عبر مغازلة البنات الواقفات علي شبابيك البناية المجاورة لمدرسته . وكانت هذه البناية فندقا خاص ببنات الهوي . يعترف شارون مرارا بانه بعد كل معركة خاضها يجد نفسه فريسة عواطف طاغية من الاحباط والخيبة وبانه فون فرصا عديدة ، وكيف كان عرضة للاستهزاء والازدراء ساردا قصة حفل تكريم له لدى انهاءه خدماته في احدي الوحدات فما ان دخل ساحة الثكنة العسكرية حتي قابله المظليون بالسخرية والصفير . انه ضحية مخيلته الجامح . وهو يعي تماما كره الاخرين له حتي موشي ديان الذي قال مرة " يتملكني الفضول لمعرفة رد فعل ارييل عندما سيعلم انه معزول من قيادته" ولعل احد اسباب الكره هذه تعود الي عناده فهو الذي يصف نفسه بانه " عنيد مثل بغل ورأس يابس " شارون يعشق مبدا قتل الاخرين والتلذذ به . نستنتج ذلك من خلال وصفه لطيور النعام الوردية التي تقتات من الرخويات في بحيرة ناكورة "لدي زيارته الي اوغندا وكينيا " فهذه الطيور الانيقة بسيقانها واعناقها الطويلة تعطي انطباعات بانها غنيمة وردية تتحرك بلا انقطاع ، هو يريد ضمنيا تشبيه ذاته بها فهي تقتل . وهو يقتل ليشكل قيمة .

استغلال المواقف لا يمانع من توظيف منصبه العسكري ومناصب الاخرين لتأمين احتياجاته فيذكر لنا كيف استغل علاقته مع ميشولام الراسمالي اليهودي الكبيرلاستدانه قرض بقيمة 200 الف دولار بدون فوائد لشراء مزرعته رغم انه يذكر حقا ان ثمن المزرعة الكلي كان 500 الف دولار ولم يكشف كيف استطاع تأمين المبالغ المتبقية . رغم مخيلته الجامحة ومحاولاته المتواصلة للمظر الي ذاته كصانع العجائب الا انه يدرك سخر الجمهور الاسرائيلي منه . هو يعتقد ان كل ما ينجزه هو بفضل عبقريته ورؤيته ، وكل ما فشل في تحقيقه هو بفعل مؤامرة ضد الولد السياسي شارون كما كان يصفه الساسة الاسرائيليون .

ويقول الباحث : نشأ شارون في بيئة عائلية تؤمن بأن ليس للعرب الحق في الاراضي الفلسطينية وان اليهود وحدهم لهم كل الحقوق علي فلسطين ، لكن هو يريد ان تكون علاقة العرب باليهود مثل علاقة ابو رشيد - خادمه الشخصي - اي ان يكون العرب اتباعا خدما وهو بهذا يروج مفهوم ان كل الشعوب غير اليهودية قد خلقت لخدمة الشعب اليهودي . عملت عائلة شارون ومنذ صغره علي تربيته لاعتناق مبدا العنف فقد كانت العائلة بشكل خاص والقرية بشكل عام . تطلب منه ومن كل الصغار وضع مبدأ عمل التوارة والاخري علي مسدس ثم القسم بين الولاء كخطوة اولي نحو التدريب العسكري السري منه والعلن انطلاقا من قناعة بان اليهود يخوضون صراعا لا شفقة فيه ويقرر مصير وجودهم علي هذه الارض وفي منتصف يوليو 1953 اخذ شارون يبلور سياسة الاغتيالات الارهابية وان افضل رد هو الهجوم الفوري . ايمانا منه بان الوسيلة الوحيدة لمكافحة القتلة هي شدهم وتصفيتهم وان الطرق الدبلوماسية غيرمجدية ولابد من اتباع طرق قليلة لتحقيق الهدف ولو وصلت الي درجة الوقاحة .

ليس للاوراق والوثائق اهمية في نظره ، يبرزشارون لنفسه هذا المبدأ من خلال التوراة ( حاربوا بالحيلة ) وفي كل مرة يجب ان تكون الحيلة او الخدعة مختلفة مناورة تفاجئ العدو وايجاد نفسية انهزامية عند العرب بضربهم بلا هوادة ليصل بهم الامر الي التخلي عن ارادتهم في قهر اليهود والاقتناع بأن الحرب لا تجلب لهم سوي الدمار والخراب والمذلة.

المستوطنات تضمن اسرائيل لتحقيق ذلك اعتمد شارون مبدأ ارساء نقاط ارتكاز يهودية متينة في المناطق المحتلة عام 1976 ،لاسيما المناطق الجبلية المشرفة علي الساحل بهدف ضمان سلامة المنطقة الساحلية والدفاع عن منطقة غور الاردن وتأمين حماية القدس، كما يخيل الي شارون وهو الذي يري ان بقاء اسرائيل يجب الا يرتهن بالثقة بحسن ارادة الغير، بل يتوجب ارساء هذه الثقة علي وقائع انشاء البلاد والدفاع عنها اذا جاءت سياسته المكتظة ببناء المستوطنات وتسليحها وشق الطرق عارض شارون سياسة اسرائيل في تأمين الحماية للاردن خلال احداث سبتمبر 1970 ، وكان يفضل ان يقوم السوريون بهزيمة الجيش الاردني وحينها تصبح الاردن الدولة الفلسطينية ولاستكمال روايته المرفوضة واللا منطقية يري شارون ضرورة التخلص من مخيمات اللاجئين مهما كانت الوسيلة ( تدمير، قتل، ابعاد. .الخ) .

لا يؤمن شارون بضرورة تطبيق الديمقراطية ، فهو يري ان فهم الديمقراطية شيء وقبولها شيء واحترام القوانين علي الصعيد السياسي شيء اخر ، لم يتجاهل شارون في سياسته قضية القدس ، اذ دعا الي ضرورة بناء سلسلة من المستوطنات تحيط بها بدءا من مستوطنة غوش عتصيون في الجنوب حتي مستوطنة معالبة ادوميم في الشرق ومرتفعات زئيف في الشمال ، حتي تستوعب مليون يهودي، كل ذلك لضمان بقائها عاصمة للشعب اليهودي ، كذلك الحال بالنسبة لمنطقة يهودا والسامرا ،الضفة الغربية برمتها ، اذ يرى انها مهد الشعب اليهودي وجوهر امته اذا اليهود حق في ان يقيموا في هاتين المنطقتين وهما غير قابلتين للتفريط ابدا ،ان مشروع الحكم الذاتي المقترح علي الفلسطينيين لا يتضمن اطلاقا منحهم السيادة علي الارض اذ أن ضمان ديمومة اسرائيل لا يسمح باقامة دولة فلسطين في الضفة الغربية .

اما بخصوص السكان العرب في اسرائيل، فشارون لا يخشي الافصاح عن رؤيته حين يقول ان اليهود لن يحصلوا علي دولة مستقلة الا اذا كانت يهودية ، وان ليس من حق العرب في اسرائيل ان يقرروا ما ستكون عليه الحكومة الاسرائيلية بامكانهم بيع املاكهم والرحيل ، واستخلص الباحث بالقول إن نظرة سريعة تكشف ان شارون فعلا شخص أغمض عينيه عن الحقيقة وبات ليس فقط لا يثق ولا يأتمن كل من يخالفه الرأي ، بل وايضا يعمل علي سحقه من طريقه . إن شخصا مريضا كهذا ،لا يمكن التنبؤ له سوي بمزيد من العزلة واضطراب النفس ، الامر الذي قد يدفعه الي ارتكاب المزيد من الاعمال الوحشية ان لم يجد من يوقفه عند حده ،والا ماذا نفسر سادية القتل التي يمارسها شارون ضد الاطفال والنساء والشيوخ والشباب الفلسطيني.

إن شارون الحالم بالبقاء علي رأس الشجرة وما يحيطه من طموحات خيالية لمجموعة من الجنرالات العسكرية لم يفهم بعد حقيقة ان مظاهر القوة الغاشمة واوجه الانتصارات الباهتة وفقدان الاتزان المطلوب لم ولن يدمر فقط المصالح الفلسطينية ، بل وايضا المصالح الإسرائيلية التي يدعي شارون الدفاع عنها .

ويؤكد الدكتور عبدالله أن شارون مصاب بمرض ان لم تكن جملة من الأمراض النفسية التي تتطلب البدء الفوري بايجاد الحلول والعلاج ، ولكن الخطوة الأولي انزاله عنوة عن ظهر الشجرة .
السفاح شارون ومذبحة صبرا وشاتيلا



ثلاثة ايام سوداء!!!
تاريخ الشعب الفلسطيني ملئ بالايام السوداء، واحدى اكثرها حلكة هي الايام الثلاثة التي ارتكبت خلالها مذبحة صبرا وشاتيلا! لن ننسى!

لو ان الزمن قفز عن تلك الايام الثلاثة من منتصف ايلول عام 1982، فكانت نهاية يوم الاربعاء الخامس عشر من ايلول، تعلن بداية يوم الاحد التاسع عشر من ذات الشهر، لكان التاريخ قد تغير، ولكان بين الف وخمسمائة وثلاثة آلاف انسان فلسطيني ما زالوا احياء، او ربما قد توفوا نتيجة للمرض او الشيخوخة، ولم يضطروا لمواجهة موتهم البشع بايدي مجرمين فقدوا الحس الانساني، واضحوا ماكينات قتل لا قلب لها.
مئات من الفلسطينيين العزّل، من نساء واطفال وشيوخ، ذبحوا بايدي مجرمين امتهنوا قتل الابرياء، في زمن رديء ترك فيه الفلسطينيون في الشتات وحدهم دون نصير، فاعمل فيهم المجرم سكاكينه في وضح النهار، دون ان يهب "الاشقاء" للمساعدة، فبقي الفلسطيني وحده، يسطر ملحمة بطولية في دفتر الذاكرة الانسانية، الباقي بلا شك، حين سترمى بقية الدفاتر الى مزبلة التاريخ.
ائتلاف رجعي شارك فيه المحتل الاسرائيلي واليمين اللبناني بالقتل الفعلي، والرجعية العربية وقوى الاستعمار بالصمت وغض الطرف، ووقف الفلسطيني رافعا بندقيته في وجه آلة حرب حطمت جيوشا، وصمد، الى ان استشرس المتآمرون، فاضطر للتراجع خطوة، لانه انسان يكره الشر لاحد، فترك المقاتلون الفلسطينيون بيروت بعد حصار دام ثمانين يوما عليها، وخرجوا ظانين ان الضمانات الدولية بسلامة اهاليهم اهل للثقة، ولكن هيهات، فبعد اسبوعين ذبح اهاليهم في ضاحية بيروت الجنوبية، في مخيم شاتيلا وحي صبرا، وكانت المجزرة!


البداية:
جيش الاحتلال يحاصر شاتيلا

في الليلة بين يوم الثلاثاء الرابع عشر من ايلول، ويوم الاربعاء الخامس عشر منه، قتل الرئيس اللبناني بشير الجميّل في عملية تفجيرية استهدفت مقر حزب الكتائب في بيروت الشرقية، فزحفت قوات الاحتلال الاسرائيلية فجر اليوم التالي، وفرضت حصارا على منطقة صبرا وشاتيلا بدعوى "فرض الامن والنظام في المخيم الفلسطيني"، فقام عدد من سكان المنطقة بالتوجه الى قوات المحتل الاسرائيلي، محاولين طمأنته بعدم وجود سلاح بايدي اهالي المخيم، وحتى ان كان موجودا، فان كميته محدودة، وذلك في محاولة من الاهالي بابعاد الحصار عن بيوتهم، وبالعودة الى حياة طبيعية قدر المستطاع، ولكن هيهات، فلم يجد اهالي المنطقة اذنا صاغية لدى الجنود الاسرائيليين، الامر الذي جعل عددا من الشبان والشابات من سكان صبرا وشاتيلا، يخرجون لمواجهة الجنود الاسرائيليين بما لديهم من سلاح. وتؤكد الشهادات بان كمية السلاح الموجودة في المخيم ومحيطه بعد مغادرة المقاتلين، لم تكن لتكفي لساعات في مواجهة وحدة واحدة من جيش الاحتلال!
يجمع اهالي المنطقة، الناجون من المذيحة، بأن الحصار الاسرائيلي فرض لتمهيد السبل لقوات حزب الكتائب اليميني اللبناني لارتكاب مجزرتها. وهذا ما يؤكده بالفعل عدد كبير من الخبراء والصحفيين الاجانب الذين زاروا المنطقة بعيد المجزرة، واطلعوا على المواقع التي تواجد فيها جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي.


الخميس 16/9/1982:

بحسب الشهادات التي جمعت بعد المجزرة، فان المذبحة بدأت بين الساعة الخامسة والساعة السادسة والنصف من مساء يوم الخميس، السادس عشر من ايلول عام 1982. ويأتي هذا الفارق لعدة اسباب، اهمها، ان بعض الشهود رأوا قوات الكتائب وهي تتجمع في المنطقة المحيطة، وتتأهب للدخول، وبعضهم تفاجأ بهذه القوات وهي داخل احياء المخيم.
المواجهة مع الجنود الاسرائيليين كانت قد انتهت قبل دخول قوات المليشيا التابعة لحزب الكتائب اليميني، الامر الذي يدل على التنسيق بين الاخيرة وبين قوات الاحتلال الاسرائيلية، وعلى ان الحصار الاسرائيلي للمنطقة كان يهدف لافساح المجال لقوات الكتائب لدخول مخيم شاتيلا وحي صبرا.
استمر القصف الاسرائيلي المدفعي للمنطقة طوال نهار الخميس، واستمر القناصة الاسرائيليون باطلاق النيران على بيوت المخيم والحي من مواقعهم المحيطة، طوال النهار ايضا، الامر الذي اخلى كافة الشوارع من المارة، وابقى الناس في بيوتها (لقمة سائغة للقتلة). اعتقد الناس ان القصف الاسرائيلي هو "الحدث المركزي" لذلك اليوم، فقد اعتادوا عليه طوال اشهر الصيف خلال حصار الايام الثمانين لبيروت، ولم يعلم المواطنون ما تخبئه لهم الساعات القليلة القريبة، فانتظروا بفارغ الصبر انتهاء القصف، وعودة الامور "الى طبيعتها"!
مع حلول المساء، انسحبت القلة من المقاومين التي بقيت حتى تلك الساعة تواجه القصف المدفعي باطلاق الرصاص من بنادق الكلاشينكوف، واتفق المقاومون على العودة الى القتال مع بزوغ الفجر.
ومع بدء السماء بالاسوداد، هدأ القصف، فبدأت زفرات الارتياح تملأ فضاء البيوت، الا ان القصف المدفعي كان قد انسحب من مقدمة مسرح الاحداث، تاركا دور البطولة في تلك الساعة للقنابل الضوئية التي انارت سماء المخيم ومنطقته.
الفوج الاول من ضحايا المجزرة كانوا سكان حي الحرش وحي عرسال والحي الغربي، والمنطقة المحيطة بهذه الاحياء الثلاثة.
يروي شهود العيان، بان ساعات المساء حملت الى المخيم كما كبيرا من المركبات العسكرية "الكتائبية"، التي قدر عدد المسلحين فيها بين الف والف وخمسمائة مسلح. واكّد شهود العيان بان عددا من المركبات العسكرية الاسرائيلية كانت تسير مع المركبات الكتائبية.
مع غروب شمس الخميس، دخل الى مخيم شاتيلا قرابة ستمائة عنصر من عناصر المليشيا اليمينية، بعد تأكيد عدد من الشهود، ومنهم ضباط في الجيش اللبناني، ان المسلحين تجمعوا قبل دخولهم المخيم بجانب مقر القيادة العسكرية الاسرائيلية القريب.
بدأ المسلحون بدخول البيوت في المخيم، وبدأ السكان المحيطون بالمنطقة التي دخلها المسلحون اولا، يسمعون صوت اطلاق الرصاص، واصوات العويل والصراخ والبكاء. وتقول شاهدات عيان ان قسما من المسلحين بدأ يضرب الشيوخ والنساء والاطفال ويلقيهم ارضا، والبعض الآخر بدأ بالتفتيش عن "صبايا حلوات" كما قال احد المجرمين لزميله، اما البقية فقد بدأت باطلاق الرصاص دون تفرقة، في جميع الجهات، وترافق اطلاق الرصاص بصراخ همجي وحشي "موتوا يا ارهابيين".
تقول الروايات بأن فرقا من مليشيا الكتائب وصلت الى الملاجئ التي اختبأ بعض من اهلي المخيم فيها، الامر الذي يدل على وجود جواسيس بين اهالي المخيم، كانوا ينقلون الاخبار لمرتكبي الجريمة. وبعد المجزرة بدأت روايات عن سيارات غريبة دخلت المخيم قبل المجزرة، على الرغم من احكام المحتل الاسرائيلي قبضته على المنطقة، ومنعه ايا كان من الدخول او الخروج، حيث كان راكبوا هذه السيارات يسألون الاهالي عن مواقع الملاجئ في المخيم.
استغل المجرمون ساعات الليل، وقنابل الانارة الاسرائيلية، فدخلوا منطقة الاحياء المذكورة اعلاه، واقتحموا كل بيوتها، بالاضافة الى تلك المجموعة التي وصلت الى الملاجئ، واخرجوا الناس من منازلهم، ليلاقوا موتهم.
العديدون من الناجين تحدثوا عن ان مسلحي مليشيا الكتائب بقروا بطون الحوامل "لانهن رح يخلفوا ارهابيين"، وانهم خصوا الفتيان ايضا "لحتى ما يخلفوا ارهابيين زيهن"، وان العديد من المسلحين، شاركوا في عمليات اغتصاب جماعية لفتيات من المخيم، قبل قتلهن، دون ان يرمش لهم جفن.
من الجدير بالذكر ان القصف الاسرائيلي المدفعي تجدد بعد دخول المسلحين الى المخيم، حيث كان الاسرائيليون يختارون المواقع التي تقصف بدقة لئلا يتواجد فيها اي فرد من افراد مليشيا الكتائب. هذا دليل آخر على تورط اسرائيل الكامل بهذه المذبحة. كيف "غفلت اعين" اعضاء لجنة التحقيق الرسمية الاسرائيلية "لجنة كاهان"، عن هذه الادلة حول مشاركة قوات الاحتلال بارتكاب المجزرة!!؟؟
بعض سكان مخيم شاتيل وحي صبرا، ناموا تلك الليلة دون ان يعرفوا ان مجزرة ترتكب في ضواحي المخيم، لان الاحياء التي دخلها القتلة كانت الاحياء المتواجدة في اطراف المخيم.
توجه العديد من سكان مخيم شاتيلا وحي صبرا في تلك الليلة الى المستشفيات المحيطة بالمخيم، للاحتماء من القصف الاسرائيلي، كما توجه البعض الى الملاجئ، فكان مصير هؤلاء القتل الجماعي في اليوم التالي للمجزرة.
مع بزوغ فجر يوم الجمعة، السابع عشر من ايلول، بدأت آثار الجريمة بالتكشف، فقد انتشرت الجثث في الشوارع وفي البيوت، وعرف فيما بعد ان عدد الذين قتلوا في اليوم الاول، كان اكثر من عدد القتلى في اليومين التاليين، وذلك لعدة عوامل، منها هرب قسم كبير الى الشمال متوجها نحو بيروت، واحتماء قسم آخر في المستشفيا او في السفارة الكويتية القريبة او بمواقع الجيش اللبناني(؟؟).


الجمعة 17/9/1982:

يوم الجمعة، اي يوم المجزرة الثاني، كان حافلا بالنشاط الدموي لمجرمي الحرب القتلة، فقد وصلتهم تعزيزات على شكل قوات اضافية من مليشيا الكتائب، فدخلوا المخيم، وبدأوا باطلاق نداء "سلّم تسلم"، الا ان الجثث الملقاة في الشوارع، دلّت على امر واحد، هو ان هذا النداء الذي اطلق عبر مكبرات الصوت، كان نداء كاذبا، وان افراد مليشيا الكتائب، لو استطاعوا، لقتلوا كل ما يتحرك في المخيم ومنطقته.
اطلق المسلحون في اليوم الثاني للمجزرة، القنابل الفوسفورية على الملاجئ، مطورين بذلك اسلوب القتل، وبالتالي عدد الضحايا، فقضى غالبية من بداخل هذه الملاجئ حرقا، ومن لم يمت وحاول الهرب، انتظره المسلحون في الخارج، واطلقوا عليه الرصاص!!
احدى الامور التي ميزت عمليات القتل هي انها استهدفت عائلات باكملها، وكأن قتل العائلات هو الهدف الاول لدى مجرمي الحرب من قوات مليشيا الكتائب!
في حديث لصحيفة "جيروزاليم بوست"، اكد عدد من جنود الاحتلال الاسرائيلي، بانهم لم يسمعوا اصوات تبادل اطلاق نار من داخل المخيم، وقالوا ان اطلاق النار كان من طرف واحد، الامر الذي يدل على ان افراد مليشيا الكتائب كانوا يقتلون العزّل فقط، اذ انه لم يكن داخل المخيم الا قلة من افراد المقاومة الفلسطينية. وعلى الرغم من اقوال الجنود الاسرائيليين هذه، الا ان القوات الاسرائيلية لم تتدخل لمنع المجزرة، بل على العكس، استمر قصفها المتقطع للمخيم، واستمر حصارها حول بعض المداخل، لمنع الفلسطينيين من الهرب.
كانت التعليمات التي اصدرتها قيادة مليشيا الكتائب لافرادها الذين ارتكبوا المجزرة، واضحة وضوح الشمس، فاستعمال الرشاشات ممنوع الا عند الضرورة، "ويفضل استخدام السكاكين والحراب، لئلا ينتبه باقي سكان المخيم لما يحصل فيحاولون الهرب"!!
مع بزوغ شمس يوم الجمعة، دخلت الى المخيم عدة جرافات، عرف فيما بعد انها لدفن الجثث في قبور جماعية، اكتشف منها القليل فقط.
تسلسل احداث المجزرة يدل على كذب الشائعات التي اطلقها الاسرائيليون والكتائبيون، بان هناك آلاف المقاتلين الفلسطينيين في المخيم، فعدد الضحايا الشباب كان قليلا نسبة لعدد الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ، بالاضافة الى عدم سماع اي صوت لتبادل اطلاق النار، بل على العكس، كان صوت الرصاص المسموع يطلق من طرف واحد دون رد، مما يدل على الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين العزّل!
استمرت المجزرة طوال الاربع والعشرين ساعة التي يتألف منها يوم الجمعة، فكان بهذا اطول يوم من ايام المجزرة بالساعات، وتواصلت خلال اليوم عمليات القتل الجماعي، اما عن طريق النحر بالسيوف او عن طريق اطلاق الرصاص او عن طريق دفن الضحية حيا في الرمال ليموت. واستمرت في هذا اليوم ايضا عمليات النهب والسرقة والاغتصاب، حيث كانت عمليات الاغتصاب تنتهي عادة بالقتل، خاصة عندما تكون المغتصبة فلسطينية.
تميز يوم الجمعة ايضا ياقتحام افراد المليشيا للمستشفيا، فحاولت طواقم منظمة الصليب الاحمر اخلاء هذه المستشفيات ونجحت في بعض الحالات، الا ان حالات اخرى انتهت بقتل المرضى والاطباء والممرضين والممرضات، خاصة الفلسطينيين منهم!!


السبت 17/9/1982:

كان من المفترض ان ينسحب مرتكبو الجريمة صباح يوم السبت، بحسب اقوال جاءت بعد المجزرة على لسان مسؤولين عسكريين اسرائيليين، ادعوا انهم اصدروا الاوامر لقوات المليشيا بالانسحاب "بعد ان اكتشفوا ما يحدث داخل المخيم"! الا ان الانسحاب لم يتم، بل استمرت عمليات القتل الجماعي، وتم الانسحاب من داخل المخيم فقط عند ساعات الظهر، ومن منطقة المخيم باكملها، بعد الظهر.
خلال ساعات النهار الثالث، اجبر سكان شاتيلا (من بقي منهم)، وسكان ضاحية صبرا بالخروج الى شارع شاتيلا الرئيسي، والوقوف على جوانبه، في ما يعرف بـ"المارش الاخير"، وكان هؤلاء السكان شهود على عمليات قتل واغتصاب، كانت تتم في الشارع، بصورة عشوائية، ان دلت على شيء، فعلى انعدام الحس الانساني للمجرمين من قوات الكتائب، وعلى كراهية هؤلاء لكل ما هو فلسطيني، كراهية زرعت فيهم بالتحريض العنصري والطائفي، وبمساعدة مشاهد القتل اليومي التي اضحت عادية في لبنان في مرحلة الحرب الاهلية.
تؤكد الشهادات بان عمليات القتل الجماعي والدفن في القبور الجماعية استمرت خلال ساعات النهار الاولى من يوم المجزرة الثالث، السبت 17/9/1982، وان المهاجمين لم يتصرفوا على اساس ان هذه ساعتهم الاخيرة في المخيم، بل على العكس، تصرفوا على اساس انهم باقون.
ظاهرة اخرى تميز بها اليوم الثالث كانت عمليات الاختطاف التي قام بها افراد المليشيا، فاختطفوا عددا كبيرا من سكان المنطقة، ووضعوهم في الشاحنات، واخذوهم الى مصيرهم المجهول، الذي ما زال مجهولا!!
في اليوم الثالث، شارك جنود الاحتلال الاسرائيلي بعمليات استجواب سكان المنطقة، ومن السكان من عاد الى منزله بعد الاستجواب، ومنهم من لم يعد ابدا.

هذه بعض الصور للمجرم











هذه الصوره عام 1967




صوره في مرضه


<!-- / message --><!-- sig -->محمد عريضه

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 908 مشاهدة
نشرت فى 19 يوليو 2008 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,555