حالة من الغموض تحيط بعملية تطبيق المرحلة الثانية من الكادر الخاص للمعلمين الذين أبدوا مخاوفهم من أن الهدف ليس تحسين أحوالهم وإنما استبعاد المزيد منهم من مزايا الكادر عن طريق صعوبة الامتحان واحتمال تحويلهم لأعمال إدارية.. وغيرها من المخاوف خاصة أن الأمور لاتزال غير واضحة وتصريحات المسئولين لا تفسر ما يحدث ولا توضح ما سيقع بعد ذلك..
وفي هذا التحقيق نرصد آراء عدد من المعلمين وخبراء التعليم والمسئولين.
في البداية تقول مدرسة فيزياء باحدي المدارس الحكومية أنها كانت من ضمن عينة المدرسين الذين تم عليهم تطبيق الاختبارات المبدئية المؤهلة للحصول علي الكادر. وأكدت أن الامتحات كانت صعبة للغاية حتي انها وزملاءها وزميلاتها لم يدرسوا مواضيع ومحاور الأسئلة في الكليات التي تخرجوا فيها وتوقعت.. أن ترسب مثل باقي الممتحنين. وأضافت أن هناك همهمات بين صفوف المعلمين بأن الوزارة تتعمد تقليل نسبة الناجحين لتوفير نفقات الكادر. وفي المقابل, تؤكد مدرسة لغة عربية للمرحلة الابتدائية باحدي المدارس الحكومية انها وزميلاتها لاقين صعوبات جمة في تصحيح بياناتهم الخاصة علي الموقع الالكتروني للوزارة مما استنزف الكثير من الوقت والجهد بلا مبرر. وأشارت إلي أنها تعيش وزميلاتها حالة عدم فهم الخطوات التالية وتخشي أن تكون الامتحانات المؤهلة لترقية المعلمين خطوة لتحويلها إلي وظيفة إدارية إذا رسبت بالامتحان.
وتقول رئيسة قسم الكمبيوتر باحدي المدارس الخاصة أن دورات التأهيل التربوي أفادتها كثيرا في مادة تخصصها حيث انها درست برامج حديثة لم تدرسها من قبل. ومن جانبها تري مدرسة بمرحلة رياض الأطفال أن التصريحات الرسمية عن تطوير التعليم ودورات التأهيل التربوي وردية إلا أنه لا يمكن تنفيذها في الواقع باعتراف المدربين أنفسهم بسبب عوائق عدة أهمها تكدس الفصول وكثافة المناهج مما يعوق المعلم عن مواكبه التقدم واستخدام أجهزة الكمبيوتر الانترنت في توصيل المعلومة.
وتقول الدكتورة محبات أبوعميرة مدير مركز الخدمة العامة بجامعة عين شمس إن المركز يقوم بتنسيق دورات لتأهيل المعلمين علميا وتربويا وتنشيط وتحديث معلوماتهم مما يؤهلهم لاجتياز اختبارات أكاديمية المعلمين للحصول علي الكادر. وأشارت إلي أن الدورة مدتها أسبوع وتشمل مادة التخصص واللغة العربية وعلم النفس وكيفية إدارة الفصل والتعامل مع الأطفال بالاضافة إلي نظم تكنولوجيا المعلومات والانترنت وأحدث أساليب التعليم.
ويؤكد الدكتور حسن شحاته رئيس قسم المناهج وطرق التدريس أن المدرس حتي لو طالت مدة خبرته فهو في حاجة إلي دورات لتنشيط معلوماته ليتمكن من العمل برؤي جديدة في ضوء كثافة الفصول وتكديس المناهج وامكانيات المدارس المحدودة. وأضاف أن دورات التأهيل التربوي بجامعة عين شمس تهتم بتنمية قدرات المعلمين وابداعهم فلأول مرة يتم اعداد بطاقة لملاحظة سلوك وأداء المعلمين بعد انتهاء التدريب بهدف التعرف علي ما استفادوه من التدريب.
وأكد الدكتور حسن الببلاوي كبير مستشاري وزير التربية والتعليم أن الوزارة أجرت اختبارات مبدئية في عشر محافظات علي20 ألف معلم منذ عدة أسابيع وذلك للوقوف علي كفاءة نماذج الاسئلة وقدرتها علي قياس امكانات المعلم علي التحليل والتركيب والتقويم بشكل علمي صحيح.
وأشار الي انه تم تعديل بعض الاسئلة وفقا لنتائج تلك الاختبارات ولن يترتب عليها أي شيء بالنسبة للممتحنين.
وأوضح ان الاختبارات الرئيسية التي سيترتب عليها صرف كادر المعلمين وفقا للمرحلة الثانية ستتم في اغسطس, مشيرا الي انها تهدف لتحديد مدي تمكن المعلم من اللغة العربية حيث انها أداة الفكر بالاضافة الي قياس مهارات التعامل مع الطفل بشكل تربوي فضلا عن اتقان المعلم للمادة التي يدرسها.
وأكد أن ترقية المعلمين ستتم كل خمس سنوات بعد حضورهم دورات تدريبية تنظمها كليات التربية علي مستوي المحافظات. وأوضح أن منتصف يوليو هو آخر ميعاد يتقدم فيه المدرسون بتسجيل بياناتهم علي الموقع الالكتروني للوزارة واعتبارا من آخر يوليو ستبدأ الوزارة في ارسال خطابات للمدرسين تخبرهم فيها بمكان وموعد الاختبارات المؤهله للكادر.
وأضاف الببلاوي أن الفترة المقبلة ستشهد تخصيص مدرسين لكل مرحلة بعينها حيث أصبحت كل مرحلة مستقلة عن الاخري, فمدرس المرحلة الابتدائية لن تتم ترقيته الي المرحلة الاعدادية وانما يحصل علي الترقية كل خمس سنوات في المرحلة التي يعمل بها وفقا لنتائج امتحانات أكاديمية المعلمين التي ستعقد في أغسطس من كل عام. وأكد ان الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم وافق علي صرف حافز اثابة قدره10% من المرتب الاساسي سيتم صرفه في المرحلة الثانية من الكادر لمن يتميز من المدرسين بالحصول علي شهادة لاجادة اللغة الانجليزية أو الكمبيوتر ولحملة الماجستير والدكتوراه.
وأعلنت نجوي محمد أحمد العشي وكيل اول وزارة للشئون المالية والادارية بديوان عام وزارة التربية والتعليم أن صرف المرحلة الثانية من كادر المعلمين سيكون اعتبارا من مرتب أكتوبر للمستحقين في مدارس الحكومة وهو الشهر التالي لاعلان نتيجة تسكين المعلمين أو تصنيفهم وفقا لاكاديمية المعلمين حسب سنوات الخبرة ونتيجة امتحان اغسطس. وأوضحت أن قيمة الكادر في هذه المرحلة ستتراوح ما بين50% و150% من المرتب الاساسي بالاضافة الي50% سابق صرفها في المرحلة الاولي وبذلك ستزيد مرتبات المعلمين ما بين100% و200% من الاساسي. وأشارت الي أن المادة86 من قانون155 لسنة2007 تنص علي أن هناك أيضا حافزا للاداء المتميز يصدر به قرار من رئيس مجلس الوزراء بناء علي عرض وزير التربية والتعليم وجار تحديد نسبة الحافز وشروط وضوابط منحه بالتعاون مع كل من وزارتي المالية والتنمية الادارية. وأضافت ان نسبة من سيحصلون علي حافز الاداء المتميز من كل عام لن يزيد عددهم علي10% من مستحقي الكادر في كل ادارة تعليمية. وشددت علي أن هناك نظام منح مقابل أعباء المهنة والتشجيع علي العمل بالمناطق النائية ولم تحدد قيمته بعد وجار دراسته حاليا.
وحول وضع المدرسين بالمدارس الخاصة, أكد حسين عبد العظيم ابراهيم, مدير عام الادارة العامة للتعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم انه بداية من العام الدراسي المقبل2008-2009 سيتم صرف الكادر في مرحلته الاولي لمستحقيه في تلك المدارس بنسبة50% من الاجر الاساسي, أما المرحلة الثانية من الكادر فلن تنطبق عليهم هذا العام.
عدد زيارات الموقع
4,177,371
ساحة النقاش