ما بين الألم والقلم
سقط فارس الصحافة مجدي مهنا



كم يصعب رثاء الصدق والشجاعة والمسئولية إذا ما حل زمن النفاق وارتعاش الأقلام ، يكون الفقد غاليا وكبيرا ، ولكنها سنة الله في خلقه  ، يأتي البعض وكأنه يحمل رسالة نبيلة لابد عليه أن يؤديها فإذا ما فعل فاضت روحه الكريمة لبارئها .. وإلا فلماذا خرجت الآلاف من الوزير للغفير تشيع العلمين من أعلام الصحافة المصرية مجدي مهنا والناقد الكبير رجاء النقاش .

محيط – شيماء عيسى

تابعنا ظهر أمس السبت تشييع الأوساط الصحفية والثقافية والسياسية الكاتبين مهنا والنقاش ، حيث انطلقت الجنازة من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير وسط القاهرة ، بحضور الآلاف من جميع التيارات ، كما حضر الصلاة العديد من الشخصيات العامة في الدولة و جمال مبارك نجل الرئيس حسنى مبارك والوزراء ورؤساء الأحزاب والقوى السياسية ، والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف ، وعدد كبير من أعضاء مجلس الشعب والشورى والقضاة والأطباء، والمثير للتأمل حقا أن أكثر المسئولين الذين حضروا كانوا قد آلمهم النقد اللاذع من الصحفي مجدي مهنا في حياته ، ولكنهم جاءوا يودعون قلم موضوعي يعلمون أنه ما كان ينطق إلا للصالح العام .

دفن جثمان مهنا في قريته سنتماي بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية أمس ، ، كما تم دفن جثمان النقاش بمدينة السادس من أكتوبر .

محطات بحياة مجدي مهنا

مجدي مهنا هو صحفي بجريدة "المصري اليوم" ومقدم برنامج في الممنوع بقناة "دريم" الفضائية.  ذلك البرنامج ذائع الصيت والذي يحظى مع مقالاته بمشاهدة الملايين ، يتميز أسلوبه بالجرأة و الصدق  تبنى مهنا خصوصا الدفاع عن قضايا الحريات العامة والإصلاح الديموقراطي كما تصدى لقضايا الفساد.

رحل مجدي مهنا عن عمر يناهز 51 عاما بعد صراع مع المرض ، وكان الراحل قد توقف عن كتابة عموده اليومي في جريدة "المصري اليوم" وعن برنامج " في الممنوع" علي قناة "دريم" الفضائية بسبب ظروف مرضه.
وعاني مهنا منذ فترة طويلة من المرض الخبيث وأجري عملية لزرع الكبد في الخارج ولوحظ تدهور صحته في الفترة الأخيرة وانقطاعه عن العمل لفترات.

والفقيد الراحل حاصل على بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة عام 1978 وعمل فور تخرجه صحفيا بمجلة "روز اليوسف" ، ثم عمل بجريدة "الوفد" وتولى رئاسة تحريرها عام 1999 ولمدة عام.

وسبق إنتخابه عضوا بمجلس نقابة الصحفيين لدورتين إعتبارا من عام 1987.

وللكاتب الكثير من المحبين بسبب تناوله موضوعات تتعلق بالشأن العام سواء في كتاباته الصحفية أو في حواراته مع كبار المسئولين.

مقالات تخترق المحظور

في الممنوع .. زاويته

كان مجدي مهنا مهموما بمصر ومعاناة المواطنين فيها ، تقرأ بمقالاته شكاوى ترد إليه عبر البريد من كافة أطياف الشعب ، وردوده عليها ، كما تقرأ آرائه وتساؤلاته في كل المتناقضات ، كان قلمه جريئا لا يهاب المسئولين كما يواجههم بمواضع الخطر في أدائهم ويكاشفهم بما في صدره دوما ، دونما تخلى عن مسئولية الصحفي في التأكد من معلوماته وبحرفية استطاع ألا يقلب زاويته " في الممنوع " لساحة عراك مع المسئولين وقذفهم وإنما لساحة نقاش هاديء معهم بحضور القاريء للوصول للحقيقة . 

وبعد رحيل مهنا نسلط الضوء على فقرات هامة حوتها زاويته الشهيرة .

كتب مجدي مهنا عشرات المقالات عن ضرورة الإصلاح السياسي في البلاد ، ونادى بتداول السلطة واستقلال السلطة القضائية ، ورفض قانون الطواريء ، ورفض توريث الحكم ، وبلهجة ساخرة رأى أن المواطن العادي اعتاد هذه الشعارات وأصبح لا ينادي بها ورأى أن دعاة الإصلاح عليهم أيضا تجنيب الشعارات الرنانة والانتقال لبرامج عملية يخاطبون بها الحكومة .

طالب مهنا بإلغاء الأحزاب الحالية كلها وإصدار قانون جديد للأحزاب ، يساوي بينها جميعا ، ولا يعطي اللجنة تابعة للحزب الوطني ، ويسيطر عليها ، سلطة الموافقة أو الاعتراض على قيام أي حزب سياسي ، وطالب كذلك بإنهاء الخصومة مع تيار الإسلام السياسي ، والسماح له بحرية العمل في إطار الدولة المدنية ، كما طالب بإلغاء الحبس في قضايا النشر مع منع التجاوزات الصحفية في الوقت ذاته .

** من مقالاته نقرأ " غريب والله غريب أمر وزارة الزراعة الاسترالية ، التي قررت وقف تصدير الخراف إلى مصر ، بدعوى إساءة استعمالهما  .. هذا الخبر نشرته صحيفة الوفد لكنه لم يوضح الاشتراطات الواجب على الحكومة اتباعها ، لكي تحسن معاملة الخراف الاسترالية ، هل لدى المسئولين في وزارة الزراعة الاسترالية علم ، كيف تتعامل أجهزة الدولة الرسمية في مصر مع البشر حتى تطالبنا أو تحاسبنا على الطريقة التي نتعامل بها مع الحيوانات ؟ "

** في مقال آخر يقول ردا على رسالة أحد المواطنين الذي يقول بأن التعذيب صار منهجا لضباط الشرطة في الأقسام ، " لا أزال على قناعتي بأن القاعدة العريضة من ضباط الشرطة بخير ، ويؤدون واجبهم في شرف وأمانة، والقلة هي المنحرفة شأن أي مهنة أخرى " .

** وفي مقالة " بالقدر الذي حرصت فيه حكومة الدكتور نظيف على لسان رئيسها وأكبر عدد من الوزراء في المؤتمر التاسع للحزب الوطني ، على التأكيد على نجاحها في زيادة نمو المعدل الاقتصادي بنسبة 7 % فإنها تجاهلت أي حديث عن ارتفاع نسبة التضخم في البلاد ، والتي تقول الأرقام الرسمية إنها بلغت 11 و12 % بينما تقول الأرقام غير الرسمية التي يعلنها الخبراء المحايدون إنها بلغت 18 % على الأقل " .
.. " وتسليما بأن النسبة صحيحة فإن ال 7 % كعائد للنمو لم تستفد منه سوى شريحة ضعيفة في المجتمع ، قد لا تزيد عن 5% باعتراف المهندس رشيد محمد رشيد ، وزير الصناعة ، والدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية ، وفي فرنسا تقترب نسبة النمو من نسبة التضخم ، والفارق بينهما يكاد ينحصر في 1% فقط " .

** رحب مهنا بإعلان الرئيس المصري حسني مبارك البرنامج النووي السلمي المصري وإنشاء عدد من المحطات النووية ، ومصدر فرحته أنه بذلك ستتمكن مصر من توفير الطاقة التي تعاني نقصا حادا بها ولن تستطيع الطاقة المستخرجة من البترول والغاز أن تغطيه في العشرين أو الثلاثين عاما المقبلة ، عندما يتراجع مخزون مصر منها .ولكنه انتقد توقف محطة الضبعة لأسباب أغلبها سياسي بحسب وزير الكهرباء السابق .

مجدي مهنا

** انتقد مهنا في مقالاته دار الإفتاء المصرية وطريقة عملها ، وخاصة " .. في دفاعها المستمر عن الحكومة " ، حيث انتقد فتواها مثلا التي جعلت دهس مواطنة تحت عجلات سيارة شرطة لأنها اعترضت طريقها نوع من الخطأ من جانب السيدة نفسها ، وقد اعترضت سيارة الشرطة في محاولتها للقبض على أحد أقاربها المدانين ، كما انتقد فتوى الشيخ علي جمعة بشأن غرق بعض الشباب في محاولته الفرار لإيطاليا في هجرة غير شرعية واعتباره أن ذلك لا يعد شهادة ، كما أنه بعد أزمة فتوى جلد الصحفيين التي أحدثها شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي قال انه مع احترامه لفضيلة شيخ الأزهر فإنه كصحفي يقترح أن يتم جلد رجال الدين الذين يخطئون في الاجتهاد بنفس المنطق ! وخاصة إذا أضرت فتواهم بالمجتمع .

** عن فرنسا وكيف تحترم قيمة العمل ، كتب إحدى مقالاته حيث وجد أن أطباء الباطنة في المستشفى التي يعالج فيها بفرنسا حينما يضربون عن العمل لأسباب اقتصادية أو مطالبات لا يتوقفون عن رعاية مرضاهم بل يتوقفون عن استقبال حالات جديدة لحين تحقيق مطالبهم ، وقال لايزال المجتمع الفرنسي بعد مرور 300 سنة على ثورته يحترم شعار الحرية والإخاء والمساواة .

** وفي مقالة ذكر تصريح وزير الخارجية أحمد أبوالغيط كشف فيه عن تدني مستوى التعليم والثقافة ، وقال إن " 404 من خريجي الجامعات فشلوا في الالتحاق بوزارة الخارجية من أصل 417 خريجا ، وأن عشرة من هؤلاء نجحوا بالرأفة أي ثلاثة خريجين فقط هم الذين اجتازوا اختبارات الخارجية " ، وما شغله هو الشاب الذي زاره بمكتبه والذي حكى عن المعاناة التي يعيش فيها والصراع بداخله ما بين رغبته في تطوير قدراته وإمكانياته الدبلوماسية  ، وبين الواقع الذي يعمل فيه ، بظروف العمل وملابساته ، والروتين الذي يعشش في كل ركن من أركانه ، وأصبح كل ما يشغله هو تنفيذ التعليمات والأوامر الصادرة له .

** في مسألة الأسعار والغلاء كتب أن " الأسعار تزيد بنسبة 20% على الأقل كل عام ، بينما تزيد الأجور بنسبة 10% كحد أقصى ، أي أن نسبة الانخفاض في مستوى المعيشة تصل إلى 10% ولو حسبت نسبة هذا الانخفاض على خمس أو عشر سنوات فإن هذا معناه أن مستوى المعيشة انخفض من 50 إلى 100% .، إن أستاذ الجامعة الشريف الذي يعتمد على راتبه  فقط وليس له دخل آخر لا يستطيع براتبه الهزيل أن يعيش حتى الثلث الأول من الشهر " .

** في الشأن الدولي انتقد دعوة الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز المطالبة بتعديل الدستور بما يسمح له بترشيح نفسه على منصب رئيس الجمهورية مدى الحياة ؟ حيث كان لديه ثقة كبيرة في نفسه أن التصويت سيجيء بما يتماشى مع رغبته ، ولم يعتقد أن التصويت – وهو ما حدث – سيكون هو الرفض ، ورأى صراحة أنه ليس من مصلحة أي شعب أن يبقى شخص في مكان رئيس الجمهورية لأكثر من فترتين  رئاسيتين .

** كان دائم المقارنة بين حال الدول الأخرى المتقدمة ومصر، فعلق على قصة وزير العمل اليوناني فاسيليس ماجيناس التي نشرتها الأهرام ، حيث اتهموه بالفساد لأنه توسط لإبنته لتتعين في وظيفة بشركة تليفونات – وترد على فقط على التليفونات - وبعقد مدته سبعة أشهر !! وقال " ماذا إذا استبدلنا حكومة اليونان ونظام العمل فيها بحكومتنا ونظام الحكم وأجهزة الدولة، لمدة عام واحد فقط.. تري ما الذي يمكن أن يحدث خلال هذا العام؟.. أن تنصلح أحوالنا وأحوالهم.. أم تسوء الأحوال في كلا البلدين؟" .

** أثار العديد من الأزمات المحلية المصرية مثل أزمة الأسمدة .. " وهي أزمة لو توجد مبررات لها لكان مفهومًا البحث لها عن حلول.. لكن «أزمة الأسمدة» لا مبررات لها.. فالإنتاج زائد علي حاجة الاستهلاك.. فلماذا يا وزير الزراعة الأزمة؟ ولماذا زيادة الأسعار في السوق؟" ،
تحدث أيضا أنه في عام 1958 قامت لجان محاربة الإقطاع بمصادرة 393 فدانا في قرية سنديون التابعة لمركز اشمون المنوفية وتسليمها للإصلاح الزراعي ، وقام الأخير بتوزيعها على 140 أسرة من الفلاحين المعدمين وتمليكها لهم بعد تسديد ثمنها على عشرين عاما ، ورغم أن الفلاحين سددوا ما عليهم إلا أنهم لم يستلموا عقود التمليك من الإصلاح الزراعي ، مع العلم أن الفلاحين واضعين يدهم على الأرض من عام 1958 وحتى اليوم ، ووصلت عدد الأسر ل 2000 أسرة حاليا المستفيدة .
ويظهر أحد المحامين ليقول أنه اشتراها من الملاك الأصليين وأن معه أحكام قضائية نهائية بملكية الأرض وتريد تمكينه منها ، ليهب الفلاحون يقولوا .. هي فوضى ؟

** انتقد مجدي مهنا في مقالاته مشاركة المطربين تامر حسني وهيثم شاكر في احتفالات القوات المسلحة بنصر أكتوبر ، رغم إدانتهما بتزوير أوراق رسمية للتهرب من أداء الخدمة العسكرية ، والذي اعتبره مثقفون وخبراء عسكريون فعل حكومي فاضح يدفع شبابنا لخيانة الوطن .
وعلق مجدي قائلا " بدلا من أن يلقى المطربان العقاب المناسب معنويا على الأقل، فوجيء الرأي العام المصري بمكافأتهما من خلال إحياء أهم مناسبة وطنية مازلنا نتفاخر بها " .

** انتقد  مهنا الداعية الكبير عمرو خالد ، حيث انتقل من دعوة الشباب للإيمان والتمسك بالأخلاق الحميدة لمرحلة المصلح الاجتماعي ، ورأى أن إمكانيات وقدرات عمرو الفكرية والعقلية والثقافية لا تمكنه من القيام بهذا الدور ، كما انتقد أنه يقيم المشروعات الاقتصادية الكبرى في مختلف بلدان العالم والتي تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات ، ويقول إن التجديد الديني يحتاج لقدرات ابن رشد والإمام الغزالي العقلية ولقدرات الشيخ محمد عبده ورشيد رضا الفكرية والثقافية !! .

فتح-وحماس

** في الشأن العربي تساءل بمقالته الشهيرة " هل أخطأت منظمة حماس بالسماح لجناحها العسكري بتصفية الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، والتي تسيطر عليها بعض الأجنحة في حركة فتح ؟ نعم .. مهما تكن المبررات التي تقدمها، صحيحة أم غير صحيحة مثل الدفاع عن نفسها، وأنها قامت بانقلاب ضد الانقلاب الذي كان يدبر لها بأجندة فلسطينية وإسرائيلية، ولأن ما قامت به حماس قسّم الأراضي الفلسطينية إلي إمارتين منفصلتين عن بعضهما البعض: واحدة في قطاع غزة تقودها حماس،..والأخري في الضفة الغربية، تقودها حركة فتح والرئيس محمود عباس.
هل معني ذلك أن الرئيس عباس وسلطته وحركة فتح، التي ينتمي إليها، هي التي علي صواب؟
الإجابة هي: لا.. فحركة فتح علي خطأ هي الأخري، بل هي أصل الداء، بفساد السلطة الفلسطينية وفساد أجهزتها الأمنية التي تآمرت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد المقاومة، وفساد قيادات السلطة الأخلاقي والمالي، فتحول الكثيرون منهم إلي سماسرة وعملاء لإسرائيل يتاجرون بالقضية الفلسطينية، وتضخمت أرصدتهم في بنوك الخارج طالما بقوا في مناصبهم.
السؤال: إذا كانت حماس علي خطأ والسلطة الفلسطينية وفتح علي خطأ.. فلماذا انحازت السلطة في مصر إلي فتح والرئيس محمود عباس، مع أنهما ـ فتح وحماس ـ علي خطأ، وكلتاهما مسؤولة عن المأساة التي وصلت إليها القضية الفلسطينية اليوم؟!" .

قالوا عنه

المستشار محمود الخصيري : " فارسٌ سقَط في معركة الكفاح في سبيل الوطن وتحريره من الظلم والفساد، وتركَنا في وقت نحن أحوج ما نكون إليه وإلى قلمه" .

جلال عارف نقيب الصحفيين الأسبق : " رحيل مجدي مهنا خسارة فادحة لمصر، إننا لن نعوض كاتبًا مناضلاً شريفًا حريصًا على المصلحة العامة والانتماء والإخلاص بحجم مجدي مهنا" .

مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة (المصري اليوم): " إن رحيل العظيم مهنا سيترك فراغًا كبيرًا لن تعوِّضه مصر على المدى القريب" .

وكتب العديد من الصحفيين له في باب " في الممنوع .. حتى تعود " وهي فكرة قامت بها صحيفة المصري اليوم لتعبر للكاتب في محنة مرضه عن كم محبيه والذين يدعون له بالشفاء ، ومما كتبوا له نقرأ :
صلاح الدين حافظ : " نحن في انتظار عودتك.. فامتناع قلمك عن الكتابة يعد تصرفاً «في الممنوع»!!

مهندس حاتم فودة : " لا تقل لي يا قلب الأسد يا عفيف النفس أن الألم قد نال من عزيمتك"

د. ابراهيم البحراوي " وقفت زوجتي فجر الأسبوع الماضي تدعو للأستاذ مجدي مهنا كأنها تدعو لابنها بالشفاء رغم أن هذه السيدة لا تعرف شيئاً عن السياسة غير أنها تسمع من دعواتي لهذا الشاب الرائع الذي ملأ ربوع مصر تألقاً بكلماته التي لا ينقصها الشجاعة" .


  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 1383 مشاهدة
نشرت فى 10 فبراير 2008 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,835