الحملة الصحفية التليفزيونية، التي يقودها  الأستاذ وائل الإبراشي، رئيس تحرير صحيفة «صوت الأمة»، علي شاشة قناة «دريم» في برنامج «الحقيقة»، عن سفر الشباب المصري إلي إسرائيل.. والسعي إلي إيجاد فرصة عمل له، بعد أن ضاقت به السبل في بلاده، ولم يعد يعرف كيف يتصرف، سوي بالتطرف والذهاب إلي السفارة الإسرائيلية، يشتكي لها حاله البائس، لعلها تفتح أبوابها له.
هذه الحملة تستدعي من الزميل الإبراشي أن يستمر فيها.. وألا تتوقف، حتي لو وصلت إلي الرقم عشرين.. لأنها تكشف عن حجم الصدمة والمعاناة التي يعيش فيها الشباب في مصر.
وكل قصة منها وراءها مأساة، ومشاكل وتعقيدات، سوف تمتد آثارها إلي المستقبل.
وصدمتي كانت شديدة، عندما قرأت في صحيفة «الدستور»، ، أن البنك الدولي، في آخر تقرير صادر عنه، أكد أن إسرائيل هي ضمن أهم عشرة مصادر لتحويلات العمالة المصرية من الخارج.. أي أننا نظلم هذا الشباب كثيراً، إذا اقتصرت نظرتنا إليه، علي أنهم تحولوا إلي جواسيس وعملاء لإسرائيل.. فالجواسيس والعملاء لا يفتحون حسابات علنية في البنوك، لإرسال أموالهم إلي بلدهم الأم.. والجواسيس والعملاء لا يظهرون علي الفضائيات، ولا يتحدثون في التليفونات عن مشاكلهم ومعاناتهم علي الهواء، ويطلبون حلها.
لا يكفي أن يظهر ضيوف برنامج «الحقيقة» لـ«يشخطوا» في هؤلاء الشباب، ويطرحوا عليهم الأسئلة: أين الكرامة وأين الوطنية وأين النخوة؟.. إلي آخر هذه الكلمات والعبارات الرنانة، التي أصبحت غريبة علي هؤلاء الشباب.. ولا تسألوا الشباب: لماذا أصبحت هذه الكلمات غريبة عليهم؟.. ولا تحملوهم المسؤولية عن ذلك.
لقد هزني كلام الشاب، الذي شارك في حزب أكتوبر، وحصل علي نجمة سيناء، ومع ذلك سافر إلي إسرائيل للبحث عن فرصة عمل، لأنه لم يجدها في بلاده.. وفي حلقة أخري، كيف اضطر أحد المصريين إلي الذهاب إلي السفارة الإسرائيلية، طالباً السفر إلي إسرائيل، لأنه تعرض للمهانة والتعذيب في أحد أقسام الشرطة، ولجأ إلي الوسائل المشروعة في الدولة للحصول علي حقه، ولم يحصل عليه، فهداه تفكيره إلي السفارة الإسرائيلية، لعل الحل عندها.
سأردد مع ضيوف البرنامج، ومع مقدمه الزميل وائل الإبراشي: إلا إسرائيل.. إسرائيل ليست هي الحل، لكن علينا أيضاً ألا نخدع هذا الشباب.. ونحل مشاكله بكلمات من نوع: اصبر وكافح وحاول ولا تيأس.
قبل أن نسأل الشباب: كيف تجرؤ علي اتخاذ قرار السفر إلي إسرائيل؟.. علينا أن نسأله ونسأل أنفسنا: لماذا اتخذ هذا القرار؟
والإجابة تحتاج إلي خمس وعشر حلقات من برنامج «الحقيقة»، وإلي أن تفعل أمانة السياسات بالحزب الوطني شيئاً مفيداً لهذا الشباب.. وتبحث في هذه الظاهرة والوقوف أمامها، إلا إذا كانت أمانة السياسات لا تعارض في ذلك
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 1942 مشاهدة
نشرت فى 23 ديسمبر 2007 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,976