ثروتنا الحيوانية‏..‏ في خطر
التهاب الجلد‏..‏ يهدد الماشية‏!‏
الإصابات بدأت في قري طوخ وانتقلت للقليوبية والمنوفية

<!heade>
إذا كانت الوقاية خيرا من العلاج‏,‏ فإن هذا المبدأ لا ينطبق فقط علي صحة الانسان وانما يمتد أيضا إلي صحة الحيوان‏..‏ ولكن ما يحدث الآن لثروتنا الحيوانية من الماشية لا يمت بصلة إلي هذا المبدأ‏..‏ فقد شهدت قري مركز طوخ بالقليوبية بداية ظهور اصابة الماشية بمرض الالتهاب الجلدي الأوديمي‏,‏ ولكن في ظل غياب الرعاية البيطرية وعدم الاهتمام بالماشية فقد اتسعت دائرة الاصابة لتشمل قري بنها وعرب الرمل وأجهور وكفر الشيخ إبراهيم وقويسنا بمحافظة المنوفية‏.‏

ما هي حكاية هذا المرض؟ وكيف انتشر؟ وما هي مخاطره؟
الدكتور محمد عطية وكيل كلية الطب البيطري بجامعة بنها من أوائل من تنبهوا إلي ظهوره في قري طوخ ومواجهته لمعرفته به حيث يرجع ظهوره لعام‏1984.‏

ويوضح أن هذا المرض ينتج من وجود ميكروبات لا هوائية متحوصلة في التربة الطينية والترابية وتنشط في ظل ارتفاع درجات الحرارة خصوصا في شهور يونيو ويوليو واغسطس وتصيب الجاموس تحديدا عن طريق جرح بجلد الحيوان فيدخل جسمه عن طريق هذا الجرح ويصيب الأنسجة الرخوة تحت الجلد ويكون ورما وصديدا ومن أعراضه تضخم في الغدد الليمفاوية المجاورة للجزء المصاب ويسبب حبس الدم والتورم وتكمن خطورته إذا ظهر في منطقة بها أنسجة دموية وأعصاب‏.‏

ويؤكد الدكتور محمد عطية ان المرض منتشر الآن بصورة وبائية‏,‏ فقد بلغت نسبة الاصابة في قري مركز طوخ‏60%‏ من اعداد الجاموس بها‏.‏

وعن وسائل انتشاره يقول الدكتور حمدي عبدالسميع‏:‏ عن طريق الناموس والحشرات من حيوان مصاب إلي حيوان سليم ويؤدي إلي توقف انتاج الحليب تقريبا فضلا عن هزال الجاموس وضعفه ويكلف المرض المربي ما بين‏150‏ ـ‏200‏ جنيه لعلاج الرأس الواحدة مما يرهق الفلاح وخوفا من نفوق الجاموس يضطر إلي بيعها للجزارين الذين يذبحونها ويبيعون لحمها للمواطن ولأن أغلب الجزارين ـ تقريبا كما يقول الدكتور حمدي عبدالسميع يذبحون خارج المجزر بعيدا عن الرقابة الصحية والبيطرية فإن ذلك يمثل خطورة علي المواطن لأن هذه اللحوم تصبح غير صالحة للاستهلاك الآدمي ويؤكد الدكتور محمد عطية امكانية التخلص من هذا الوباء خاصة أنه لم يظهر سوي منذ فترة بسيطة وذلك باتباع عدد من سبل الاحتياطات الواجبة مثل القضاء علي الحشرات الخارجية التي تعيش علي جلد الحيوان مثل القراد باستخدام أنواع معينة من المبيدات الحشرية بنسبها المحددة والموضحة علي العبوات‏,‏ وأيضا يجب الابتعاد عن أسباب جرح الحيوان مثل الضرب العنيف أو وضع الحزام في أنف الحيوان أو ربطه بجنزير كما يحلو للبعض ان يفعل واتباع الأطباء البيطريين لنظم حديثة وآمنة في تعقيم الحقن والسرنجات والأدوات التي يستخدمونها ونظافة الز
رائب ومتابعة المرض من بداية ظهوره حتي لا يصل به الإهمال إلي مناطق الجهاز الهضمي فتؤثر علي موت الحيوان أو موت الجنين أو الولادات الصغيرة‏.‏ ويؤكد الدكتور عطية توافر فرص العلاج المكثف خلال مدة من‏7‏ إلي‏10‏ أيام بحقن الجاموس بالبنسلين بعيدا عما هو شائع من استخدام المضادات الأخري‏.‏

أما الدكتور محمود أبوالروس استاذ التناسليات بكلية الطب البيطري فيؤكد أن تجربته التي اجراها في تنظيف وحماية الجاموس هي الأكثر قدرة علي الوقاية باستخدام الخل في رش جلد الحيوان بعد حل كل زجاجة خل بأربع زجاجات مماثلة في الحجم مليئة بالمياه‏.‏ ثم دهن جسد الجاموسة كله بالليمون وهو بمثابة طارد طبيعي للناموس الذي يعد الناقل الأساسي للمرض وكذلك يجب الاعتناء بنظافة الترع والمصارف كمصادر رئيسية للتلوث ومليئة بالناموس‏,‏ ولكن ماذا يفعل المواطنون؟

تشكو سعدية عبدالفتاح صاحبة احدي المواشي المريضة من أنها تلجأ إلي الوصفات البلدية هي وجيرانها حيث لا يهتم بهم أحد من الأطباء البيطريين‏,‏ وللأسف فعندما حاولنا الاستفسار من أحد المسئولين بالهيئة وجدناهم في اجتماعات دائمة ولا وقت لديهم للرد علي أي استفسار لا لمواطن ولا الصحف حتي هواتفهم المحمولة لا تجيب‏..‏ فهل من مجيب؟‏.‏
  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 1655 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2007 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,798