حمض "الفوليك"، في خفض مخاطر الإصابة بالأورام "الغدية الحليمية" التي تظهر في القولون، إذ بينت أن تناول هذه المادة لا يسهم في التقليل من احتمالية إصابة الفرد بهذا النوع من الأورام بل قد يزيد من إمكانية معاناته منها.
وكانت دراسات سابقة أظهرت أن تناول حبوب حمض الفوليك يقلل من احتمالية معاناة الأجنة من الشوكة المشقوقة Spina bifida، أحد التشوهات الولادية التي تصيب الحبل العصبي، لذا طالبت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في العام 1998بإضافة هذه المادة لعدد من الأغذية التي تتألف من الحبوب. إلى جانب ذلك أشارت دراسات أخرى إلى دور محتمل لحمض الفوليك في خفض مخاطر إصابة الفرد بسرطان القولون، لذا أجرى باحثون من جامعة نورث كارولاينا- تشاب هيل الأمريكية دراسة بهدف التحقق من صحة هذا الأمر.
وشملت الدراسة 1021 من النساء والرجال، كانوا جميعا قد خضعوا في السابق للعلاج، بسبب إصابتهم بأورام غدية حليمية في القولون Adenomas ، والتي قد تتحول إلى أورام سرطانية لاحقاً.
وتضمنت الدراسة تقسيم الأفراد إلى مجموعتين، بحيث يتناول الأفراد في المجموعة الأولى 1 ملغم من حمض الفوليك يومياً، فيما أعطي العقار الزائف Placebo لأفراد المجموعة الأخرى.
وطبقاً لنتائج الدراسة التي نشرت أمس الأول (6/6) في دورية الرابطة الطبية الأمريكية (JAMA) فقد تبين أن معدل الإصابة بالأورام الغدية الحُليمية في القولون، والتي قد تتحول إلى "سرطانية" لاحقاً، كان الأعلى في المجموعة التي تناول أفرادها حمض الفوليك. كما أظهرت الدراسة أن احتمالية إصابة الفرد - من مجموعة حمض الفوليك – بثلاثة من هذه الأورام بلغت الضعف مقارنة مع بقية المشاركين.
من جانب آخر أشارت الدراسة إلى زيادة معدلات الإصابة بالأورام المختلفة عند الأفراد الذين تناولوا حمض الفوليك، مثل سرطان البروستاتا.
وبحسب قول الباحثين " فلم تقدم الدراسة دليلاً على أن تناول حمض الفوليك له فوائد صحية" وذلك في مجال مكافحة هذا النوع من الأورام السرطانية. كما أكدوا على ضرورة تحري المزيد حول إمكانية تورط هذه المواد في زيادة مخاطر الإصابة بالأورام الأخرى، وذلك من خلال إجراء بحوث في المستقبل، خصوصاً وأن الأفراد في الولايات المتحدة يتناولون بعض أنواع الأغذية المدعمة بحمض الفوليك بشكل مستمر.