فعلاً.. عظيمة يا مصر.. لقد فازت وعن جدارة واستحقاق بعضوية المجلس العالمي لحقوق الإنسان، بأغلبية ١٦٨ صوتاً من أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو يعد رقماً قياسياً لم تستطع كل دول العالم أن تحققه وأن تصبو إليه.

عظيمة يا مصر، لأنك استطعت تحقيق هذا الفوز الساحق من الجولة الأولي، بينما عجزت دول عريقة في الديمقراطية كالدنمارك وهولندا في الحصول علي العدد الكافي من الأصوات «٩٧+١» للترشح لعضوية هذا المجلس عن منطقة أوروبا الغربية.

الحمد لله أن دول العالم اكتشفت أن حقوق الإنسان في مصر تفوق تلك التي في كل من الدنمارك وهولندا، وأن المواطن المصري يعيش في مناخ من الحريات لا تعرفه أعتي الدول ديمقراطية في العالم، وأنه لا صحة لكل الكلام الفارغ الذي تقوله منظمات المجتمع المدني العاملة في مصر، وتقارير المجالس العالمية المهتمة بحقوق الإنسان في العالم.

مصر فازت من الجولة الأولي، بينما كل من هولندا والدنمارك ستدخلان جولة اقتراع ثانية، لفشلهما في الحصول علي عدد الأصوات التي تؤهل أياً منهما للانضمام إلي المجلس العالمي لحقوق الإنسان.

إيه الحلاوة دي يا ولاد!

عظيمة يا مصر.. لأن رجلك الهمام أحمد أبوالغيط الذي تقدم بطلب انضمام مصر إلي هذا المجلس، استطاع بجهود مضنية أن يقنع دول العالم بأن ملفك في مجال حقوق الإنسان نظيف، فلا يوجد شيء اسمه التعذيب في السجون، ولم يسمع أحد عن قضية عماد الكبير الذي سحل داخل قسم الشرطة، ولم يطبق قانون الطوارئ يوماً واحداً في البلاد، بل لا يوجد أصلاً قانون اسمه الطوارئ، ويعني إيه إحالة المدنيين إلي المحاكم العسكرية، أما الانتخابات فهي نظيفة والمعارضة السياسية تمارس جميع حقوقها،

 ومن حق كل فصيل سياسي أن ينشئ حزبه السياسي، ولا وجود للجنة حكومية اسمها لجنة شؤون الأحزاب السياسية، هي التي توافق أو ترفض قيام أي حزب سياسي، كما نجح نظام الحكم في حل مشكلة التيار الإسلامي، فلا يطاردون ولا يلاحقون كالمجرمين، ولا يحالون إلي المحاكم العسكرية.

عظيمة يا مصر.. مهما شكك البعض في نظافة سجلك الحقوقي الإنساني، وعظيمة لأن رجلاً يجلس علي كرسي وزير الداخلية لا يسمح بأي انتهاكات ضد حقوق الإنسان، ولا يضيق الخناق علي منظمات المجتمع المدني، ولم يغلق أبوابها.

عظيمة.. لأن قوات الأمن تسمح بخروج المظاهرات إلي الشوارع، وللأحزاب بإقامة مؤتمراتها الشعبية في قلب الميادين العامة، ولأن مرشح الحزب الوطني في انتخابات رئاسة الجمهورية فاز بنسبة بسيطة، وكاد أن يسقط في الانتخابات أمام المنافسة الشرسة للحاج أحمد الصباحي زعيم حزب الأمة.

عظيمة.. لأن تعليمات وزير الداخلية إلي أجهزته: تعاملوا برفق مع المتظاهرين من أعضاء كفاية، فهم إخوة لكم، واتركوهم يعبرون بحرية عن آرائهم ومواقفهم السياسية. فهذه هي الحرية التي يعشقها والديمقراطية التي يؤمن بها حبيب العادلي.

عظيمة يا مصر.. لأن الحزب الوطني لا يحتكر السلطة لنفسه، ولا تجلس رموزه علي قلوب المصريين بالقوة، ولا يقبل أن يجلس علي مقاعد السلطة أبد الدهر، وعظيمة لأن منصب رئيس الجمهورية لا يحتكره شخص واحد منذ ٢٦ عاماً.

لكل هذه الأسباب وغيرها الكثير، فقد عرفت دول العالم فضلك وكرمك علي الإنسان المصري، وكان فوزك الكاسح بعضوية المجلس العالمي لحقوق الإنسان.

ويا «وكسة» حقوق الإنسان، بعد انضمام مصر إلي مجلسها العالمي!

محمد عريضه

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 1243 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2007 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,632