قلب النساء المرهف «ينكسر».. بسبب التوتر النفسي

 الرفق في التعامل مع المرأة ضرورة لحياتها وليس دلعا


من المستغرب أن يتأخر أطباء القلب كثيراً في معرفتهم بأن القلوب المرهفة للنساء قد لا تتحمل سماع الأخبار القاسية والسيئة، وأن قلوبهن رقيقة لدرجة أنها قد تتأثر بشكل سلبي لدى معايشة المرأة لأنواع شتى من الضغوط والتوتر النفسي. والسبب في هذا الاستغراب هو أن معظم الناس، وخاصة الرجال، يُدركون، ومنذ آلاف السنين، أن للنساء قلوباً من ذلك النوع المُتطلب للرعاية، وأن الضغوط النفسية أو سماع الأخبار المحزنة فجأة قد يُؤذي قلوبهن ويعصرها بالألم. وأن الموروثات الثقافية المتحضرة، في صواب نظراتها وتوجيهاتها، حول التعامل مع المرأة أكدت ضرورة الرفق بها. واعتبرت من الطبيعي أن يتم إبعادها ما أمكن عن أماكن وحالات الخصومة والنزاعات الأسرية وغيرها. ولم يكن هذا من باب «تدليعها»، بل هو، على الأقل من الناحية الطبية، ضرورة صحية تحتاجها المرأة للمحافظة على سلامة أعضائها ونفسيتها وقدراتها العقلية.

* الطرح الياباني وحينما طرح الباحثون من اليابان في التسعينات ملاحظاتهم الطبية حول حالة انكسار قلوب النساء، لم تتقبل العديد من المصادر الطبية الغربية الأمر في بداياته. لكن تتابع ورود رصد مثل هذه الحالات من اليابان ومن دول أوروبا ومن باحثين في الولايات المتحدة، خاصة من مايوكلينك، جعل أطباء القلب يتوجهون بشكل أكبر نحو محاولة التعرف علي حقيقة هذه الحالة ومدى انتشار حصولها، إلى أن أعلن الباحثون من الولايات المتحدة في العاشر من شهر مايو(أيار) الحالي بدئهم دراسة قومية حول حالات تاكوتسيبو Takotsubo cardiomyopathy لاعتلال عضلة القلب، أو ما يُطلق عليه حالة متلازمة انكسار القلب «broken heart syndrome» .

وجاء الإعلان ضمن فعاليات المجمع الأميركي لقسطرة شرايين القلب والعلاج التدخلي الذي عُقد في أورلاندو بولاية فلوريدا في الفترة ما بين 9 إلى 12 مايو الحالي.

والملاحظ أنه أصبح شيئاً عادياً في علم الطب الحديث رفض الاعتراف إما بوجود حالات مرضية معينة أو رفض الاعتراف بوسائل علاجية، إلى أن تُثمر جهود البحث العلمي وإجراء الدراسات الطبية صحة هذه الأمور، وبالتالي تجبر الوسط الطبي على تقبلها والاعتراف بصوابها وصحتها.

ومن الأمثلة الحية لعدم الاعتراف بوجود حالات مرضية، ما مر ببلدان شرق آسيا خلال العشر سنوات الماضية، وأشار إليه ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط»، حيث اُعتبرت كل حالات التهابات الجهاز التنفسي الوبائية في هونغ كونغ منتصف التسعينات بأنها حالات مرض الالتهاب الرئوي الحاد «سارس»، بينما تحدث بعض الباحثين الطبيين آنذاك عن أنها مختلفة عن «سارس»، وأنها تحديداً شبيهة بأنفلونزا الطيور. وتأخرت الجهود الطبية سنوات نتيجة عدم التمييز بينها، ودفع العالم ثمن ذلك، إلى أن ثبت أنها حقيقة مختلفة عن سارس، بل هي أنفلونزا الطيور، الهاجس الصحي الأكبر للعالم اليوم. وغني عن الذكر أن نفس الشيء حصل مع الإيدز في بداياته.

كما أن من أمثلة الرفض في الأوساط الطبية للوسائل العلاجية، ما حصل مع الوخز بالإبر كوسيلة علاجية تبناها الصينيون وبذلوا الكثير من الإمكانيات المادية والعلمية في إثبات جدواها العلاجية ونشرها في دول العالم، حتى الرافضين لها في البداية، إلي أن وصلنا اليوم إلي ممارستها بكل حرية في الولايات المتحدة وبقية أنحاء العالم دون تحفظ وفق ضوابط صحية تحمي الناس من إصاباتهم بالأمراض المُعدية جراء ممارستها بطرق خاطئة غير مُراعية لأسس السلامة الصحية. بل أُنشئت المعاهد الخاصة بالتدريب على ممارستها في الولايات المتحدة ودول أوروبا، والتي لا تتطلب البتة أن يكون المُعالج بها طبيباً حاصلا على شهادة من أحد كليات الطب. وهو ما سبق لملحق الصحة في الشرق الأوسط عرض جوانبه التاريخية بالتفصيل عند الحديث عن الوخز بالإبر.

* «انكسار القلب» وقال الباحثون من جامعة براون في بروفيدانس بولاية رودي أيلاند الأميركية، إنهم استحدثوا أكبر برنامج قومي أميركي لتسجيل ورصد الإصابات بحالات متلازمة انكسار القلب. وأضافوا أن دراسة الرصد هذه ستُساهم في تسهيل ملاحظة الأطباء لهذه الحالات «النادرة»، والمهددة لسلامة الحياة، كي تتم معالجتها.

وتُعرف بشكل عام حالات تاكوتسيبو لاعتلال عضلة القلب باسم متلازمة انكسار القلب، لأن حصولها يسبقه التعرض لألم وبؤس عاطفي أو جسدي. وبالرغم من عدم معرفة الأطباء على وجه التحديد السبب والآلية التي تُؤدي إلي ظهور الإصابات بذلك الاعتلال والضعف العضلي في وظيفة القلب لضخ الدم واستيعابه، إلا أن من المعروف جيداً أنها تصيب النساء، دون الرجال، بشكل شبه حصري. وغالباً ما يبدو المرض على المُصابين بدرجة يصفها الأطباء بأنها خطرة وحرجة خلال الـ 48 ساعة الأولى من الإصابة. وتحديداً فإن حالة المريض تشبه تماماً في كل شيء حالة من تصيبهم نوبة قلبية نتيجة انسداد أحد الشرايين التاجية دون أن يكون ذلك موجوداً، لأن إجراء قسطرة للقلب في ذلك الحين بالذات لا يُظهر وجود أي إعاقة لجريان الدم من خلال كل الشرايين التاجية، بل تكون سليمة. ومع هذا قد تشكو المرأة من ألم شديد في الصدر، وتبدو عليها علامات ومؤشرات ضعف عضلة القلب، بل ان حتى تخطيط رسم كهرباء القلب يُظهر وجود علامات التغيرات المُصاحبة عادة لحصول نوبة الجلطة القلبية! ويقول الدكتور ريتشارد ريغنانت، الباحث الرئيس في برنامج الرصد للحالات تلك، إن معالجة إصابات الحالات هذه صعبة ليس على أطباء أقسام الإسعاف فقط، بل حتى على الأطباء المتخصصين في طب القلب. والمرضى حينما يتم إحضارهم إلي أقسام الإسعاف في المستشفيات، قد يكونون في حالة السكتة القلبية وتوقفه عن العمل تماماً، أو في حالة من الصدمة القلبية المصحوبة بهبوط شديد في نبض القلب وضغط الدم، أو في حالات شديدة من ضعف أداء عضلة القلب لوظائفها، والتي من أهمها إتمام ضخ الدم إلى كافة أرجاء الجسم.

وأضاف أن معالجة الحالات القلبية هذه لدى المرضى قد يتطلب التدخل المتقدم جداً من ناحية تقديم المعالجات الخاصة بإنقاذ الحياة، مثل تركيب أنابيب أجهزة التنفس الصناعي وإعطاء الأدوية الداعمة لرفع مقدار ضغط الدم وتقوية القلب، وذلك عبر الأوردة.

* حالات غير نادرة وفي المراحل الأولية للبدء في برنامج رصد حالات انكسار القلب، تمكن فريق البحث من ضم 40 حالة تم التعرف على الإصابات بها في مستشفيين من ولاية رودي أيلاند خلال السنتين الماضيتين. ومعلوم أن رصد هذا العدد في اثنين فقط من مستشفيات إحدى الولايات الصغيرة مساحة والقليلة في عدد السكان، وخلال العامين الماضيين فقط، لا يُمكننا القول بكل ثقة إن الإصابات بهذا النوع من فشل عضلة القلب هي شيء نادر. وهو ما يُقال حتى اليوم في مراجع المصادر الطبية، بل من المبكر جداً الزعم بأنها حالات نادرة.

وما يراه بعض المراقبين الطبيين هو أن طرح الأمر بكل جدية، كما هو حاصل الآن لأول مرة، على الأطباء عموماً، و أطباء القلب على وجه الخصوص، سيزيد من الاهتمام برصد الإصابات بهذا النوع من فشل عضلة القلب بين الناس، وبين النساء على وجه الخصوص. وما هو مُتوقع أن نتائج برنامج الرصد ستدل على أن الكثير من حالات فشل القلب التي أُصيبت وتُصاب بها النساء، كان سببها في الأصل هو تعرضهن لأنواع من التوتر النفسي العاطفي. وحينها ستُصنف هذه الحالات ضمن هذا النوع، دون تصنيفها تحت عناوين أخرى أو تحت عنوان فشل عضلة القلب المجهول السبب. وما جعل الأطباء يُصنفونها كذلك في السابق هو أن من غير الشائع بينهم معرفة نوع الانكسار العاطفي للقلب بالذات من بين أسباب أمراض ضعف عضلة القلب وفشلها. مما يعني أن المحصلة قد تُشير إلى أن حالات انكسار القلب ليست نادرة علي أقل تقدير.

هذا من جانب، ومن جانب ثان، فإن الذي يبدو من حديث الباحثين من اليابان ومن الولايات المتحدة، أنه سيكون هناك توجه علمي نحو دراسة هذه الحالات باهتمام أكبر. ما قد ينتج عنه النظر إليها ليس كحالة فشل عضلة القلب فقط، بل، أولا، كحالات من تضرر العضلة بدرجات ومراحل أقل من الوصول إلي حد الفشل. وهي حالات قد تظهر على درجات متفاوتة الشدة للإعياء البدني الجسمي أو ضيق التنفس مع بذال الجهد. وأيضاً ثانياً، النظر إليها كحالات الخفقان واضطراب إيقاع نبضات القلب الذي تُعاني منه النساء بشكل كبير، خاصة منها أنواع تسارع ضربات القلب لمدد طويلة، أو في فترات متقطعة، لكن بشكل متكررة، نتيجة للتوتر النفسي. والتي غالبها مرتبط بالهرمونات والتفاعلات العاطفية. والمعلوم أن استمرار وجود حالة من تسارع وزيادة نبض القلب، هو أحد أسباب الإصابة بفشل عضلة القلب في نهاية المطاف. ومن جانب ثالث، فإن الدراسات الطبية، التي تناولت ما الذي يحصل في مراحل تالية بعد الإصابة، تقول لنا إن غالبية النساء المُصابات، واللاتي يتجاوزن بسلام مرحلة أول 48 ساعة ما بعد الإصابة، فإن حالة قوة عضلة القلب لديهن ستتحسن خلال بضعة أسابيع. وهذا يعني أن ثمة كثيرا من الحالات التي لم يتمكن المرضى فيها من عرض أنفسهن على الأطباء ولم يتم تشخيص إصابتهن، ثم زال ضعف القلب عنهن. وهو أمر يجعل من الصعب القول اليوم إن الإصابات، بهذا الانكسار القلبي، نادرة.

* التوتر والقلب ومما لاحظه الباحثون من جامعة براون أن 95% من المُصابين بالحالة والذين تم ضمهم إلى مشروع برنامج الرصد للحالات في الولايات المتحدة، هم من النساء. وأن 60% منهم قد تعرضوا لحالات من التوتر الشديد في الوقت الذي سبق ظهور أعراض فشل عضلة القلب عليهم واضطرارهم إلى الحضور إلي أقسام الإسعاف على وجه السرعة. وتنوعت تلك الظروف المسببة للتوتر التي تعرضوا لها، ما بين السرقات المسلحة والمشاجرات الكبيرة وخلع الضرس أو التحضيرات لمنظار القولون، وفق ما قاله الباحثون.

وكانت الشكوى الأهم آنذاك هي ألم شديد في الصدر، حيث ذكر 70% منهم معاناتهم من ذلك. ويليه ضيق في التنفس لدى 33% منهم.

لكن الأهم، حقيقة من الناحية الطبية، هي ثلاثة أمور، يُدرك الأطباء وغيرهم عمق معناها وتداعياتها، وهي:

أولاً: أن لدى كل المُصابين بحالات انكسار القلب، كانت هناك تغيرات في تخطيط رسم كهرباء القلب electrocardiographic ECG تطابق ما يظهر عند الإصابة بالأزمات القلبية الحادة والمفاجئة acute coronary syndrome . سواء تغيرات رسم كهرباء القلب المُصاحبة لنوبة الجلطة القلبية heart attack أو المُصاحبة لحالات آلام الذبحة الصدرية غير المستقرة unstable angina.

ثانياً: ان لدى 95% من المصابين تُظهر تحاليل الدم لأنزيمات القلب أن هناك تلفاً و تحللاً يطول خلايا عضلة القلب، مما يعني إما موت قليل أو كثير من خلايا عضلة القلب بالكلية أو تهتك جدرانها وأنسجة أغلفتها.

ثالثاً: ان إجراء قسطرة لشرايين القلب آنذاك، حتى أثناء الشعور بألم الصدر ووجود تغيرات تخطيط رسم كهرباء القلب وارتفاع منسوب أنزيمات عضلة القلب، لا يُظهر وجود أي تضيقات في أي مقطع من مقاطع شرايين القلب التاجية. كما لا يُظهر وجود أي أنواع انقباضات التشنج لعضلات مقاطع الشرايين التاجية. أي أن الشرايين التاجية كلها سليمة كي يتدفق الدم من خلالها بسلاسة ودون أي إعاقة.

مما يعني تلقائياً أن التعرض للتوتر النفسي العاطفي يُؤدي إلي تلف حقيقي لا مجال للشك في حصوله أو في عمق ضرره في التسبب بفشل مجمل قوة عضلة القلب. ويظهر علي هيئة كما لو أن تدفق الدم من خلال أحد الشرايين القلبية التاجية قد انقطع تماماً، بينما في الحقيقة كل الشرايين سليمة من الانسداد وأيضاً كل الشرايين سليمة من حالة الانقباض التشنجي لعضلات مقاطع أجزائها! ولأن ما يبدو هو صورة ومؤشرات وتداعيات انقطاع تزويد عضلة القلب، تماماً أو جزئياً، بالدم. فإن ما يُحاول الباحثون معرفته هو ما الذي يحصل بالضبط في قلب المرأة عند تعرضها لضغوط التوترات النفسية المتعددة الأشكال والأسباب. وعليه فإن السؤال الأول و المحير حتى الآن هو: ما الذي يمنع ويحول آنذاك بين العضلة وبين ورود الدم إليها، خاصة مع وجود شرايين سليمة لا تضيقات فيها؟ والسؤال الثاني والأهم: لماذا يحصل هذا في قلوب النساء بالذات؟ والسؤال الثالث، الذي طرحه الدكتور ريغنانت صراحة، بقوله إننا لا نعلم لماذا تحصل لدى بعض النساء حالة انكسار القلب بعد التعرض لما قد يبدو توتراً نفسياً طفيفاً، في حين أن البعض الآخر من النساء قد يتعرضن لتوترات نفسية شديدة دون حصول أي تأثر في قوة قلوبهن أو ظهور حالة «تاكوتسيبو» عليهن! وأضاف الباحثون أن النجاح في تخطي مرحلة الـ 48 ساعة الأولى من قبل غالبية المُصابات بهذا النوع من فشل عضلة القلب، يعني أن حالتهم ستمر بفترة من استرداد القلب لعافيته وقوته، وذلك بوتيرة متواصلة و إيجابية متدرجة. وأن المتابعة بتصوير الأشعة ما فوق الصوتية للقلب echocardiography لمعرفة التحسن في قوة عضلة القلب، قد أظهرت أن غالبيتهم سيحصل لديهم ذلك خلال بضعة أسابيع.

وهذا يعني أمرين، على أقل تقدير. الأول ما تقدم من تأثير زوال الضعف في عضلة القلب علي دقة رصد جميع حالات المُصابين طالما أن البعض منهم لا يحضر إلى المستشفيات أو يُراجع الأطباء عند شكواه من ألم الصدر أو ضيق التنفس.

والثاني جانب من الضروري معرفته بشكل علمي واضح. وهو هل من سبقت إصابته بهذه الحالة عُرضة لتكرار الإصابة أو لا؟ وهو ما يحتاج إلى متابعات لعدد أكبر من الحالات، ولمدد زمنية طويلة. وأفضل المتوفر إلى الآن هو متابعات الدكتور أكاشي والدكتور ساساكا، وزملائهما الباحثين من كلية الطب بجامعة سانت ماريانا في كاواساكي باليابان، لمجموعة لا تتجاوز سبعة أشخاص. وتمت متابعتهم لمدد تراوحت ما بين سنة إلى أربع سنوات. ولم يتم رصد تكرار حصول الحالة لدى أي من هؤلاء المرضى السبعة.

* الفخ الياباني لصيد الأخطبوط وشكل القلب عند انكساره > ربما ليس من قبيل المبالغة ما نراه في مشاهد أفلام الدراما أو نسمع عنه، من معاناة بعض النساء من ألم في الصدر أو ضيق في التنفس عند سماع أخبار محزنة. كوفاة عزيز أو تعرض لخسارة مالية أو أثناء حضور إحدى المشاجرات العائلية أو غير العائلية الصاخبة.

وكان أطباء القلب في اليابان سباقين في رصد ودراسة وتعريف نوع جديد من أنواع اعتلال وفشل عضلة القلب، يطول النساء على نحو غالب عند تعرضهن لحالات التوترات النفسية. وهو نوع أعلن عن رصد حالاته الدكتور ساتوه لأول مرة في عام 1991، كحالة مرضية مستقلة لأنواع فشل عضلة القلب.

وهذا النوع من فشل عضلة القلب، الذي يُسمى بحالة متلازمة انكسار القلب، لا يزال غامضاً على الأطباء والباحثين في جوانب كثيرة منه. ويكتسب اهتماماً علمياً وتطبيقياً طبياً متزايداً. حيث صدرت، في السنوات القليلة الماضية، عدة دراسات عن مصادر طبية في اليابان وأميركا الشمالية وأوروبا الغربية حول رصد المزيد من حالات الإصابات وتحليل خصائص ومميزات ظهور الأعراض ونتائج الفحوصات لهم وغيرها من الجوانب التي تُساعد على فهم المزيد عنها ووضع تصورات طبية شاملة لها في التشخيص والمعالجة. وسمى هذه الحالة اليابانيون بحالة «تاكوتسيبو» لاعتلال عضلة القلب. وتاكوتسيبو tako tsubo كلمة يابانية تصف نوعاً من الأوعية التي يستخدمها الصيادون في اليابان كفخ لأسر أنواع الأخطبوط. والسبب أن شكل عضلة القلب لدى المرضى المُصابين يبدو مثل وعاء صيد الأخطبوط عند إجراء قسطرة القلب. ذلك أن شكل البطين الأيسر، الشبيه بالقمع المخروطي، يبدو عند ضخ مادة الصبغة الملونة فيه وانقباض البطين، على هيئة حزام منقبض في الجزء الأسفل من المخروط، ومنتفخ كالبالون في جزء قمة رأس المخروط.

والسبب في ظهور صورة انقباض البطين الأيسر، المخروطي الشكل، بهيئة البالون في الرأس والعنق في الأسفل، هو أن شلل الأجزاء الرأسية من عضلة البطين عن الحركة الانقباضية يفرض على الأجزاء السفلية في البطين الانقباض بشكل بالغ كي يتم ضخ أكبر قدر ممكن من الدم، إن أمكن.

وبالرغم من إشارة غالبية الدراسات التي تناولت هذا النوع من اعتلال وفشل القلب أن معظم الإصابات هي بين النساء، وأنها في الغالب بين من تجاوزن سن اليأس، إلا أن من غير المعلوم مدى انتشار الإصابات بهذه الحالة بين منْ هن صغار في السن أو متوسطات العمر من النساء.

وثمة عناصر، لا تزال ضمن مداولات الباحثين، حول أسس تشخيص الإصابة بهذه الحالة. لكن المُلاحظ أن غالبية الإصابات يسبقها التعرض لحالات من التوتر النفسي المتفاوت الشدة. وأنه بالرغم من الشكوى من ألم الصدر وظهور التغيرات المثيرة للريبة الطبية في تخطيط القلب، إلا أن شرايين القلب التاجية، سواء الكبيرة أو الدقيقة، تكون سليمة من الناحية التشريحية ومن الناحية الوظيفية. ويعتمد التشخيص على وجود رصد بفحوصات الأشعة، مثل الأشعة فوق الصوتية أو القسطرة أو الرنين المغنطيسي، لاضطرابات تطول قدرات حركة عضلة القلب على الانقباض بشكل طبيعي.

ولا توجد أي إرشادات طبية حول كيفية معالجتها. إلا أن الأساس هو دعم حالة المريض لتجاوز اليومين الأولين من الإصابة. لأن فشل القلب في هذه المرحلة قد يكون بالغاً ويهدد بالفعل سلامة الحياة. أما بعد هذه الفترة، فإن التحسن في الغالب هو ما يحصل. وتزول علامات ضعف العضلة القلبية خلال بضعة أسابيع.

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 2712 مشاهدة
نشرت فى 17 مايو 2007 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,240