التوكسوبلازما (داء المقوسات) ... وتشوه الأجنة

الســبب :
بروتوزوا المقوسة الجنينية وله دورة حياة معقدة ، العائل الأساسي للطفيل القطط المستأنسة وعدة أنواع من عائله الهر البرية.
الطور الجنسي للطفيل ينمو في خلايا أمعاء القطط المستأنسة وكذلك حيوانات عائلة الهر البرية مع تكوين الطور المعدي للإنسان ( أكياس الخلايا البيضية ) . بينما يوجد الطور اللاجنسي للطفيل ( الذي فيه ينتج الطور الأخضر وكذلك حويصلات الأنسجة ) في معظم الحيوانات والطيور وكذلك الإنسان. وتعتبر القطط عائلا كاملا للطفيل فبالإضافة إلى أنها العائل الأساسي ، فهي أيضا عائل وسيط بينما جميع الحيوانات الأخرى وكذلك الإنسان يعتبرون عوائل وسيطة .
الانتقال بين الحيوانات البرية توجد أساسا عن طريق الافتراس . وتصاب القطط بأكلها اللحوم النيئة ، الطيور أو الفئران المحتوية على الأطوار المعدية . وفي داخل أمعاء القطط يمر الطفيل بعدة مراحل مختلفة تنتهي إلى تكوين طور معدي الذي يخرج مع براز القطط لمدة 3 إلى 15 يوما ، وحين اكتساب القطط للمناعة يتوقف خروج أكياس الأطوار المعدية مع البراز . وتختلف أعداد الأطوار المعدية الخارجة مع البراز من عدة آلاف إلى مليون كيس . وبعد خروج الأطوار المعدية مع البراز تتكون أبواغ في خلال يوم أو أكثر ويعتمد ذلك على العوامل البيئية المختلفة .

انتقال التوكسوبلازما إلى الإنسان والحيوانات الأليفة :
وتحدث الإصابة للإنسان أو أي حيوان آخر بتناول الأغذية الملوثة ببراز القطط والمحتوى على الطور المعدي أو تناول لحوم نيئة أو غير جيدة الطهي والمحتوية على الطور المعدي .
في فرنسا منذ عدة سنوات قليلة سجل وباء صغير بين مجموعة طلبة الطب نتيجة لتناولهم وجبة هامبورجر غير جيدة الطهي في كافتيريا الجامعة . وبعد فترة حضانة تراوحت من 8 إلى 13 يوما ظهرت عليهم الأعراض على هيئة حمى ، صداع ، التهاب الغدد الليمفاوية وتضخم الطحال. وأوعز ذلك إلى أن اللحوم التي استخدمت في صناعة الهامبورجر يحتمل أنه حدث لها خلط مع لحوم خنزير مصابة .
كما حدث وباء آخر في الولايات المتحدة بين 4 أشخاص تناولوا غذاءهم المكون من أطباق مجهزة بلحوم غير جيدة الطهي .
ولقد أشير إلى أنه توجد علاقة بين ملامسة اللحوم والأشخاص الحاملين للمرض بدون ظهور أعراض عليهم ( إيجابية الاختبارات المصلية ) . وفي دراسة مصلية بين 144 من العاملين في المسالخ في إحدى مدن البرازيل ، ثبت أن مدى انتشار إيجابية الاختبارات المصلية للمتفاعلين مناعيا للحاملين للمرض بدون ظهور أعراض كان بنسبة 72% ، وأعلى نسبة إيجابية للاختبارات المصلية للحاملين للمرض كانت بين الأطباء البيطريين الفاحصين للحوم بنسبة 92% ، وكذلك وجد بين ربات البيوت الذين يلامسون اللحوم في المطابخ أثناء تجهيزها وذلك مقارنة بالنسبة للعامة ، ويدل ذلك على أن التلوث يحدث للأيدي وبالتالي تنتقل الإصابة عن طريق الفم .
عامل آخر مصدر لإصابة الإنسان بالمرض وهو عن طريق الغذاء الملوث ببراز القطط المحتوى على الطور المعدي تحت نقص الظروف الصحية. كما ثبت أيضا وجود علاقة بين أصحاب القطط وإيجابية الاختبارات المصلية للحاملين للمرض ، واتضح أن معدل الحاملين للمرض أعلى مرتين على الأقل بين الأشخاص الذين يمتلكون القطط في منازلهم عن أولئك الذين لا يمتلكون. ودلت الدراسات على أن الحشرات قاطنة القاذورات والصراصير تكون كعوامل ناقلة لبراز القطط الملوث بالطور المعدي إلى الأغذية .
كما ألقت الدراسات الضوء على ميكانيكية انتقال العدوى في الغابات ( حيث لا توجد قطط مستأنسة ) بين آكلات الأعشاب وبين الأشخاص الساكنين في هذه المناطق الذين لا يستهلكون اللحوم النيئة . ولوحظ أن الأطوار المعدية ممكن أن تنمو في أمعاء عدة أنواع من الحيوانات البرية . وتلوث أرض التربة بالأطوار المعدية الموجودة في براز هذه الحيوانات تشرح كيفية انتقال العدوى إلى الهنود الذين يعيشون على مجرى إحدى الأنهار بالبرازيل بالرغم من عدم امتلاكهم للقطط أو أكلهم لحوما نيئة. وحديثا وفي أدغال بنما حدث وباء مرض داء المقوسات بين الجنود نتيجة لشربهم ماء من جدول يحتمل تلوثه ببراز الحيوانات البرية .
وعلى مدى السنين ثبت أن الإنسان ممكن أن يصاب عرضا عن طريق شرب الألبان الملوثة. فذكرت حالة طفل مصاب في الولايات المتحدة ، وفي إحدى مناطق البرازيل وجدت إصابات لثلاث حالات من أسرة واحدة نتيجة لتناولهم ألبان ماعز دون تعريضها للحرارة .
وفي كوستاريكا وإنجلترا تم عزل أكياس أطوار الطفيل المعدية من عينات التربة ووجدت أنه توجد علاقة إيجابية بين الاختبارات المصلية ( الحاملين للمرض دون ظهور الأعراض عليهم ) ودرجة ملامسة التربة الملوثة .

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 1637 مشاهدة
نشرت فى 15 إبريل 2007 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,852