العوانس

تطالب المجتمع تغيير هذا الاسم

الزواج محطة واحدة فقط والحياة عدة محطات

 

 

«نطالب بإحصائية لعدد النساء المظلومات في العالم العربي» هذا شعار طالبت به مجموعة من النساء اللواتي تعرضن للظلم ومورس عليهن العنف المعنوي فوضعت أمام أسمائهن الكثير من الألقاب.. كلمة عانس..التي وإن عّرفت في مجتمعاتنا البسيطة إلا أنها تؤثر سلبا على نفسية الملقب بها «قيل أنهن نسوة خارجات على المألوف لأنهن يطالبن بمحو كلمة عانس من قاموس مجتمعاتنا».

تعريف الإحصاء لديهن هي النظريات التي وضعها المجتمع لوصف الواقع باسم غير لائق فكلمة عانس وكلمات أخرى كـ «فاتها القطار» موجودة في قاموسنا العربي منذ زمن ولكنها نظريات غير إنسانيه، فاختراع هذه النظرية ناتج عن هيكلة المجتمع الذي اتخذ من العرف أنظمة وقوانين ونمى على ضوئها موروث اجتماعي لم يغيره العلم ولم تحد من تفاقمه الثقافة والحداثة.

لو نجرد بعض النظريات الخاطئة التي رسخت في العقول منذ أن خلق آدم بأن العانس انتهت «مدة صلاحيتها» للزواج عندما تتجاوز العمر المتعارف عليه برغم إن الكثير من الآتي لم يحالفهن الحظ في الزواج في بداية العمر تزوجن في المنتصف الأخر من العمر وكان زواجهن ناجحا وأكثر سعادة لأنهم وصلوا إلى درجه كبيرة من النضج في الاختيار ودربن على كيفية التعامل مع الآخر بشكل أفضل فلم يتركن مجال للتقلبات العشوائية على عكس بعض من تزوجن في مقتبل العمر ولكنهم في المنتصف الأخر منه افترقا بألقاب أخرى؟

لنعود إلى الاعتصام مرة أخرى فمن ضمن هذه الطلبات هو انتزاع المعلومات القابلة للاستغلال ممن اتخذوا من التعدد وسيلة للتخلص من العبوسة عوضا عن إعطائها مسمى آخر «حدود المساواة في الحقوق الإنسانية» بين أفراد المجتمع، وبرغم أن التعدد أحد الحلول إلا إن هناك شروطا إنسانيه يجب إن تؤخذ بعين الاعتبار وهى علاج المشكلة ليس بخلق مشكلة أخرى وهى التفكك الأسرى، واغتصاب حقوق امرأة أخرى!!

حبذا لو نحاول تغير مفهوم مسمى العنوسة إلى مفهوم باعث للأمل واستبدالها بأسماء لائقة تهدى هذه الإنسانة قيمة اجتماعية مهما تعذرت ظروفها وفاتها فرص الزواج، فعندما يطبق ما طالبت به تلك النسوة سوف نجد أنفسنا إمام عالم حقيقي يمثل حقوق الإنسان.

فالعانس اليوم لم تعد العانس في السابق فهي إنسانة لم «يفتها القطار» بل على العكس تماما تستطيع أن تمارس حياتها الطبيعية في كافة المجالات التعليمية والاجتماعية ولها مكانة عالية فهي المرأة الناضجة العاقلة فقطار العمر لا يقف أمام محطة واحده فعدد النقاط التي تقف أمامها عربة القطار كثيرة ومن ضمنها محطة الرضا بكمال الأخلاق.

 

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 1487 مشاهدة
نشرت فى 28 مارس 2007 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,178,065