أحد قيادات الحزب الوطني أعلن بعد أن انفض مولد سيدي التعديلات الدستورية.. ووافق نواب الوطني علي الآيات البينات التي أنزلها سيدنا جبريل علي رئيس الحزب الوطني الرئيس حسني مبارك.. أن المشاركة في الاستفتاء علي تلك التعديلات يوم الاثنين المقبل واجب وطني.. وأنها أمانة يحاسب عليها المرء أمام الله.. وأن الإدلاء بالصوت واجب لابد من الحفاظ عليه ..
ما تقوله صحيح.. لو أن هذه التعديلات خرجت بطريقة سليمة، وإذا كانت تحقق صالحا عاما، وإذا عرف الذين صاغوها ووافقوا عليها بأن الله سوف يحاسبهم أشد الحساب عليها.. هذا إذا كانوا يؤمنون بالله من الأصل.
إن المشاركة واجب وطني إذا جاءت التعديلات معبرة عن إرادة الشعب.. لكنني أتصور أن المقاطعة الآن هي الواجب الوطني.. لأن المقاطعة هي إعلان موقف ضد التعديلات الدستورية، وضد الطريقة التي تم بها طبخها وسلقها.. وضد العدوان علي الحريات الذي جاء في المادة ١٧٩ من الدستور، وضد التعامل مع تلك التعديلات التي طرحها الرئيس مبارك علي أن سيدنا جبريل نزل بها من السماء علي السيد الرئيس.
كيف للشعب أن تنتهك حرياته، ويعتدي عليها.. وكيف يوافق علي تقليص مساحة الحرية التي منحها له الدستور؟.. وكيف يوافق علي منح أجهزة الأمن سلطات اقتحام المنازل والتنصت علي تليفوناته وعلي إلقاء القبض علي المواطنين دون إذن من القاضي؟
قد يقول البعض: لماذا لا تذهبون إلي صناديق الاقتراع، وتشاركوا في الاستفتاء، وتعبرون عن رأيكم.. وتعترضون علي تلك التعديلات؟
هذا الرأي قد يبدو سليما.. لكن من يضمن أن الصوت الذي يريد أن يقول «لا» لن يحسب في خانة «نعم».
إن المشاركة دون ضمانات تضمن نزاهة الاستفتاء تعني منح الشرعية لهذا الاستفتاء غير الشرعي.. والمقاطعة ستكون هي الحل حتي يعرف العالم كله كم تبلغ نسبة المشاركة في الاستفتاء ونسبة المقاطعة له؟ وحتي يعرف العالم أيضا أن تلك التعديلات الدستورية لا تعبر عن مصالح وأماني ومتطلبات الشعب المصري.. وأن لهذه التعديلات أجندة وأهدافاً خفية لا نعلمها.
هل من الأمانة تمرير التعديلات بالطريقة التي تمت بها؟ وهل الله - سبحانه وتعالي- غافل عما فعله نواب الحزب الوطني، الذين أعطوا موافقتهم علي تلك التعديلات التي تعاملوا معها- بغير وجه حق- علي أنها آيات بينات؟
قاطعوا.. ولا تشاركوا.. والله عليم خبير
ساحة النقاش