النكت السياسية والجنسية فى تاكسي القاهرة

                     
هذه تجربة خاصة جدا.. قام بها صاحبها خالد الخميسي في سنة كاملة من أبريل 2005 وحتي مارس 2006.. هو مثلنا جميعا يركب تاكسيات.. لكنه لم يتعامل مع نفسه كراكب عادي. فهو من هواة الحديث إلي سائقي التاكسي لأنهم بالنسبة له ـ وربما لنا أيضا ـ ترمومترات الشارع المصري الصايع، نقل خالد ما دار في مشاويره بلغة الشارع وهي لغة خاصة وحية وصادقة تختلف تماما عن لغة الصالونات والندوات التي اعتدنا عليها، ضم هذه الحوارات كتاب أصدرته دار الشروق بعنوان «تاكسي.. حواديت المشاوير» سأخرج أنا هنا وأترك لكم بعض ما قاله سائقو التاكسيات فهم الأبطال الحقيقيون في هذه التجربة.. صحيح أن هناك تدخلا واضحا من خالد الخميسي في إعادة صياغة بعض ما قيل.. وحذف البعض الآخر حتي لا يقع تحت طائلة قانون السب والقذف.. لكن هذا لا يعيب هذه التجربة أبدا.

>>>

ركبت مع سائق تاكسي من شارع جامعة الدول العربية أمام سور نادي الزمالك وكان وجهه في حالة احتقان وكأنه علي وشك الانفجار، شعرت حقيقة وكأن شرايينه يسكنها حنش يتمدد ويتقلص من فرط الغضب، أو أنه سيصاب بجلطة دماغية فورا، قلت له: ولا يهمك كله بيعدي، فقال: أفندم.. فيه حاجة يا أستاذ؟، قلت: شكلك بيقول إنك متضايق قلت أقولك ولا يهمك، قال: أنا مش متضايق.. أنا ح أموت، قلت: فيه إيه بس.. مفيش حاجة في الدنيا تستاهل، فقال: لا فيه.. طالع ميتين أمي علشان أأكل العيال ييجي واحد ابن (......) ياخدهم مني، وتقوللي يستاهل وما يستاهلش، آه يستاهل ما أنا طافح الكوتة مش زي سعادتك علي قلبك مراوح.

ويحكي السائق: ركب معايا واحد من مدينة نصر للمهندسين، السكة زحمة والكوبري كان واقف خالص، قلت مش حيقدر لكن مش مشكلة أنا اللي ما اتفقتش معاه، جينا نزلنا كورنيش العجوزة، قاللي ادخل علي ميدان سفنكس، دخلت، قاللي لف من أول لفة واركن هنا بعد عمر أفندي علشان حنعمل كمين، كمين؟! قلت في نفسي يا نهار أسود، المهم طلع أمين شرطة لابس مدني، طبعا مش حيدفع حاجة، وقفت أنا من هنا لقيته بيقول لي: رخصك يا ابن (.......). قلت له: ليه بس يا باشا أنا ما عملتش حاجة، قال لي: رخصك، طلعت خمسة جنيه، قال لي ما ينفعوش، طلعت عشرة جنيه، قال: ما ينفعوش، المهم خد عشرين جنيه ونزل ابن (......)، والله ولا لك علي حلفان دول اللي كنت اشتغلت بيهم النهارده بعد ما حطيت البنزين، أنا كان هاين علي أطبق في زمارة رقبته لكن فكرت في عيالي وفي الولية مراتي، بس أنا حمار علشان أنا دلوقتي ح أموت من الغل كنت قتلته وأهي موتة بموتة.

>>>

قال السائق: أنا بقالي 3 أيام في التاكسي ما اتحركتش منه خالص.. النهارده 27.. فاضل لي تلات أيام و لازم أدفع قسط العربية، العربية عليها 1200 جنيه في الشهر، من 3 أيام حلفت علي مراتي يمين طلاق بالتلاتة ما أنا راجع البيت من غير ما أدفع فلوس القسط كلها، ما كانش معايا منهم غير 200 جنيه ومن ساعتها دخلت العربية وما خرجتش منها غير لا مؤاخذة للحمام بس، باكل وباشرب فيها بس مش بنام لازم أجيب فلوس القسط ولازم أدفعه قبل نهاية الشهر.

>>>

سأل سائق تاكسي: عارف إيه الفرق الكبير بين السادات ومبارك؟ لم يعرف خالد الخميسي فلم يرد فانطلق سائق التاكسي يتحدث قال: الفرق يا سيدي إن السادات كان مهتم جدا بأولاده اللي خارج مصر، كان الراجل حامينا بجد، أما مبارك فالراجل قلبه ضعيف وسايب البلاد تاكل فينا زي ما تاكل ولا هو سائل، طب أنا أحكي لك حكاية ولا حكايتين علشان تفهم الحركة دي، في السبعينيات اليونان فتحت موضوع دخول المصريين ليها علي البحري، جت آخرتها الحكومة اليونانية صوتت لما لقت إن عدد المصريين كتر قوي وبيحصل تهريب كتير، قام عملوا إيه، عرضوا فيلم مصري أظن كان «أبي فوق الشجرة» بتاع حليم في أكثر من سينما في الأحياء اللي فيها المصريين، راحوا طبعا المصريين يحضروا الفيلم وفي نصه كبس البوليس ولم لم علي البوكس وبعدها علي التهجير!! حطوهم كلهم في مركب علشان يطلعوهم علي الإسكندرية، أصل كان معظمهم إسكندرانية، مين عرف بالموضوع ده، السادات.. الراجل اتجنن، كلم السفير بتاعه وقال أول ما المركب تتحرك من الميناء اديني خبر، وبالفعل السفير راح مكلمه وقال له: السفينة اتحركت يا أفندم، راح مكلم وزير الداخلية وطلب منه يلم مائة يوناني فورا وبدل ما يهجرهم بمركب راح مطلعهم علي طيارة، رئيس الوزارة اليوناني أما عرف بالخبر كلم السادات.. راح ده قايل اللي تعملوه في ولادي أعمل زيه في ولادكم وبعدين راح مهدده وقال له: انت لسه ما شفتش حاجة، فما كان من رئيس وزارة اليونان إلا أنه كلم المركب اللي عليها المصريين وقال لهم لفوا وارجعوا أثينا.. وراحوا كمان مديينهم إقامة.. دي حكاية معروفة جدا.. إزاي ما تعرفهاش.. هو ده كان السادات.. بيدافع عن كل مصري برة.

>>>

قال السائق: عرفت يا باشا الحكاية الفظيعة اللي حصلت للضابط امبارح؟ بيقولك واحد ضابط دخل علي العساكر بتوعه في عربيات الأمن المركزي فمات من الريحة.. ضحك السائق وهو يقول: انت متصور ريحة الغلابة دول في الحر ده وهما محشورين في العربية زي السردين.. عمالين يعرقوا وينفثوا.. الضابط يا عيني راح فطيس.. مات باسفكسيا الخنق، وقبل أن يندهش الباشا ويقول للسائق: حصلت الحكاية دي فعلا.. يأخذه السائق إلي نكتة ثانية: واحد ماشي في الصحراء لقي مصباح علاء الدين.. دعكه طلع له الجني، قال له شبيك لبيك عبدك بين أيديك، الراجل مصدقش عينيه وراح طالب مليون جنيه، راح الجني مديله نص مليون، قال طب وفين النص التاني انت حتخنصر من أولها، الجني رد عليه وقال له: أصل الحكومة مشاركة في المصباح فيفتي.. فيفتي».

خرج السائق بعد ذلك من نكت الخيال إلي نكت الواقع يقول: الحزام ده نكتة ونكتة بايخة وسكتها الوحيدة التقليب، حزام للسواق وللي قاعد جنبه زي بلاد برة ولاد الـ.. والأغلبية في البلد دي بتمشي بالكتير علي 30 كيلو في الساعة.. بس تقول إيه بقي.. بيزنس، فجأة كدا قالوا لازم تركب الحزام والمخالفة بخمسين جنيه وراحت نزلة حزمة نار، الحزام ما يقلش عن 200 جنيه، طبعا سبوبة داخل فيها ناس كبار، كبار قوي، تصور فيه كام تاكسي في مصر وفيه كام عربية في مصر ماشية وما فيهاش حزام.. عد انت بقي شغل بالملايين شغل علي مية بيضا.

ولما قال خالد الخميسي للسائق: الحزام اجباري في كل حتة في العالم.. حزام أمان لازم يتركب فقال السائق: عالم إيه وزفت إيه، دي حكومة بنت (.....)، انت عارف إن الحزام قبلها علي طول كان يعتبر كماليات، يعني كان بيعتبر في الجمرك زيادات، لازم تدفع عليها جمرك زيادة، أنا كنت مدخل عربية تويوتا من السعودية واضطريت أقطع الحزام بايديا وأشيل التكييف علشان ما أدفعش جمرك كماليات، مفيش بعدها بكام شهر الحزام بقي اجباري يعني من كماليات وزيادات.. تقول إيه.. جرينا اشترينا حزمة وعملوا علينا شغل تمام، الكبار قوي استوردوا الحزمة وباعوها وكسبوا ملايين والداخلية اشتغلت مخالفات الله ينور ولموا ملايين والعساكر الغلابة بتوع الشارع يوقفوك ويقولك الحزام يا ابن الكلب وينوبه خمسة جنيهات ولو وقفك ومعاه ضابط حينوبه عشرين.. يعني الكل مستفيد.

>>>

بنت من شبرا.. هذه ليست رواية فتحي غانم الشهيرة.. لكنها قصة يرويها سائق تاكسي بحسرة يقول: واحدة منقبة ركبت معايا من شبرا وقالت لي المهندسين.. ركبت ورا وكان معاها شنطة، أول ما طلعنا علي كوبري 6 أكتوبر لقيتها بتبص يمين وشمال وراحت قالعة النقاب اللي علي رأسها بصيت أنا في المراية، أصل أنا عندي مراية صغيرة تحت المراية الكبيرة علشان أشوف اللي بيحصل ورا، الواحد لازم يحرص.. مش بيقولك حرص ولا تخونش، المهم لقيتها محجبة، استغربت وسكت، بعدها بشوية شالت الطرحة وكانت رابطة شعرها البوجودي.. بدأت تفك في البوجودي وتحطه في الشنطة وبعدين راحت مخرجة فرشاة مدورة وبدأت تسرح شعرها.

بصيت في المراية اللي قدامي، صرخت في وقالت لي: بص قدامك، قلت لها: انتي بتعملي إيه؟ ردت بزعيق: انت مالك سوق وانت ساكت، فكرت أوقف العربية وأنزلها وبعدين قلت وأنا مالي وصبرت أشوف حتقلع لغاية فين؟ شوية ولقيتها بتلقع الجيبة.. قلت حلو.. حنتفرج ببلاش، لقيتها لابسة جيبة قصيرة ولابسة شراب أسود تخين مش مبين حاجة، طبقت الجيبة الكبيرة وحطتها في الشنطة وبعدها راحت قالعة القميص، عيني اتحجرت علي المراية، العربية اللي قدامي فرملت كنت حاخبط فيها، صرخت في زي المجنونة: يا راجل يا شايب عيب.. سوق قدامك.. لقيتها لابسة بلوزة محزقة كده وشكلها حلو.. أنا بصراحة ما رديتش عليها، حطت القميص في الشنطة وراحت مطلعة عدة ماكياج وبدأت تحط أحمر شفايف وأحمر علي خدودها وراحت مطلعة الفرشاة بتاعة الرموش وبدأت تعمل في رموشها، المهم مفيش وأنا نازل من 6 أكتوبر علي الدقي كانت واحدة تانية خالص، والله بني آدمة تانية لا يمكن تقول إنها دي المحجبة اللي ركبت معايا في شبرا، وختمتها بأنها قلعت الشبشب اللي كانت لابساه وراحت مخرجة جزمة كعب كباية وراحت لابساها، قلت لها بصي يا بنت الحلال كل واحد فينا له خصوصياته بس والنبي قولي لي إيه حكايتك.. وتحدثت المنقبة: يا سيدي أنا باشتغل جرسونة في مطعم هناك، شغلانة محترمة وأنا ست محترمة وباشتغل بشرفي، في الشغل لازم مظهري يبقي كويس، في بيتي وفي الحتة كلها ما أقدرش أخرج ولا أدخل غير منتقبة، واحدة صاحبتي جابت لي عقد مضروب في مستشفي في العتبة، أهلي فاكريني شغالة هناك وأنا بصراحة اكسب لي ألف مرة اشتغل هنا أنا ممكن يطلعلي تيبس في اليوم بمرتب شهر في يالمستشفي المعفنة، والبت صاحبتي بتاعة المستشفي بتاخد مني 100 جنيه في الشهر علشان تغطي عليا، بت مصلحجية ما تعرفش غير نفسها، أنا كل يوم بعدي عليها وأغير عندها، بس النهارده ما كنش ينفع أعدي عليها فاضطريت آخد تاكسي علشان أغير فيه.. أي أسئلة تانية يا معالي وكيل النيابة.

>>>

السائق هذه المرة نوبي يتحدث عن مشروع توشكي يقول: كان عندنا أمل كبير قوي فيه وحسينا إن الدنيا أخيرا ح تبتسم لنا ولكن للأسف خلص خالص.. وأنا إيه اللي جابني علي مصر مفيش حاجة تتعمل هناك خلاص الحكومة صرفت مليارات.. طب ما كانوا قسموا الفلوس دي علي الناس، إحنا مش سبعين مليون يعني نيجي كده حوالي عشرة ملايين عيلة كانوا ادوا لكل عيلة ألف جنيه، كنا حنقعد ندعي للحكومة بيهم لغاية ما نموت، وانت مش واخد بالك إن حتي في الجرايد ما بقاش فيه كلام خالص علي الموضوع ده، بعدما كانت أخبار توشكي نازلة عليك من أي حنفية تفتحها، دلوقتي تفتح الدش حتي ما تلاقيش ولا نقطة مية واحدة عن توشكي.

>>>

هذا سؤال واقتراح واعتقد أن وزير الإعلام أنس الفقي يجب أن يسمعه يقول السائق: أنا نفسي أعرف هو فيه حد بلغ وزير الإعلام ده واللي قبليه واللي قبليه أننا متخلفين عقليا ولا احتمال بلغوه أننا لسة بنرضع، وبعدين ما بيزهقوش.. كل مرة نفس الحكاية بتتكرر لغاية ما الواحد ما بقاش عايز يسمع إذاعة ولا يقرا جرنال، وبعدين زهقنا من أخبار الرئيس، كل نشرة الرئيس قابل والرئيس اتصل بفلان وفلان كلمه علي الموبايل أنا مالي كلم مين ولا راح افتتح إيه، أما الأخبار اللي تهمنا مفيش أي سيرة عليها، حاجة تقرف كل واحد عايز يتمحلس شوية يتمحلس علي قفايا أنا، أنا رأيي يعملوا إذاعات فيها نشرات بجد ونشرات محلسة ويسموها كده.. علشان الرئيس يسمع نشرات المحلسة ويبقي يرقيهم وإحنا نسمع بقية النشرات.

>>>

في طابور انتظار تموين السيارات بالغاز ترك السائقون سياراتهم ودخلوا في حالة ضحك جماعي متصل.. وبدأ يمتد بينهم سيل من النكت.. وكانت هذه بعضها.

ـ بمناسبة أطنان الفياجرا اللي قفشوها في شحنة السيراميك ح تسمعوا الإعلان ده بكره في الراديو: سيراميك بالفياجرا علشان الستات تخلي الرجال تلحس البلاط.

ـ مقادير الفياجرا،و مع بت أول مرة تشوفها مش محتاج، مع حبيبتك نص حباية، مع عشيقتك حباية مع مراتك 6 حبايات وعشرة بيرة وتلاتة ويسكي وسيجارتين حشيش وصاروخ بانجو وربنا يسهل يا ينفع.. يا ما ينفعش.

ـ صعيدي مات أبوه راح واخد حبة فياجرا قالوا له بتعمل إيه يا مجنون، قال لهم أنا في الظرف الصعب ده محتا حد يقف معايا.

>>>

كان هذا بعض ما جري.. إننا نقابل عشرات وربما مئات السائقين.. نشعر مع بعضهم بالتعاطف ولا نري في بعضهم الآخر إلا مجموعة نصابين وعديمي الأدب.. لكن السائقين الذين تحدثوا في كل مكان في مصر يتحدثون براحتهم وعلي راحتهم.. يتحدثون في كل شيء.. يسخرون من الجميع.. تطول شتائمهم أكبر الرؤوس.. يصلون بمعارضتهم إلي المنتهي.. لا نستطيع أن ننقل علي صفحاتنا كل ما يقوله رجل الشارع.. لأن ما نكتبه تسجله الأوراق.. أما ما يقوله رجل الشارع فإنه يطير مع الهواء دون أن يمسك به أحد.
                     

  • Currently 76/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 857 مشاهدة
نشرت فى 7 فبراير 2007 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,881