سامحونــا : حاميها .. حراميها





نعم هذا هو حال البعض من المسؤولين عندما يكونون في موقع المسؤولية أو على رأس الهرم في أي جهة من الجهات ... إن هذا المسؤول (الحرامي) ينصب تفكيره بالدرجة الأولى منذ البداية على الاستيلاء على كل ما تقع عليه يديه ويكون نظره عليه .. إنها ظاهرة خطيرة تفشت بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية وأصبح المسؤول فيها هو الحامي والحرامي في نفس الوقت ومن حوله حاشية منافقة ومريضة تحلل الحرام وتحرم الحلال .. إن من أهم مهام هذه الحاشية هو ( تلميع ) هذا المسؤول واستعراض منجزاته وإنجازاته الخرافية وهي بكل تأكيد وهم وليس فيها من الصحة شيء إنما هدفها فقط هو بعد الشبهة عن هذا المسؤول الذي بدأت رائحته تفوح بعد أن أكل الأخضر واليابس... أن المشكلة التي تواجه بعض الدول إن أمثال هذا المسؤول ومثله كثر يكونون خارج دائرة المساءلة ولم ولن تتجرأ أي جهة رقابية أو برلمانية أن تسأله من أين لك هذا؟... إن هذا السؤال الهام لو تم طرحه بين فترة وأخرى على بعض المسؤولين . لتحسنت الأحوال واعتدلت الأمور وساد العدل بين الجميع ، ولكن من المستحيل طرحه لأنه باختصار لم تنشأ هذه الجهات الرقابية ولا المجالس البرلمانية في بعض الدول العربية إلا للمفاخرة فقط ولكي يقال بأن هذه الدولة أو تلك تطبق القانون على الصغير والكبير وفيها من الصراحة والشفافية الكثير.... إن عدم الصراحة والشفافية قد جعلت هذا المسؤول وغيره يتمادى في سرقته ويتفنن في الاستيلاء على أموال ومستحقات مؤسسته... إن الاستيلاء والسرقة لا تكونان بالطرق العادية والمعروفة للسرقة إنما هناك طرق وأساليب أخرى يتبعها هذا المسؤول وحاشيته كالدخول في مناقصات وهمية، أو التوقيع على سندات شراء لأشياء موجودة في الورق بس، وليس أخرها ترقية ومكافأة حاشيته دون وجه حق وصرف علاوات السفر لهم دون أن يتحرك الواحد من سرير منزله.... أن هذه التجاوزات الخطيرة من البعض قد بدأت واضحة للعيان وأصبحت حديث الصغير قبل الكبير ... وليس أدل من هذا كثرة حالات الفقر والشحاتين وتزايد أعداد الباحثين عن عمل وتكدس مخرجات الثانوية العامة وانتشار تعاطي المخدرات والمسكرات وضعف البنية الأساسية في هذه الدول وبالمقابل ترى المسؤول فيها (نافخ بطنه) من الحرام والحلال وأكثره من الحرام في ظل غياب الضمير والسؤال حتى أصبح هذا المسؤول وغيره حاميها حراميها ... وسامحونـا ...

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 814 مشاهدة
نشرت فى 6 فبراير 2007 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,727