لقطات فيديو تعيد طرح قضية التعذيب في مصر
لقطات فيديو صورت خلسة تم وضعها على مدونة أحد الصحفيين وبفضلها تمكنت صحيفة مصرية مستقلة من إجبار السلطات على إجراء تحقيق انتهى بالقبض على اثنين من رجال الشرطة، بينما أرسل الشاب الذي تم تعذيبه إلى السجن.
من كلود جيبال
مراسل جريدة ليبيراسيون الفرنسية
القاهرة في 12 يناير 2007
على أرض قذرة يزأر شاب من الألم ويصرخ باكيا في اتجاه شخص لا تراه الكاميرا: "يا باشا يا باشا، أنا آسف". وتقترب كاميرا التليفون المحمول من وجه الشاب فتظهر تقاطيعه مفككة من الألم ثم يغيب عن الكادر. ونراه ثانية ينثني إلى الأمام ويديه مربوطتين، وقد فتح البنطلون الذي يرتديه وهو واقف على قدميه. نستمع إلى أصوات سخرية منه ثم إلى صرخاته حينما يتم إدخال عصا في فتحة شرجه.
نعرف أن الشاب اسمه عماد الكبير (21 سنة) ويعمل سائق ميكروباص. وكان قد قبض عليه في يناير 2006 ثم أفرج عنه بدون إدانة، بعد أن تدخل في مشادة بين أفراد عائلته وبعض رجال الشرطة. لكن أثناء الاحتجاز هذه المرة، قام بعض رجال الشرطة بتعذيبه في أحد مراكز الشرطة بالقاهرة، وهذا ما قدمته لقطات الفيديو التي يتم تداولها منذ عدة أسابيع.
هي واقعة تعذيب "كلاسيكية ومعتادة" كما تذكر مجموعة من التقارير التي تصدرها المنظمات الحقوقية المصرية والدولية منذ عدة سنوات. ففي 2004 لاحظت هيومان رايتس واتش أن التعذيب الذي عادة ما تم ممارسته ضد المتطرفين من الإسلاميين الذين يعتقد انتمائهم إلى الجماعات الإرهابية، يتم ممارسته الآن على مواطنين بسطاء متهمين بجرائم بسيطة أو بحجة الضغط عليهم للإبلاغ عن معلومات أمنية عن أقربائهم. وقامت مؤسسات حقوق الإنسان المصرية بحصر 4 حالات وفاة إثر تعذيب، وذلك فقط في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2003.
هذا وقد أثارت صور تعذيب عماد الكبير التي نشرها الصحفي وائل عباس على مدونته صحيفة الفجر المستقلة التي قامت بدورها بإجراء تحقيق صحفي صعب لإعادة سرد أحداث لقطات الفيديو، والبحث عن عماد الكبير بغرض تأكيد ما حدث فعليا.
تردد الشاب كثيرا قبل أن يوافق على تقديم شهادته وكذلك تقديم بلاغا للجهات المختصة. وطبقا لهيومان رايتس واتش، تلقى عماد مكالمات تليفونية تهدده هو وعائلته بالانتقام إذا لم يتنازل عن بلاغه. وقد أجبرت القضية التي طرحت على صفحات الجرائد المستقلة والفضائيات الجهات المختصة على القيام بتحقيق رسمي في هذا الموضوع.
وفي هذا تم إلقاء القبض على رجلي الشرطة إسلام نبيه ورضا فتحي وحدد يوم 3 مارس للنظر في ممارسات التعذيب التي قاما بها. ويعتبر هذا ترضية هزيلة للمدافعين عن حقوق الإنسان لأن عماد الكبير، الذي لم يتم إدانته من الأصل، قد تم إرساله إلى السجن لمدة ثلاثة شهور بسبب "مقاومة السلطات". وقد فوجئ محامي عماد الكبير بهذا القرار وهو يخشى حاليا من حدوث الأسوأ لموكله، لذلك أعلن أنه يحمّل وزير الداخلية "مسئولية الحفاظ على أمن وسلامة عماد الكبير".
وفي رد فعل عاصف، أعلن ناشط الانترنت وائل عباس (32 سنة) والذي تراقبه السلطات أن هذا القرار هو بمثابة فضيحة لأن رسالة السلطات واضحة: "الذي يجرؤ على الاعتراف بحدوث التعذيب سيدفع الثمن غاليا". وهو غير متأكد من أن بطلي هذه القضية سيتم إدانتهما بالفعل: "أنا أحاول فقط إيقاظ ضمير الناس وهذه مسئولية ضخمة. وأعرض نفسي لتوابعها".
وحاليا، توجد على موقعه الالكتروني عدة لقطات فيديو لحالات تعذيب، من ضمنها حالة سيدة شابة متهمة بارتكاب جريمة قتل. ويصور الفيديو ذراعي وقدمي السيدة مقيدتين في عصا خشبية موضوعة أفقيا على ظهر كرسيين. وتصرخ السيدة قائلة: "أعترف أني قتلته، أرجوك يا باشا أرجوك .. دراعي بيتكسر، مش قادرة"

-
ترجمة مقال الفيجارو
من ماريا فرنانديز

تعذيب: رجال الشرطة وقعوا فى فخ الانترنت فى مصر

اعتقال اثنين من رجال الشرطة بعد عرض فيديو عن التعذيب على موقع على الانترنت تمثل أول انتصار للcyberactivistes المصريين
يبدو انه انحدر من سلالة قوية (كاملة): جسد نجم سينمائى و وظيفة واعدة، فقد أصبح عقيداً فى الشرطة وهو فى ال29 من عمره.
ومع ذلك فهو (اسلام نبيه) يرقد فى السجن منذ أسبوعين. وسوف يقدم للمحاكمة فى الثالث من مارس بتهمة التعذيب بالاشتراك مع ضابط آخر من قسم شرطة بولاق أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة. فقد عرض موقع مصرى فيديو يظهر فيه الضباط وهما يقومان بتعذيب سائق مينى باص جنسياً. والضابطان معرضان للسجن لمدة تتراوح بين 3 الى 10 سنوات.
وقد تم احتجاز الضحية عماد الكبير لمدة ثلاثة أشهر بتهمة "مقاومة السلطات" وكان قد أطلق سراحه بعد القبض عليه فى يناير 2006 دون توجيه تهم اليه. ووفقاً لما ذكره محاميه أنه كان قد تدخل فى مشاجرة بين قريب له وأحد الضباط تم على اثرها القبض عليه منذ أسبوع وذلك بعد أن تقدم بشكوى ضد الضابطين الذين قاموا بالاعتداء عليه متمنياً أن ما حدث (حالته) "تجعل الضباط الآخرون يفكرون".
المسألة كانت يمكن أن تمر مرور الكرام (أن تظل فى الخفاء) وذلك فى بلد يوصف التعذيب فى أقسامه بأنه "منهجى" من قبل منظمات حقوق الانسان. انها حالة الاهانة الجنسية وهى ممارسة ندد بها الكاتب علاء الأسوانى صاحب أكبر توزيع لروايته عمارة يعقوبيان (. وهذه الممارسات (الانتهاكات) تمر عادة بدون عقوبة. أما فى حالة عماد الكبير، فى البداية تكلم متحدث رسمى من وزارة الداخلية عن "اتهامات بدون دليل" وذلك قبل أن يسلم بأن الوزارة " سوف تمتثل لقرار العدالة ايا كان".
وتجد السلطات صعوبة فى انكار الحقائق حيث أن الضباط قاموا بأنفسهم بتصوير الانتهاكات التى قاموا بها عن طريق التليفون المحمول. ووفقاً لمحامى عماد الكبير ، تم تداول الفيديو فى حى بولاق حتى يشعر الضحية بالخزى ولكى "يكون عبرة لمن يعتبر". ما لم يتوقعه الضباط هو أن ينتهى هذا التصوير على موقع للصحفى المصرى وائل عباس وأن تقوم جريدة يومية مستقلة "الفجر" بالتحقيق فى الموضوع.
ويعترف وائل عباس وهو عضو معروف بالمدونات المصرية على الانترنت أنه لم يكن يتوقع أن تأخذ هذه القضية هذه الأهمية. "ينحصر دورى فى نشر المعلومات وحث الناس على أن يقوموا بالشهادة" ذلك ما حدده الصحفى ذو الـ32 عام حيث أن الخبر مكتوب بلهجة مصرية عامية لكى "تؤثر فى أكبر عدد من الناس ولتذكير اخوانى المواطنين أن لهم حقوق".
اختيار ناجح: تخطى زائرى الموقع اليوم المليون شهرياً بعد أن كان العدد 30 الف زائر فى أواخر عام 2004.
تهديدات مجهولة
لم تكن هذه هى أول محاولة لوائل عباس ، ففى أواخر شهر أكتوبر كان قد نشر صور لاعتداءات جنسية ضد السيدات حدثت فى شوارع وسط القاهرة فى عيد الفطر المبارك، وقد استمرت هذه الهيستريا الجماعية لعدة ساعات بدون أن تتدخل الشرطة. ورغم شهادة العديد من الأفراد إلا أن السلطات أنكرت تماماً وقوع هذه الاعتداءات.
هذا الاسبوع كرر المدون عرض فيديو لسيدة تبدو و أنها تعترف بجريمة تحت وطأة التعذيب، حيث كانت معلقة من قدميها على قضيب من الحديد مثبت بين مقعدين. وقد أعلن وزير الداخلية هذه المرة فتح التحقيق.
وبعيداً عن التمتع بالقبض على رجال الشرطة؛ فإن وائل عباس الذى تلقى بالفعل هو وأسرته تهديدات مجهولة سابقا يشعر بالقلق من عواقب هذه المسأله بالنسبة للcyberactivistes " إن ما يحدث اليوم يمكن أن يكون نقطة تحول للأحسن أو للأسوأ" على حسب تقديره.
"فيمكن أن يبدأ النظام (نظام الحكم) بالشعور بالخوف من عملنا ولكن يمكنه أيضاً مهاجمتنا عن طريق إصدار قانون يمنع تماماً كافة الأنشطة على الانترنت". كذلك مع سقوط حركة كفايه المدنية التى تألفت من المعارضين من كل الاتجاهات فى الانتخابات الأخيرة، فإن المدونين يشعرون أنهم يقفون وحدهم فى مواجهة السلطة.
ويعترف وائل عباس قائلاً: انها مسئولية ضخمة ، لقد شعرت أن هناك أشياء قد بدأت فى التحرك عام 2005 ، ولكننى أدرك اليوم أنه تم استخدامنا آنذاك من قبل الجيل المعارض القديم ، فما ان انتهت الانتخابات لم يعودوا يهتموا بنا ولهذا لا أريد أن أعترف بالاخفاق".

  • Currently 130/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
44 تصويتات / 1016 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2007 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,177,170