جراحة القلب
هي مجال طبي يختص بالعلاج الجراحي للأمراض التي تؤثر على الأعضاء داخل القفص الصدري، أي علاج أمراض القلب والرئتين جراحيا.
جراحة القلب (التي تشمل القلب والأوعية الدموية الكبرى) وجراحة الصدر (التي تشمل الرئتين وأي أعضاء أخرى داخل القفص الصدري) هي تخصصات جراحية مستقلة، ما عدا في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا حيث يتم دمجهم معا في تخصص واحد، وهذا يجعل الجراح المتدرب في تخصص جراحة القلب والصدر يمتلك خبرة أوسع في المجالين قبل أن يتخصص في إحداهما.

جراحة القلب هي الجراحة التي يجريها جراحو القلب على عضلة القلب أو الأوعية الكبيرة أو الغشاء التامورى المحيط بالقلب وتعتبر جراحة القلب جزء من جراحات الصدر وتنقسم عادة إلى قسمين كبيرين هما جراحة القلب المغلق وجراحة القلب المفتوح ويستند الفرق قي التصنيف بين هذين القسمين إلى عدم الحاجة أو الحاجة إلى استخدام ماكينة القلب والرئة الصناعي في العملية على الترتيب.

تم تنفيذ العملية الأولى على التامور (الكيس الذي يحيط بالقلب) في القرن التاسع عشر حيث قام به فرانسيسكو روميرو عام (1801) ودومينيك جان لاري وهنري دالتون ودانيال هيل ويليامز. أجريت الجراحة الأولى على القلب نفسه من قبل الجراح النرويجي أكسيل كابيلن في 4 سبتمبر 1895 في ريكشوسبيتاليت في كريستيانيا. حيث تم ربط الشريان التاجي الذي كان ينزف في رجل يبلغ من العمر 24 عاما والذي تم طعنه في البطين الأيسر. استيقظ المريض وكان على ما يرام لمدة 24 ساعة كاملة، لكنه أصبح مريضا وارتفعت درجة حرارتة ثم توفي في نهاية المطاف في اليوم الثالث بعد العملية الجراحية. أول جراحة ناجحة للقلب، أُجريت دون أي مضاعفات، كانت من قبل لودفيغ رين في فرانكفورت، ألمانيا، الذي قام بإصلاح طعنة قامت بإحداث جرح في البطين الأيمن في 7 سبتمبر 1896.

أصبحت جراحة الأوعية الكبيرة (تشمل: تضيق الأبهر وتحويلة بلالوك-توسيغ وإغلاق قناة شريانية مفتوحة) شائعة بعد مطلع القرن، وتعتبر ضمن جراحة القلب، ولكن من الناحية الفنية لا يمكن اعتبارها جراحة قلبية.

تدخل مبكر في التشوهات القلبية
في عام 1925 كانت العمليات على صمامات القلب غير معروفة. عمل هنري سوتار بنجاح على امرأة شابة حيث قام بتضيق الصمام التاجي. قام بالفتح في ملحق الأذين الأيسر وأدخل إصبعه فيه من أجل استكشاف الصمام التاجي التالف. نجا المريض لعدة سنوات، لكن زملائه في سوتار في ذلك الوقت قرروا أن الإجراء لم يكن مبررا ولم يستطع الاستمرار.
تغيرت جراحة القلب بشكل ملحوظ بعد الحرب العالمية الثانية. في عام 1948 حيث نفذ أربعة جراحين عمليات ناجحة لـ تضيق الصمام التاجي الناجم عن الحمى الروماتزمية. هوراس سميثي (1914-1948) من تشارلوت (كارولاينا الشمالية)، تشارلز بيلي (1910-1993) في جامعة دريكسيل كلية الطب، فيلادلفيا دوايت هاركن في بوسطن وراسل بروك. بدأ كل هؤلاء الرجال العمل بشكل مستقل عن بعضهم البعض، في غضون بضعة أشهر. هذه المرة اعتمدت تقنية سوتار على نطاق واسع رغم وجود بعض التعديلات عليها.
في عام 1947 كان توماس هولمز سيلورز (1902-1987) من مستشفى ميدلسكس يعمل على مريض مصاب ضـ ضيق رئوي بسبب ضيق في الصمام ونجح توماس بتوسيع الصمام الرئوي. في عام 1948، استخدم روسيل بروك، الذي لم يكن على دراية بعمل سيلور، موسع صمام في ثلاث حالات تضيق رئوي.

عملية قلب مفتوح
عملية القلب المفتوح هو الإجراء الذي يتم فيه فتح القفص الصدري للمريض لاجراء عملية القلب اللازمة. كلمة "مفتوح" تشير إلى الصدر وليس القلب لكن اعتماداً على نوع العملية قد يتم فتح القلب ايضاً.
تم اكتشافه من قبل ويلفرد غوردون بيغلو من جامعة تورنتو حيث اعتبر ان إصلاح الأمراض القلبية يكون بشكل أفضل بفتح القلب. ولكن كان هذا يعنى أنه لابد من توقف القلب أثناء العملية والقيام بتحويلة للدم أثناء إجراء العملية. تم إجراء أول عملية قلب مفتوح بخفض درجة حرارة الجسم وكانت فكرة والتون ليلهي وف. جون لويس في جامعة منيسوتا في 2 سبتمبر 1952.
في العام التالي، أجرى الجراح السوفياتي الكسندر أليكساندروفيتش فيشنيفسكي أول جراحة للقلب تحت تخدير موضعي.

أدرك الجراحين ان خفض حرارة الجسم تأخذ وقتا كبيرا يحتاج فيه جسم المريض إلى الدم وخاصة إلى الدماغ. ومن هنا بدأ التفكير في وجود بديل لعمل القلب والرئتين أثناء العملية وظهر مصطلح المجازة القلبية الرئوية. استخدم جون هيشام جيبون في مدرسة جيفرسون الطبية في فيلادلفيا في عام 1953 أول دورة للدم خارج الجسم عن طريق الأوكسجين، لكنه تخلى عن هذه الطريقة، بخيبة أمل بسبب الفشل اللاحق. في عام 1954 نجح ليليهي في عدد من العمليات باستخدام "المجازة القلبية الرئوية". بينما بدأ جون كيركلين في عيادة مايو في روتشستر باستخدام نوع مضخة جيبون في سلسلة من العمليات الناجحة، وسرعان ما تبعه الجراحون في مختلف أنحاء العالم.
أجرى نزيه زهدي أول عملية جراحية كاملة لتقويم القلب المفتوح في تيري جين نيكس، في 25 فبراير 1960 وفي مستشفى مرسي، أوكلاهوما سيتي، أوك. وكانت العملية ناجحة؛ ومع ذلك، توفي نيكس بعد ثلاث سنوات في عام 1963. في مارس، 1961، أجرى زهدي وكاري وغرير جراحة قلب مفتوح على طفل، وعمره 3 سنوات ونصف. في عام 1985 قام زهدي بأول عملية زرع قلب ناجحة في أوكلاهوما على نانسي روجرز في مستشفى المعمدان. كانت عملية الزرع ناجحة، ولكن المريض توفي من الإصابة بالسرطان بعد 54 يوما من الجراحة.

مخاطر جراحة القلب
أدى تطوير جراحة القلب وتقنية الالتفافية القلبية الرئوية إلى خفض معدلات وفيات هذه العمليات الجراحية. على سبيل المثال، يصل معدل وفيات إصلاح عيوب القلب الخلقية إلى 4-6٪. أحد الشواغل الرئيسية في جراحة القلب هو حدوث الضرر العصبي. تحدث السكتة الدماغية في 5٪ من جميع الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية في القلب، وهي أعلى في المرضى المعرضين لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية. السكتة الدماغية منسوبة إلى المجازة القلبية الرئوية وتسمى المتلازمة التالية للتروية.

ومن أجل تقييم أداء الوحدات الجراحية والجراحين الأفراد، تم إنشاء نموذج شعبي يسمى يوروسكور. حيث يأخذ عددا من العوامل الصحية من المريض ويستخدام معاملات الانحدار اللوجستي حيث يحاول إعطاء فرصة مئوية من البقاء على قيد الحياة. في المملكة المتحدة تم استخدام هذا النظام لإعطاء تفصيل لجميع مراكز جراحة القلب والأوعية الدموية وإعطاء بعض المؤشرات على ما إذا كانت الوحدات وأداء أفرادها الجراحين في نطاق مقبول أم لا. النتائج متاحة على موقع cqc. بيد أن المنهجية الدقيقة المستخدمة لم تنشر حتى الآن ولا تتضمن البيانات الأولية التي تستند إليها النتائج.

تعتبر العدوى من أهم المخاطر الأولية لجراحة القلب والأوعية الدموية. يمكن أن تشمل التهاب المنصف والتهاب العضلة العصبية أو التهاب التامور المعدية والتهاب الشغاف وعدوى الجهاز القلبي والالتهاب الرئوي والتهابات مجرى الدم. يمكن أن يحدث التهاب للقولون عند استخدام المضادات الحيوية الوقائية أو بعد الجراحة.

المصدر:

جراحة القلب في الخارج

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 257 مشاهدة
نشرت فى 27 يناير 2021 بواسطة ardalel

عدد زيارات الموقع

39,195