معرض عسل النحل يستقطب ذوي الأمراض المزمنة
شهد معرض العسل في طبعته الحادية عشر هذه السنة، والمقام ببلدية جسر قسنطينة، إقبالا نسبيا للزوار، بسبب التذبذب في الأحوال الجوية، الذي عرفته مختلف مناطق الوطن، خاصة في الأيام الأولى، حيث استقطب المعرض في طبعته الجديدة لسنة 2011.. 48 نحّالاً جاؤوا من مختلف المناطق والولايات، لعرض منتجاتهم، والتقرب من المواطنين، لشرح منافع كل نوع من أنواع العسل ومشتقاته.
أنواع متعددة
للوقوف عند أهم المنتوجات التي قدمها العارضون هذا العام، قمنا بجولة بين مختلف أروقة وأجنحة المعرض، حيث لمسنا تنوعا كبيرا في الإنتاج، ومن بين أهم المنتجات المعروضة وجدنا، عسل السدر والعسل الجبلي، وعسل البرتقال واللبينة، بالإضافة إلى العسل المتعدد الأزهار، عسل الكافور، هذا بالنسبة لبعض أنواع العسل، أما بالنسبة لمشتقات العسل فقد كان غذاء الملكات او الهلام الملكي كما يصطلح على تسميته لدى اغلب مربي النحل، من أهم مشتقات العسل التي تعرف إقبالا من طرف الزوار، بالإضافة إلى حبوب اللقاح وصمغ النحل وشمع النحل، دون أن ننسى مختلف أنواع الزيوت والكريمات والخلطات المعالجة، والتي صنعت من طرف مربي النحل، والتي تستعمل لمختلف الأغراض الطبية.
من بين العارضين الذين تحدثنا إليهم، "السيدة شندوح" مربية نحل وصاحبة مؤسسة" كوسمابل" والتي بدورها استحسنت هذه المبادرة، وحسبها لم تواجهها أي صعوبات، سواء في الاشتراك او لعرض منتجاتها، وعن أهم منتجاتها قالت السيدة شندوح أنها قامت باستغلال العسل ومشتقاته، لصناعة عدة كريمات طبية وتجميلية، تستعمل لعلاج عدة أمراض، كالروماتيزم والصدفية والاكزيما والبواسير، ولتليين الشعر وحب الشباب، لتضيف بان إقبال المواطنين كان كبيرا عليها، خصوصا أنها وضعت علبا بأحجام وأسعار مختلفة، لتتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين، لتعقب أنها قامت بصنع شراب مفيد للسعال دون مواد حافظة، كما قامت بصناعة شوكولاطة مناسبة لمرضى الحساسية، يدخل في مكوناتها العسل والشمع والكاكاو والحليب، الهدف منها هو استفادة الأطفال والمواطنين الذين لا يحبذون العسل، من فوائده بطريقة غير مباشرة.
عارضة أخرى وهي الآنسة حمزاوي كنزة، ممثلة مؤسسة الإخوة حمزاوي بالبليدة، مربية نحل منذ سنة 2000، تمنت أن يتوافد الناس على معرض العسل، خصوصا انه هنالك أنواعاً ومنتجات جديدة من العسل، لتقول لنا بان مشاركتهم في المعرض هدفها تعريف المستهلك بخصائص العسل، وبمجالات استعماله المتعددة، وللكشف أيضا عن القيمة الغذائية والعلاجية التي تتوفر عليها مادة العسل، مشيرة في نفس الوقت إلى العراقيل والصعوبات التي يواجهها مربي النحل، خاصة في منطقة متيجة، التي تعرف نقصا في الإنتاج في السنوات الأخيرة، مما اضطرهم إلى نقل بحوثهم لجبال المدية ومناطق الجنوب على غرار البيض والجلفة، معللة هذا النقص بتقلبات المناخ وتلوث البيئة، بالإضافة إلى "مرض نار البكتيريا" الذي مس عدة أنواع من الأشجار ونقص الأدوية الكيماوية، مما انعكس سلبا على الإنتاج هذا العام، لتدعو في الأخير كافة المواطنين إلى اخذ العسل كغذاء يومي، وليس للاستعمال الدوائي فقط.
العسل في مواجهة التهاب الكبد
للإشارة فان أهم المنتجات التي لفتت انتباهنا، هي عسل بخبز النحل، الذي يستعمل لعلاج وباء التهاب الكبد الفيروسي، الذي حدثنا عنه السيد احمد الجزائري، على أن فعاليته مجربة بدليل السيدة التي جاءت إليه وكانت تعاني من هذا المرض، وبمجرد أخذها لهذا العسل ومداومتها عليه، أحست بالارتياح، وبتناقص أعراض الداء.
من جانب آخر فان أسعار مختلف المنتجات، حسب بعض العارضين، كانت في متناول المواطنين، كما أنهم قاموا بتخفيضات عديدة مقارنة مع الأعوام الماضية، إذ تراوحت أسعار العسل من 2400دج للكيلوغرام الواحد إلى 1400دج للكيلوغرام حسب النوع المراد شراؤُه، أما بالنسبة للمواطنين فتبقى هذه الأسعار تخدم فقط ذوي الدخل الجيد، أما المواطن البسيط فيجد صعوبة في ذلك، إلا أن المعرض يلقى ترحيب المواطنين في كل عام بالفوائد الطبية والعلاجية للعسل، ويقرب أيضا محبي هذه المهنة منها مباشرة، ليدعو أحدهم إلى تكثيف الجهود من اجل إنتاج اكبر للعسل ولما لا فلربما بكثرة الإنتاج تنخفض الأسعار أكثر.
ويبقى معرض العسل يشهد إقبالا واسعا في كل سنة، فيما يتجه الجزائريون في اعتماد العسل، كغذاء شبه يومي، وهو ما دعا إليه اغلب العارضين ومربي النحل المتواجدين في المعرض.
كاميليا قرقاش
ساحة النقاش