المعلومات الخاطئة لدى المستهلك عن عسل النحل وأثرها على تسويقه كغذاء ودواء ومقترحات الحل
هناك معلومات خاطئة عن عسل النحل وتركيبه وطبيعته تنتشر لدى المستهلك مما يحد من تناوله كغذاء ودواء ويصعب من عملية التسويق
معوقات تسويق عسل النحل كعلاج وغذاء
أولا: المعلومات الخاطئة لدى المستهلك :
· جميع المستهلكين الذين شملتهم الدراسة وبمختلف الفئات التعليمية، باستثناء من لهم صلة بمهنة النحالة وإنتاج العسل يعتقدون بأن تبلور أو تحبب عسل النحل دليل على غشه بالسكر أو محاليله بل كثير منهم يعتبره فساد ويتخلص من العسل مهما كانت كميته، وحيث أن أكثر من 95% من أنواع العسل قابلة للتبلور ،وهذا ما يحفز النحالين والتجار على تسخين العسل لمنع تبلوره وامكان تسويقه مما يضر بقيمة العسل.
· أغلبية المستهلكين يظنون أن العسل مادة سريعة الفساد فيقومون بتخزينه في الثلاجات مما يسرع من عملية تحببه فيتخلصون منه، ويساعدهم ذلك على فقد الثقة في المصدر.
· عدد كبير من المستهلكين يظن أن العسل لديه مفعول السحر بحيث أن بمجرد شربة واحدة منه تزيل عنه المرض أو تعطيه القوة الخارقة مما يجلعه يستعجل النتيجة ولا يداوم على الاستخدام.
· معظم المستهلكين لا يستخدمون العسل بصفة منتظمة كما يستخدمون الأدوية الأخرى الكيمائية.
· عدد كبير من المستهلكين يتناولون العسل إما بكميات كبيرة في الجرعة الواحدة وهو ما يسبب لهم الدوران والغثيان، خاصة نتيجة ارتفاع الضغط الاسموزي على جدار المعدة نظرا لارتفاع تركيز العسل خاصة عند تناوله كما هو بدون تخفيف أو على معدة فارغة وهذا يجعلهم لا يداومون على استخدامه، ومنهم من يظن أن تخفيف العسل بالماء أو في تحلية المشروبات عند تناوله يبطل مفعوله. كذلك هناك من يتناوله بجرعات قليلة لا يتضح أثرها مما يزيد من شكه في مفعول العسل.
· عدد كبير من المستهلكين يتناولون العسل بغرض العلاج مع الطعام أو بعده أو قبله مباشرة مما يقلل من معدل الاستفادة ويؤخر من النتيجة المرجوة وهذا كما هو حادث مع الأدوية الصناعية.
· نسبة الذين يتناولون عسل النحل منخفضة جداً بالنسبة للعد الكلي للسكان، بل أن هناك من لم يتناوله طوال حياته ومعظم من يستخدمونه يتناولونه لأغراض طبية أو لمنح القوة وبدون انتظام.
· الانتشار الكبير للعسل المغشوش بالطرق المختلفة والعسل الصناعي والترويج له في الفضائيات وإقبال الكثير من الناس على شرائه نتيجة الانخفاض الكبير في سعره، وهذا يؤثر سلبا على تسويق عسل النحل الجيد ذو الأسعار المرتفعة.
· إقبال كثير من الناس على أنواع بعينها من العسل دون غيره وهذا يسبب مشكلة في تسويق الأنواع الأخرى، وخاصة أن الإقبال يكون على عسل النحل فاتح اللون مثل الموالح والبرسيم بل أن هناك من ينكر على العسل الداكن اللون أنه عسل نحل مع أن الدراسات أثبتت أن عسل النحل ذو اللون الداكن غنى بالمركبات غير السكرية مثل المعادن، الأحماض العضوية، الفيتامينات، الصبغات ومضادات الأكسدة ..الخ والتي يرجع إليها الدور الأكبر في الشفاء والتغذية.
· التفاوت الكبير في سعر عسل النحل والذي تراوح بين 10 جنيهات مصرية للكيلوجرام الواحد إلى 200 جنيه، يجعل المستهلك في حيرة وشك ولا يعرف أيهما يختار ولماذا.
· بعض المستهلكين يشككون في فاعلية عسل النحل وقدرته على علاج الأمراض وهؤلاء قد يكونوا صادقين ولكن في الحالات الآتية:
(1) إما أن يكون الذين يتناولونه ليس بعسل لأنه من مصدر غير موثوق.
(2) أن العسل الذي يتناولونه معامل حرارياً على درجات عالية أو مخزن وفاقد لخواصه البيولوجية والعلاجية.
(3) أن تكون أمراضهم مستعصية ولا يعمل العسل على علاجها نهائياً وهذا لا ينقص من أهمية العسل لأنه فيه شفاء وليس الشفاء.
أما في غير ذلك فلا نملك إلا أن نقول صدق الله وكذب هؤلاء.
· المعلومات الموجودة على معظم بطاقات العبوات غير كافية للإجابة على أسئلة المستهلك، فضلاً عن أن معظم العسل يباع بعبوات بدون بطاقة خاصة في القرى.
· ضعف السوق وصغر وزن العبوات المتداولة والتي أغلبها أما سعة 1/2 او1كيلوجرام.
ثانيا: التجار ومعوقات عملية التسويق (نحالين أو تجار فقط)
· معظم الذين يعملون بتجارة العسل وتسويقه من الذين لديهم منافذ للبيع يبحث عن عسل النحل منخفض السعر ليربح أكثر، حتى مع علمه انه مغشوش أو ناتج من تغذية صناعية، وقليل منهم من يبحث عن الجيد أو يقبل شراءه وجمعه من صغار النحالين .
· معظم التجار والنحالين ينحصر تسويقهم للعسل في أماكن محيطه بهم ولم يحاولوا البحث عن أسواق جديدة أو بديلة.
· هناك بعض التجار الذين يخزنون العسل بالأطنان في عبوات كبيرة وقد تتعرض للتحبب ومن ثم للتسخين مرتين، مرة عند الفرز، ومرة عند التعبئة وهذا يفقده الكثير من قيمته الغذائية والعلاجية.
ثالثا: مقترحات التغلب على معوقات عملية التسويق لعسل النحل ومنتجاته:
في الحقيقة فإن أي صناعة تنتج منها سلعة فلابد من دراسة عملية التسويق لهذه السلعة ومعالجة المشاكل التي تعوقها حتى لا تنهار الصناعة ككل لأن السلعة إذا لم تجد من سيأخذها إذن فما الفائدة من إنتاجها ولذا يقترح إتباع الآتي لحل مشاكل التسويق:
1- بالنسبة لمعلومات المستهلك وتصحيحها فلابد من عمل نشرة معلوماتية، كما هو الحال في الأدوية الصناعية، وحيث أن العسل يتداول في عبوات صغيرة فان البطاقة الملصقة لا تكفى لطبع كل المعلومات عليها كما أن ذلك يودي إلى تشويه شكل العبوات وإخفاء مظهر العسل ولونه ،وكما أن العسل دواء كما أخبرنا سبحانه وتعالى، فلابد أن يعرف المستهلك (خاصة الذي يتناوله بغرض العلاج) المعلومات التي تحقق أكبر قدر من الاستفادة منه ،ويقترح أن تحتوي النشرة على المعلومات الآتية والتي تهم المستهلك:
· تعريف عسل النحل وأشهر أنواعه ودرجة اللون.
· متوسط التركيب العام للعسل من المغذيات المختلفة لكل 100جم عسل.
· أهم الأمراض التي ثبت بالدراسات الطبية أن العسل له أثر كبير في شفائها أو الوقاية منها .
· موانع الاستخدام إن وجدت (من خلال الدراسات مثل الأطفال أقل من سنة على سبيل المثال).
· أفضل الجرعات الفاعله من العسل مثل 10 أو 20أو 30جرام في المرة وعدد المرات خلال اليوم.
· أفضل طريقة للتناول (مخفف بماء دافيء، كما هو مع الخبز أوفى عمل منتجات غذائية أو مع حبوب اللقاح أو الغذاء الملكي) وذلك حسب الغرض من الاستخدام ومفعول كل طريقة من خلال الدراسات الطبية.
· يكتب على النشرة أن ظاهرة التحبب أو التبلور ( مفاهيم المستهلك :التجمد ، التسكر أو الترسيب) ظاهرة طبيعية، وليست دليل على الغش أو الفساد ويكتب له علامات فساد العسل ومظاهرها وكيف يعيد إسالة العسل أو استخدامه على صورة التحبب في عمل السندوتشات أو الإذابة في الماء للشرب أو في تحلية المشروبات والأعشاب.
· تترجم هذه النشرة إلى الإنجليزية خاصة في أنواع العسل التي تسوق في الفنادق السياحية أو القرى السياحية. ترفق هذه النشرة مع عبوات العسل أو تعطي للمستهلك عند الشراء.
2- أن يقوم الأطباء بوصف عسل النحل كدواء للمرضى، خاصة الأمراض التي ثبت بالدراسات الطبية أنه يفيد فيها، فهذا يساعد إلى حد كبير في نشر الوعي وأهمية عسل النحل لدى الناس وترشيد استهلاك الأدوية الكيمائية لما لها من آثار جانبية.
3- توفير برامج تدريبية لتدريب النحالين والتجار والشركات على عمليات التسويق وخلق أسواق جديدة والمنافسة على التصدير للخارج.
4- أن يتم استخدام عسل النحل في عمل منتجات غذائية مختلفة ومتنوعة وتثقيف المستهلك بها وبقيمتها.
5- إقامة المهرجانات والمعارض لتسويق عسل النحل وأدوات النحالة، وتثقيف المستهلك بقيمة وفوائد منتجات خلية النحل الأخرى (غذاء ملكي، حبوب لقاح..الخ) لتعظيم العائد من مهنة النحالة.
7- تشديد الرقابة على العسل المنتج محليا والعسل الوارد من الخارج لحماية المنتجين المحليين الشرفاء والمستهلك.
المرجع: هذه نتائج دراسة ميدانية قام بها المؤلف
أحمد صلاح موسى صالحمدرس مساعد بقسم علوم وتكنولوجيا الاغذية- كلية الزراعة - جامعة أسيوط- مصرأسيوط
ساحة النقاش