" مصر والمظاهر المبكرة للتغير المناخى  "

منذ عدة أسابيع خلت وفى أثناء إنعقاد قمة كوبنهاجن للتغير المناخى والتي تعلقت بها الإنظار وكانت بمثابة صرخة من دول العالم للانعقاد وقد توقع منها البعض أن تكون بمثابة طوق للنجاة وقد تمخضت بالفعل عن نتائج هزيلة لم تكن حسب التوقعات أو ما هو مرجو .. ومع ذلك فقد ثارت زوبعة كبيرة للأسف من جانب البعض ممن حاولوا التشكيك فى وجود الظاهرة ذاتها أى التغير المناخى ومن ثم ما يترتب عليها من تداعيات وسلبيات مثل إختفاء العديد من الاماكن ولاسيما فى المناطق الساحلية ورأوا بأن هذه كلها ما هى الإ مجرد إدعاءات من جانب القوى الكبرى لإبتزاز الدول النامية وقد كان ذلك أحد الاخطاء الفادحة وهى محاولة تسيس الظواهر العلمية والاحاطة قبل الدراسات والأبحاث التى تؤكد وتدل بقوة وجود ظاهرة التغير وما يترتب عليها من تحديات تهدد البقاء الانسانى وحياة ذلك الكون وكيف أن ضربات ظاهرة التغير المناخى فى الفيضانات والأعاصير والزلازل والتسوناميات التى تعبر عنها الكوارث الطبعية من الشدة والقوة التى تكل منها متون البشرية وتحنى ظهورها بل أنها فى الكثير من الأحيان ما تكون قاسمة للظهور وإصابة الكثير من الدول القوية بالعجز الشديد وتترك ورائها دماراً وخراباً كبيراً وفى قمة  كوبنهاجن التى تعد الحدث الكبير والفريد التى يجسد التقاء ارادة 80 دوله فى يوم قد كان من المتوقع أن يكون نقطة فصل في تاريخ هذه الظاهرة وأن يكون حائط صد أمام زحف هذه الظاهرة ولكن ذلك مالم يحدث وكما يقولون قد تمخض الأسد وولد فأراً إذ لم يتم الاتفاق على ما يمكن أن يكون مكافئاً لتوقعات ذلك الخطر ولاسيما وأن ذلك المؤتمر كان يترقبه الجميع وكان هو مسيرة 5200 مؤتمر حول العالم ولكن لم  تدرك هذه الدول ولاسيما الدول المتقدمة بأن سيف هذا الخطر سوف يطول ويأكل هذا وذاك أى القوى والضعيف من الدول أو الغنى والفقير منها وتلك هي الحقيقة التي أخفيت عن عيونهم لقد كانت بقية ذلك المؤتمر هو تحقيق هدف واحد وهو الذي عبر عنه جيمس هانز وهو وقف زحف ذلك الخط المدمر من خلال تقليل حجم الانبعاثات في الغلاف القوى وتحديد النسبة المطلوبة من التخفيض في الوقت الراهن لكي ما يتم الإبقاء على استمرار الحياة على سطح ذلك الكوكب وأن يتم تخفيض تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوى وقد حدد أن المطلوب هو تخفيض نسبة التركيزات قدر الامكان من 390 جزء في المليون إلى 350 جزء في المليون " وذلك هو الحل المطلوب الذي طرح في قمة كوبنهاجن والذى لا يختلف عليه أحد أي من الدول الفقيرة أو النامية أو الدول الصناعية المتقدمة ولكن ما قد يختلفون عليه هو كيفية الوصول إلى تحقيق ذلك الهدف "  أي أن القصور يقع في أساليب وسياسات وخطط كيفية المواجهة .. وطالما استمر ذلك الاختلاف وعدم الاتفاق على أساليب المواجهة كلما استمر ذلك الخطر في مواجهة الكل لذلك يتوقع العلماء وقوع المزيد من الكوارث الطبعية كالسيول والفيضانات ذات التأثير الممتد على المديين القصير والطويل فعلى المدى القصير نراها فى ذلك التدمير والخراب والتشريد وعدد القتلى و الضحايا وكيف أنها تضيف الى قائمه من لاماوى لهم home less أعداد كبيرة تقف قدرات وإمكانيات وموارد العالم المتراجعة  عن الوفاء بها ولاسيما وأن العالم قد أصبح محاصر بالعديد من الازمات ولاسيما ذلك المثلث من الازمات الذى يشبه مثلث برمودا الشهير الذى كلما أقترب منه أو عبر فوقه طائرة أو سفينة كان مصيرها الضياع والهلاك وهى أزمة الغذاء وأزمة  الطاقة وأزمة الموارد المائية " والتى يقع فى قلبها العالم حائراً بل ممزقاً لايعرف سبيل للخروج منها حلقات من الازمات المتداخلة التى تفرض  على الكون وبقائه حصاراً رهبياً يمكن أن يقوض بقائه وهناك تلك الاثار والتداعيات على المدى الطويل مثل انتشار العديد من الأوبئة والأمراض وحدوث تغيرات قى الطبيعة لن تكون بالتأكيد لصالح البشرية مثل ارتفاع سطح البحر حقائق عملية واضحة قد حاول البعض  إنكارها والتنصل منها تحت العديد من دعاوى البطل أو مجرد التغير والافكار والخروج عن المألوف على غرار قاعدة خالف تعرف .. وهم بذلك ينكرون تلك الاحداث والحوادث التى تحيط بهم والتي هي التغير المناخى مثل الانهيارات الجليدية وتساقط الصخور وانحراف التربة بفعل الفيضانات وحرائق الغابات فى المناطق التى تسودها موجات الجفاف وهناك أيضاً تلك التقلبات فى الظروف المناخية التى هى دافعها وباعثها و تدافع مجموعة من القوى لاحداثها وبينما يدور ذلك السجال السفسطائى والذى يشبه قرعات الطبول الجوفاء التي لاطائل من ورائها سوى الضجيج حادث السيول التى داهمت بعض القرى المصرية الساحليه والتى ترتب عليها خسائر كبيرة وتهدم أعداد كبيرة من المنازل منها 720 منزل فى قرية واحدة بأسوان " وقد قال عنها البعض بأنها أول كوراث وتداعيات التغير المناخى والتي أتت عجل  وفى مرحلة مبكرة " وهو ما لا يؤكد على مدى زيف ذلك الجدل الدائر ولكن في ذات الوقت يؤكد على ضرورة أن نبدأ فى الاستعداد لملاقاة هذه الداعيات الخطيرة لعل كانت مشاهد من جرفت مياه السيول منازلهم وتركتهم بلا  مأوى فى برودة الشتاء بماثبة القول الوجيز هو وصف ذلك الخطر الكبير الذي ينتظرنا من وراء هذه الظاهرة كما أنها أكدت على أن  ضرباته قاسمة للظهور وتحتاج الى تضافر الجهود وتكاتفها وتشابك الايدى وأن يكون هناك رصد دقيق لهذه الظواهر بدلاً من  تلك المهاترات وتلك المكلميات المنبرية التي لاتجوز أو تليق بتناول الظواهر الطبيعية والحقائق العلمية .  

           

المصدر: د. عماد الدين عدلي / المكتب العربي للشباب والبيئة
  • Currently 190/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
62 تصويتات / 1123 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

156,125